الخبراء الدوليين: الحوثيون وراء أزمات اليمن وسببا في الانقسام المصرفي وتدهور الريال اليمني
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
تقرير لجنة الخبراء الدوليين اقترب كثيرا ليحدد الدور السلبي الذي تقوم به مليشيا الحوثيين في اليمن.
التقرير عرى توحش جماعة الانقلاب لفرض واقع مرعزع للاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، حيث وضع الحوثيبن أليات لمنظومة خاصة بهم، ويتعاملوا كما لو كانوا دولة تحكمها اجراءات قسرية، وزادوا من تدهور الواقع وعرقلة السلام في اليمن.
تعطيل الحياة:
عطل الحوثيون كل شيئ وكانوا سببا لكل هذه الفوضى، وتعمدوا التهرب بطرق شتى من مفهوم روابط الأزمات بقراراتهم السيئة والحالة الناجمة عن خياراتهم الضيقة، والتي أظهرت مدى ما يشكله الحوثيون من عائق مزمن على السلام والاقتصاد في اليمن إلى جانب تهديدات متعددة وخطيرة ترتبط بسياسات هذه المليشيات، مما ترك واقع سيئ انعكس على اليمنيين .
التدخل الحوثي في تأزيم الاوضاع في اليمن وتدهورها، هذا ما وضحه تقرير الخبراء حيث أنه يضع الحوثيين على أنهم سبب تراجع الإقتصاد وانهيار واقع اليمنيين المعيشي ،فهم يتخذوا سياسات لا تخدم أحد سواء في المناطق التي تخضع لهم ،أو محاولاتهم تعطيل المؤسسات الاقتصادية والمالية في المناطق التي تحكم من المجلس الرئاسي .
سياسات فوضوية:
اتجاه المجتمع الدولي لتخفيف القيود والحصار البحري والبري على الحوثيين، رغبة في الوصول للسلام وانهاء الحرب في اليمن.
وعمل الحوثيون على اعتبار تلك القيود عائق أمام اليمنيين وأتهموا الامم المتحدة والاقليم أنه يختارون محاصرة اليمنيين ،ويمنعون وصول الغذاء والوقود اليهم ،لكن الحوثيين أتجهوا إلى زيادة جمعهم للمال وفرض سياسات اقتصادية ومالية تخدمهم، ولم تظهر أي ظروف ايجابية على اليمنيين، بل أن الحوثيين عملوا بعد انهاء الحصار على تعقيد الاجراءات المالية والاقتصادية وتسببوا في تدهور حاد يتحمله اليمنيين.
فعندما توقف الحوثيين عن شراء الغاز من مأرب فإن ذلك عزز من امكانيات الحوثيين المالية ،واتخذوا مثل هذه السياسة لزيادة قدرتهم الخاصة على المتأجرة بهذه المادة لمصالح فرض خياراتهم ،ولما فيه توسيع دوائر امكانياتهم ليتخطوا الحد الأدنى إلى المستوى الاعلى من الخيارات المالية والاقتصادية ،والذي يجعلهم أكثر قدرة في الاستقلال عن الوضع اليمني الكلي.
غاز مأرب تم تقييد دخوله إلى مناطق سيطرة الحوثيين، في أذار مارس 2023 توقف الحوثيبن عن شراء غاز الطهي من حكومة اليمن ،وما سببه ذلك مع انعكاسات على وضع المناطق التي لاتخضع .
يوضح تقرير الخبراء ان هذه الكمية تشكل 60% من غاز الطهي المنتج في مأرب ،ولم يسمح الحوثيين للشاحنات القادمة من المناطق الخاضعة للحكومة، التي تحمل الاسمنت والصلب والكلنكر بدخول مناطق سيطرة الحوثيين.
يتحدث التقرير عن أن الحوثيين استوردوا الكثير من البضائع والسلع خاصة تلك التي منعوا عبورها من مناطق سيطرة الحكومة من مينائي الحديدة ورأس عيسى مما جعلهم أقل اعتمادا على حكومة اليمن فيما يتعلق بالحصول على هذه الامدادات واستوردوا 52819,4 طن من الغاز النفطي المسال في عام 2022 وأرتفع الاستيراد بشكل حاد إلى 234649,7 طن حتى تموز يوليه 2023 بزيادة قدرها 444 في المائة عام 2022 وبلغت الواردات في الفترة من نيسان ابريل إلى تموز يوليه 2023 وحدها 216072,6 طن أو 92 في المائة من إجمالي الواردات حتى تموز يوليو 2023.
سبب الأزمات :
يكشف فريق الخبراء أنه تلقى ادعاءات بقيام الحوثيين بطباعة واستخدام عملات مزيفة للوفاء بإحتياجاتهم التمويلية في وذكر تقرير الخبراء أن سفارة اليمن في الصين طلبا من شركة أوراق نقدية صينية تحول معرفة حقيقة مواطن يمني قيل أنه اتصال بهذه الشركة من أجل طباعة أوراق نقدية وطوابع مالية وجوازات سفر وحصل فريق الخبراء على نسخا من الوثائق ذات الصلة بما في ذلك جواز سفر الشخص المعني ورسالة مؤرخة في 26 أذر مارس 2023 من المدير العام لإدارة الجوازات والجنسية بوزارة الداخلية اليمنية.
ومع عودة الخطوط الجوية اليمنية للعمل فإن الحوثيين بدأت مضايقاتهم لشركة الطيران حيث جمد الحوثيين في 8 أذر مارس 2023 أموال من الحسابات الثلاثة المصرفية في صنعاء بما يقارب 80 مليون دولار ومع وجود الأموال الاضافية التي تم ايداعها في الحسابات المصرفية لشركة الخطوط الجوية في صنعاء والافراج عن بعض الأموال حيث لايزال 78مليون دولار مجمدة منذ 5 آب أغسطس 2023 ويحظر على الخطوط الجوية اليمنية استخدام قطع الغيار الموجودة في حظيرة الصيانة في صنعاء .
مازن العامري خبير اقتصادي وصف تقرير الخبراء الذي تناول الجانب الاقتصادي بإنه كان دقيق في تعاطيه مع مليشيات الحوثي حيث اتسم التقرير بالموضوعية واقترب من اعتبار الحوثيين أنهم سبب ما تعانيه اليمن من أزمات وصراعات
وقال مازن العامري “ليمن الغد” تقرير الخبراء اعتبر الحوثيين هم سبب تعطيل ميناء عدن ،وكذلك تصدير النفط وما تسبب به من أزمات واسعة وكبيرة ولذلك فإن التقرير كان حادا ووضع الحوثيين في رأس القائمة كونه السبب في توسع الازمات الاقتصادي واعاقة الحل السياسي”.