ماذا يعني الإعلان الايراني الجديد حول اليمن ولماذا ارسلت طهران “قدر” الباليستي إلى الحوثي؟
إعلان إيراني جديد عن دعم مليشيات الحوثيين في اليمن كشف عن تهديد جديد لحركة الملاحة الدولية.
فقد اعتبرت الحكومة اليمنية، اليوم الأربعاء، أن كشف إيران عن نقل صاروخ “قدر” الباليستي للحوثيين إنه “اعتراف صريح وخطير بتقويض طهران لسلامة الشحن الدولي”.
وكانت وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري الإيراني، قالت في وقت سابق اليوم، إنه “تم الآن توفير الصاروخ الباليستي الذي يطلق من البحر، المسمى “قدر” للحوثيين”.
وقالت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني في بيان إن تقرير الوكالة الإيرانية هذا يعد “اعترافا صريحا وخطيرا بنقل إيران تكنولوجيا الصواريخ الباليستية المضادة للسفن (صاروخ قدر) إلى مليشيات الحوثي، واستخدامها في هجماتها الأخيرة” في البحر الأحمر.
وأكد المسؤول اليمني أن الحرس الثوري الإيراني شيد منذ الانقلاب أواخر 2014، جسرا متواصلا لتزويد مليشيات الحوثي بالأسلحة الدقيقة وأحدث المنظومات العسكرية من (صواريخ باليستية موجهة، طائرات مسيرة، زوارق وغواصات غير مأهولة) وذلك عبر شبكات تهريب متخصصة.
وأوضح الأرياني أن عمليات نقل الأسلحة والاستعداد لتلك العمليات المتمثلة بهجمات الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، انطلقت قبل أعوام من حرب غزة، لافتا إلى أنها تندرج ضمن ما سمي بـ “الشبكة الصاروخية المتكاملة”، وتشكيل شبكة قيادة وسيطرة متكاملة في المنطقة، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار والصواريخ.
واتهم الإرياني إيران بالمسؤولية عن “تخطيط وتسليح وتنفيذ أعمال القرصنة والهجمات الإرهابية التي طالت السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، واستخدامها مليشيا الحوثي كغطاء لشن تلك الهجمات، وإعلان المسؤولية عنها، دون اكتراث بالمصالح الوطنية، والتداعيات الكارثية لممارساتها”.
كما تؤكد هذه الاعترافات أن “النظام الإيراني كان يعد مليشيات الحوثي منذ وقت مبكر بالإمكانيات والتجهيزات والخبراء، لاستخدامها أداة رخيصة لتنفيذ مخططاته الإرهابية وتقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية”، وفقا للوزير اليمني.
وقال الإرياني إن “الأحداث التي شهدتها غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت مجرد ذريعة انتهزتها إيران، لاختبار كفاءة تلك المنظومات من أسلحة وخبراء ومستشارين، وغرف عمليات مشتركة، ومراكز قيادة وسيطرة”.
واستغرب الأرياني قيام النظام الإيراني الذي يسيطر ومليشياته الطائفية أو ما يطلق عليه بـ”محور الممانعة” على حدود مشتركة مع إسرائيل، ترك تلك الحدود، بإرسال صواريخ ومسيرات دعائية للحوثيين.
وأكد أن تلك الهجمات “لا تقدم أي دعم حقيقي لفلسطين، ولا تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، ولا تحدث فارقا في موازين المعركة، وتنطلق للتغطية على خذلان هذا المحور لفلسطين، ونهجه في المتاجرة بالقضية الفلسطينية”.
وقال الإرياني إن “المجتمع الدولي أدار ظهره طيلة سنوات الانقلاب للنداءات والتحذيرات الحكومية من مخاطر التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.. ليجد العالم نفسه في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الإيراني وأداته الحوثية وجها لوجه في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن”.
ودعا الأرياني المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بأن لا تقف موقف المتفرج من سلوك نظام الإيراني، واستمراره في تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي في خرق فاضح لقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما طالب المجتمع الدولي بالشروع الفوري في تصنيف الحوثي “منظمة إرهابية” وتجفيف منابعه المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار في كامل الأراضي اليمنية.
وكان التقرير المنشور على وكالة تسنيم الإيرانية أكد أن طهران أتاحت للحوثيين إمكانية استخدام صاروخ باليستي يطلق من البحر وهو الصاروخ “قدر”، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة أصبحت قادرة على تشكيل تهديد خطير لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ويعتبر صاروخ “قدر”، نسخة محسنة من صاروخ شهاب-3، ويعرف باسم قدر-101، وقدر-110، حيث يصل طوله إلى 16.5 متر، وقطره إلى 1.25 متر، بينما يصل مداه الأقصى إلى 1950 كيلومترا، ووزن رأسه الحربي 798.3 كيلوغرام، وفقا للمعلومات.
كما يعد صاروخ “قدر” أول صاروخ باليستي إيراني مضاد للغواصات، وقد استخدمته إيران خلال هجومها على إسرائيل، الشهر الماضي، فيما يعد حصول الحوثيين عليه تطورا خطيرا لتأجيج الهجمات ضد سفن الشحن، بحسب مراقبين.