سياسيون: ركوب الحوثيين موجة جديدة استغلال قذر يعصف باليمن والمنطقة
يمن الغد / تقرير – خاص
ألقت أحداث قطاع غزة المتصاعدة بين حركة المقاومة الفلسطينية وجيش الإحتلال بظلالها على الأزمة اليمنية سيما مع دخول الأخيرة خط الأحداث في فلسطين باستهدافها السفن التجارية في البحر الأحمر، في استغلال للجماعة وركوبها الأحداث كمحاولة لتقديم نفسها قوة إقليمية مستقلة على غرار حزب الله اللبناني وكلا الحركتين مدعومتان من النظام الإيراني.
إعاقة المفاوضات:
وفي سياق التداعيات السلبية لأحداث غزة على الأزمة في اليمن، قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندر كينغ أحداث غزة وتصعيد الحوثي أعاق توقيع الاتفاق بين الحوثيين والسعودية وان بعض التفاصيل لم تُنجز، مشيرا إلى أن السعودية وواشنطن تدفعان نحو خفض التصعيد عن طريق الوساطة العمانية. إن السلام بين السعودية والحوثيين في لمساته الأخيرة.
وتسببت الضغوط الدولية باعاقة تقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي في محافظة الحديدة نهاية العام 2018، لإنجاز مفاوضات انتهت باتفاق ستوكهولم بين طرفي الصراع في اليمن.
وبعد 5 سنوات من الاتفاق، تحولت مدينة الحديدة والساحل الغربي إلى مصدر خطر على الملاحة البحرية والسفن المرتبطة بإسرائيل إثر هجمات الحوثيين التي جاءت ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة حسبما تعلنه جماعة الحوثي، هذا المعطى الجديد دفع 4 من أكبر 5 شركات للحاويات في العالم، وتمثل 53% من تجارة الحاويات العالمية، إلى تعليق عملياتها في البحر الأحمر.
وردا على ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر.
وهنا ترى الناشطة جميلة الخيلي في سياق حديثها ليمن الغد، إن جماعة الحوثي في سبيل استثمار أحدث غزة تدخل اليمن والمنطقة في حصار جديد، هذه المرة بقوات دولية.
القفز على الواقع:
ترى جماعة الحوثي في أحداث غزة فرصة لتسويق نفسها خارجيا وورقة رابحة للققز على الواقع اليمني المتأزم بفعل انقلابها وخلط الأوراق في الداخل اليمني وإبراز نفسها خارجيا كممثل لليمن وقوة إقليمية مستقلة.
يضيف المحلل السياسي خالد بن طالب في سياق حديثه ليمن الغد، بأن الجماعة تحاول الهروب من الضغوط الشعبية ضدها جراء تردي الوضع الإقتصادي وعدم صرف مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرتها.
مؤخرا بدأت مليشيات الحوثي، عمليات تحشيد وجبايات جديدة في مناطق سيطرتها بحجة مواجهة التحالف الدولي الذي تم تشكيله من قبل الولايات المتحدة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر اليوم الثلاثاء.
وتفيد مصادر محلية في صنعاء، بأن جماعة الحوثيين بدأت مرحلة جديدة من استغلال الأحداث الدولية لتنفيذ حملات جباية مالية وحشد مقاتلين بحجة نصرة الشعب الفلسطيني، حيث قام مسؤول ما يمسي برنامج الصمود في جماعتهم قاسم الحمران، بإطلاق حملة التحشيد انطلاقا من مديرية الوحدة بأمانة العاصمة لتشمل جميع مناطق سيطرتهم، بحجة مواجهة التحالف الجديد ونصرة غزة.
ووفق المصادر فإن مليشيات الحوثي قامت الثلاثاء، بإطلاق حملات تحشيد جديدة انطلاق من “مديرية الوحدة” في أمانة العاصمة، مستغلة الإعلان عن تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في البحر الأحمر من قبل الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن الحوثيين يواصلون استغلال السكان في مناطقهم لتعزيز جبهات قتالهم.
وأشارت إلى أن الحوثيين دعوا قياداتهم ومشرفيهم ومشايخ وعقال الحارات وما يسمى باللجان المجتمعية لتنفيذ حملات لجمع المال والسلاح، إلى جانب تنفيذ حملات تحشيد واسعة، وفتح معسكرات تدريب إلى جانب الموجودة لتدريبهم، قبل إرسالهم إلى جبهات القتال في مأرب وتعز والجوف والبيضاء ولحج والساحل الغربي وحجة، نصرة لفلسطين.
قوة مهددة للملاحة:
وفي سياق الاستغلال السياسي للاحداث في غزة، صار الحوثيون قوة مهددة للملاحة في البحر الأحمر، فمنذ أول عملية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، صارت الهجمات الحوثية حدثا يوميا، وخلال شهرين أسقطت البحرية الأميركية 38 صاروخا وطائرة مسيّرة للحوثيين في البحر الأحمر.
ويقول قائد عسكري رفيع في الحكومة اليمنية، تحفظ عن ذكر اسمه لوسائل الإعلام كونه غير مخول بالتصريح “إن الحوثيين استغلوا اتفاق ستوكهولم الذي قضى بوقف الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية على مدينة الحديدة، في بناء ورش ضخمة لإعادة تصنيع وتركيب الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى”.
واتفاق ستوكهولم هو اتفاق رعته الأمم المتحدة، وتوصل إليه الحوثيون والحكومة الشرعية في العاصمة السويدية، يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول 2018، ويقضي الاتفاق بإعادة انتشار القوات في محافظة الحديدة الساحلية، وتبادل قوائم الأسرى والمعتقلين (أكثر من 15 ألفا)، وفك الحصار عن مدينة تعز (جنوب غرب).
وأوضح المصدر العسكري أن الأسلحة وقطع الغيار كانت تصل إلى الحوثيين من إيران إلى الساحل الغربي في قوارب صغيرة تسلك طرق التهريب، وظهرت في العروض العسكرية للحوثيين.
وتشير الخيلي في تصريحها إلى أن إن “القوات الحكومية سبق وأن حذرت المجتمع الدولي من أن اتفاق ستوكهولم سيفتح الباب على مصراعيه لتدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين”.
وحتى اللحظة لم تعلن القوة البحرية للتحالف الدولي الجديد اتخاذ أي إجراء ضد الحوثيين، في حين تبدو المؤشرات أن مهمتها هي تأمين مسارات السفن العابرة لمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، ولن يتعدى ذلك إلى شن عملية هجومية خشية توسيع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والإستراتيجية علي الذهب في تصريحات له، إن “تلك القوة لديها سابق تجربة في مواجهة القرصنة (في سواحل الصومال)، أي أنها سترافق السفن التجارية، وسترد على مصادر التهديد”.
وأضاف الذهب “إذا كان التهديد من الزوارق البحرية فإنها ستغرقها أو تطاردها، وإذا كان من البَر فسيُردّ على مصادر النيران، وهنا ستتوسع العملية أكثر، وربما قد يزداد الصراع حدة واتساعا”.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن “من يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل عواقب أفعاله”، في حين قال بيان لما يسمى المجلس السياسي -أعلى سلطة للحوثيين- إن “القوة البحرية تهدد الملاحة في البحر الأحمر”.
ويقول عضو المجلس السياسي الأعلى حزام الأسد، إن “الولايات المتحدة حاولت من قبل صد الصواريخ والمسيّرات وحماية السفن الإسرائيلية”، وأن القوة الجديدة لن تتخذ أي خطوة مختلفة.