الحوثي يواصل نشر ثقافة الموت ويفتتح مقابر جديدة ورفع صور قتلى المحارق
شهدت مدارس صنعاء ومحافظات يمنية خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية فعاليات إجبارية تحت مسمى الاحتفال بـ”ذكرى الشهيد”، وهي مناسبة أقرتها الميليشيات لإحياء ذكرى قتلاهم الذين سقطوا خلال المعارك الدائرة في الحرب.
وتركز الميليشيات على إقامة هذه المناسبة في شهر نوفمبر، داخل المنشآت التعليمية والأكاديمية من أجل استقطاب مزيد من الأطفال والشباب للانخراط في صفوفهم. والترويج لأفكار التطرف والإرهاب وثقافة الموت.
الفعاليات الحوثية جرى فيها أيضا افتتاح عشرات المعارض التي تضم صور القتلى من منتسبي تلك المنشآت التعليمية ممن تم التغرير بهم والزج بهم في جبهات الموت بعد إخراجهم من الصفوف الدراسية وإرسالهم للمتارس القتالية.
كما شملت الاحتفالات الحوثية تسيير رحلات طلابية إجبارية إلى المقابر التي أنشأتها الميليشيات الإيرانية خلال سنوات الحرب؛ وتضم الآلاف من القتلى الذين سقطوا خلال المعارك العبثية التي تقودها الجماعة منذ انقلابها على السلطة واجتياحها لصنعاء في 2015.
وقالت مصادر تربوية في صنعاء إن قيادات حوثية بارزة، بينهم عضو ما يسمى دائرة العلماء والمتعلمين الحوثية شرف الدين الوادعي، قاموا بالنزول إلى مدارس مديرية آزال، وإلقاء محاضرات على الطلاب تدعوهم إلى الشهادة والخلود والاقتداء بمن تم تعليق صورهم من طلاب والسير على دربهم.
وأضافت: “عند تجوالك في مدارس صنعاء ستشاهد صدمة كبيرة، أصبحت الجدران تكتسي بصور القتلى الذي قدمتهم ميليشيات الحوثي قرابين لمشروعها الطائفي التدميري”.
وأشارت المصادر إلى أن القيادات الحوثية المسيطرة على وزارة التربية والتعليم في صنعاء وجهت الإدارات التربوية والمدرسية بتسيير رحلات طلابية، إلى المقابر التي تضم قتلى الميليشيات وإقامة محاضرات حول ذكرى “الشهيد” والتأكيد على ما تسميه “ترسيخ فكر الجهاد في صفوف الطلاب”.
وتنفق ميليشيات الحوثي ملايين الدولارات -بحسب مصادر محلية في صنعاء- لأجل إقامة فعاليات “أسبوع الشهيد” التي تمجد فيها الميليشيات قتلاها. وأشارت إلى إن نحو 100 مليون دولار خصصتها الجماعة بين طباعة صور للقتلى وطلاء المدارس بالأخضر وتشييد مقابر جديدة وغيرها من الإنفاق على فعاليات هذه المناسبة الطائفية.
ومنذ مطلع الأسبوع أقامت الميليشيات الحوثية أكثر من 100 فعالية واحتفالية في صنعاء وباقي مناطق سيطرتها؛ وتركزت جميعها على ما أسموه “الاحتفال بذكرى الشهيد”. ناهيك عن افتتاح الكثير من المقابر تحت مسمى “رياض الشهداء”.
إهدار الميليشيات لهذه الأموال من إيرادات الدولة يأتي تزامناً مع أوضاع معيشية كارثية يعيشها السكان في ظل استمرار قطع مرتبات الموظفين وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض والأوبئة.
وقال معلم في إحدى مدارس مديرية آزال: “الأموال الطائلة التي صرفتها الميليشيات الحوثية للاحتفال بذكرى شهيدهم في مدارس صنعاء، كانت تكفي لتسليم مرتبات المعلمين المنقطعة لسنوات”. موضحا أن “المعلم يقف جائعاً في احتفالات الحوثي التي يصرف خلالها ملايين الدولارات من المال العام”.