التسول خير من ميدان العمل في شريعة الغاب الحوثية
يمن الغد/ تقرير – خاص
تتعمد جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، تقييد حركة المواطنين في مناطق سيطرتها بذرائع شتى ولعل المرأة اليمنية أكثر تضررا من إجراءات قمع الحريات بمبررات تحت غطاء ديني، إذ تتقارب الجماعة بفكرها المتشدد وقمع الحريات مع تنظيم القاعدة المتشدد والتنظيمان مدرجان على قائمة الارهاب.
ذريعة الحشمة :
وفي سياق إطباق الجماعة سيطرتها على المجتمع النسوي اغلقت مولات وقاعات افراح مؤخرا تخت ذريعة الحشمة واتقاء الفتنة.
تشير الحقوقية جميلة الخيلي في سياق حديثها ليمن الغد الى ان النساء اللاتي يعانين من التهميش والعنف وتقييد الحريّة بأساليب متعددة، هن أكثر تضررا من إجراءات جماعة الحوثي التي تفرضها تحت مسوغات الاختلاط وفتنة الذكور وبهذا تفرض نظام المحارم الذي بموجبه منعت الجماعة النساء من السفر دون محرم (اي مرافق لها من ذكور عائلتها كالشقيق والأب.
يتبع الحوثيون تقنيات عدة للتضييق على النساء، إذ أصدرت الجماعة قراراً شفهياً عام 2019 يحظر على النساء السفر من دون موافقة خطية من ولي الأمر ووزارة الداخلية، ثم فرضت قيوداً جديدة تمنع سفر النساء من دون “مُحرم”، سواء كان السفر عبر مطار صنعاء أو بين المدن اليمنية.
تضيف الخيلي أن تنخرط المرأة في كتائب الزينبيات او تعمل جاسوسة لمليشيا الانقلاب فلا ضير في ذلك طالما هي في خدمة أجندات الجماعة لكن ان تعمل لأجل اشباع عائلتها من الجوع او تمارس حياتها كإنسان له حقوق فذلك محرم في شرع الحوثي.
التسول خير من ميدان العمل:
يقول الناشط السياسي مبروك الحميدي خلال حديثه ليمن الغد، ان جماعة الحوثي لا يغضبها ولا يثير غيرتها النساء المتسولات في شوارع المدن او النائمات على الأرصفة في عز الصقيع، بينما تختلق الغيرة ان وجدت المرأة في ميدان العمل.
ولفت الى انه وفقا لشريعة الغاب الحوثية فإن التسول خير من ميدان العمل.
وبدعم حوثي، أصدرت بعض القبائل في صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2021، وثيقة عرفية استهدفت بنودها النساء وحرياتهن الخاصة، من بينها منع سفرهن من دون محرم، وعدم السماح للفتيات بالعمل في المنظمات الإنسانيّة، لأن تلك المنظمات، حسبما جاء في الوثيقة، “تقوم بابتزازهنّ جنسياً”.
نظام شمولي :
كثير ما تجد المرأة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي مطاردة في الجامعات والاسواق و الحدائق والمقاهي والطرقات العامة، حيث منعت الجماعة احتفالات التخرج في الجامعات والمدارس بشكل مختلط من الجنسين.
واعتبر ناشطون إجراءات الحوثي القمعية يكشف عن نظام شمولي يسعى إلى فرض قيم ومفاهيم على المجتمع، اذ ان اىجماعة تريد إعادة صياغة المجتمع بشكل يماثلها”.
وأثّرت قرارات الحوثيين على معيشة الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ فقدت نساء كثيرات وظائفهن، وهدد استهداف المنظمات والعاملين فيها حصول الأسر على المساعدات والرعاية الصحية التي تقدمها هذه المنظمات، كما خسرت نساء أخريات فرص الحصول على التعليم والتدريب والتأهيل داخل اليمن وخارجه.
حذّرت الأمم المتحدة على موقعها، من أن الأوضاع في اليمن تشهد مزيداً من التدهور وتضييق القيود على النساء واستمرار التمييز ضدهن في ظل “نظام المحارم”، فهناك” حوالى 12.6 مليون امرأة بحاجة إلى خدمات منقذة للحياة في الصحة الإنجابية والحماية، منهن 7.1مليون بحاجة إلى وصول عاجل للخدمات. نظام المحرم حدّ من قدرة النساء العاملات في المجال الإنساني على تقديم الدعم والمساعدات الضرورية”.
عدوان سافر:
تقرير وزارة حقوق الإنسان والشؤون القانونية في الحكومة المعترف بها دولياً لعام 2023، يصف قرارات الحوثي بـ”العنف القائم على النوع الاجتماعي”.
ويشير إلى جهاز “الزينبيات” الذي أنشأه الحوثيون عام 2014، والمكون من نساء يطاردن النسوة في المدرسة والجامعة وحتى الحدائق والمقاهي والطرقات العامة، وأوكلت إليه تنفيذ مهمة أمنية في شركات النقل، لتقييد حرية النساء وملاحقتهن ومنعهن من السفر؛ هذا الجهاز سري وغير قانونيّ، وتفيد تقارير بأنه يتكوّن من 500 امرأة.
وفي تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وثّقت اكثر من 1,444 واقعة انتهاك ارتكبته “الزينبيات”، تنوعت بين مداهمات وتفتيش واختطاف، ووصلت في بعض الأحيان حد القتل والتعذيب داخل السجون.
كشف تقرير الوزارة أيضاً، عن تعرض النساء المسافرات من دون محرم في النقاط الأمنية التابعة للحوثيين، للتحرش والابتزاز والتوقيف والتحقيق معهن لساعات طويلة، إضافة إلى وصفهن بــ”بالعاهرات” ومصادرة جوازات سفرهن وعدم السماح لهن بالمغادرة، إلا بعد كتابة تعهّد بعدم السفر مرة أخرى من دون محرم.