المراكز الصيفية الحوثية.. تلويث عقول النشىء وخلق مجتمع ملغوم
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
دشنت مليشيات الحوثيين إقامة المراكز الصيفية ، والتي تسعى من خلالها تعزيز تواجدها العقائدي
والتأثير على الأطفال والشباب، وفرض أفكار عدائية تقوم على واقع سياسي ومذهبي، وترسيخ اشكال من المفاهيم الخاطئة في واقع الطلاب والأطفال، وخلق تبعية لمشروعهم السياسي واخضاعهم لدورات عسكرية لتجنيدهم في صفوفهم.
برامج تدميرية:
وضعت مليشيات الحوثيين كل امكانياتها لإقامة الدورات الصيفية التي تمثل أحد السياسات التي تتبعها لتحقيق أهدافها للتأثير على واقع الأطفال والشباب وخلق أفكار محددة تتماشى مع طبيعة المشروع التي تحاول مليشيات الحوثي تثبيته وترسيخه .
عبد الله غالب منصور مستشار تربوي وتوجيهي، اعتبر المراكز الصيفية على أنها أخطر السياسات التي تعمل من خلالها مليشيات الحوثي، على اضعاف واقع المجتمع والجيل الجديد وانشاء مشروع سياسي واجتماعي يخضع للواقع الحوثي بكل عنفه وتطرفه .
واضاف غالب ليمن الغد أن الحوثيين لديهم تخوفات من واقع قد لا يتقبل وجودهم وقد تزيد طرق مواجهتهم من الجيل اليمني الذي هو الآن في مرحلة الطفولة والشباب ولذلك يعمل الحوثيين لإخضاع الاطفال والشباب لدورات وتأثيرات تحد من قدراتهم على مواجهة مشروعها.
ويعمل الحوثيون وفق استراتيجية اعدت وتم تفعيلها في عام ٢٠١٩ تقوم على احداث تغيرت واسعة في الواقع التعليمي والسياسي والتأثير على الاطفال والشباب لفرض
تدمير الطفولة:
قبل اطلاق الحوثيين للمراكز الصيفية، استعدت كل المحافظات التي تخضع للحوثيين للترتيب لهذه المراكز.
وعقد المحافظين التابعين للمليشيا اجتماعات مكثفة ضم وكلاء المحافظات وقيادات المكاتب التنفيذية، وشارك في هذه الاجتماعات رؤساء المحاكم ورؤساء الجامعات ومسؤولين الحشد والتعبئة.
كان من أهم السياسات والخيارات التي رسمت في هذه الاجتماعات ،هو اخضاع الشباب والاطفال لمشاريع مكثقة لتغير واقعهم وافكارهم، لما فيه مصلحة المليشيات ودعمها سياسياً واجتماعياً.
كما أن هذه الاجتماعات التي قام بها المحافظين، وضعت الشكل الذي يجب فيه التأثير على الاطفال والشباب، في القرى والمدن وتحديد الخطط في نقل التجرية الحوثية، في خلق افكار ومضامين تحد من قدرة الشباب والأطفال في المعرفة واختيارهم الفردي بقدر ما تعمل المليشيات من خلال هذه الدورات تحديد الافكار والتصورات والنهج لواقع الشباب والاطفال.
خلق مجتمع ملغوم:
حاميم عبد السلام مختص اجتماعي أوضح أن المراكز الصيفية عند الحوثيين ،تقوم على اهداف متعددة حيث أنها تعمل على خلق مجتمع يخضع في كل تفاصيله واتجاهاته لمليشيات الحوثي .
وقال حاميم لـ”يمن الغد”: الحوثيون يريدون احداث تأثيرات عميقة ،تمنع اي تمرد على وجودهم في المستقبل ،ولذلك فهم يسعون بكل ثقلهم لتغير الهوية المرتبطة باليمنيين سياسياً واجتماعياً وحضارياً وتأريخياً،ووضع مشروع عائلي متطرف لا يرتبط باليمنيين ولا يرتبط بالدولة اليمنية.