ما دلالات تعيين إيران سفيرا جديدا لدى الحوثيين في اليمن؟
مع تعيين إيران “سفيرا” جديدا لها لدى مليشيات الحوثي بصنعاء، بعد سنوات من وفاة سلفه الراحل، تتصاعد المخاوف اليمنية من تأثيرات محتملة، قد تعيد العمليات العسكرية في الداخل إلى الواجهة، وترفع منسوب هجمات الحوثيين على ممرات الملاحة الدولية، على نحو يضاعف من تعقيدات الملف اليمني.
واستقبل “وزير الخارجية” في حكومة الحوثيين المشكّلة مؤخرًا، الثلاثاء الماضي، بالعاصمة اليمنية صنعاء، “سفير” إيران الجديد محمد علي رمضاني، الذي قدم “نسخة من أوراق اعتماده بمناسبة تعيينه سفيرًا ومفوضًا فوق العادة”، وفق وسائل إعلام حوثية.
ويأتي تعيين رمضاني، بعد قرابة 3 سنوات على شغور المنصب، إثر وفاة غامضة لـ”السفير” الإيراني السابق لدى صنعاء، حسن إيرلو، الضابط في الدفاع الجوي لدى قوات الحرس الثوري الإيراني، أواخر العام 2021، بعد عام واحد على تعيينه.
وارتبط ظهور “السفير” الإيراني السابق، بعمليات تصعيد عسكري، شملت تكثيف الحوثيين لهجماتهم الصاروخية ضد دول الإقليم، وانطلاق حملة عسكرية لحصار مدينة مأرب، مركز المحافظة النفطية التي تحمل الاسم ذاته، وسط اتهامات من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وقوات التحالف العربي، لحسن إيرلو بقيادة عمليات الحوثيين العسكرية في محاولة للسيطرة على مأرب.
ويرى خبراء ومحللون يمنيون، أن تعيين إيران “سفيرا” لدى الحوثيين مع اقتراب توصل الأطراف المحلية إلى تفاهمات بشأن خارطة الطريق، وفي ظل العمليات العسكرية ضد السفن التجارية، هو بمثابة تصعيد جديد لاستكمال الدور القيادي والاستشاري الذي بدأه سلفه إيرلو.
علاقته بالحرس الثوري:
وقال الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، إن المبعوث الإيراني الجديد لدى الحوثيين، لا يزال مجهولًا، ولا معلومات متوفرة حوله، “وعلى الأرجح أنه أحد مستشاري الحرس الثوري الإيراني السريين لدى الحوثيين، وبات الآن في مهمة علنية تحت مسمى (السفير) كما كان الحال مع ايرلو، ومن غير المستبعد أن يكون قادمًا من دهاليز الاستخبارات الإيرانية، لتولي مسؤولية ملف الحوثيين فوق الطاولة”.
ويعتقد المحلل السياسي، سعيد بكران، أن الرسالة الإيرانية من تعيين السفير الجديد لدى صنعاء، بعد وقت قصير من تشكيل الحوثيين لحكومتهم الجديدة، “تبدو واضحة في مجابهة حالة الركود والتعثر في خطوات الاتفاق الذي رعته سلطنة عمان”.
وأضاف، أن رسالة طهران الأخرى، “تصعيد دبلوماسي، مفاده أنها ستذهب بشكل أحادي لتثبيت وشرعنة الوضع السياسي للحوثيين، دون انتظار التقدم في مسار السلام، وهو المسار الذي تأمل إيران وصول الحوثيين إلى منصة الشرعية بشكل آمن، كهدف مرحلي قابل للتطوير والبناء عليه”.
حاكم عسكري:
ويعتقد الناشط السياسي، مانع المطري، أن إرسال إيران “الحاكم العسكري إلى صنعاء، تحت مسمى سفير، يكشف النوايا الحقيقية لطهران للاتجاه نحو التصعيد في اليمن، والدخول في موجة حرب جديدة”.
وقال في تدوينة على منصة “إكس”، إن ذلك “يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك في استحالة أن تكون ميليشيا الحوثي شريكا فاعلا في صنع السلام، وأنها مجرد أداة في يد طهران التي تستمر على ذات النهج العدائي لليمن وشعوب المنطقة”.
من جهته، قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، عبدالكريم المدي، على منصة “إكس”، إن وصول رمضاني إلى صنعاء دون اعتماده وأخذ الموافقة عليه من قبل حكومة الجمهورية اليمنية المعترف بها دوليا “تصرف أرعن وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية والحكومة اليمنية والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.