مقالات

استهتار الشرعية يفجِّر الصراع في عدن

 


بدل أن يلجأوا إلى الحوار ولغة العقل ويتصرفوا بمسؤولية أعلنوا الحرب وحولوا عدن إلى ساحة معركة.


 


أحد القيادات العسكرية (أبوسعد الميسري) أعلنها صراحة أنهم قرروا الحرب نيابة عن (ألوية الحماية الرئاسية) والوساطات التي حاولت احتواء الموقف من أمس!


 


وأول قذيفة مدفعية انطلقت من معسكرات الشرعية، بحسب شهود عيان، كانت قد انطلقت من معسكر بدر التابع للشرعية باتجاه خزان المياه الذي يغذي منازل المواطنين..


 


يتساءل الصديق ناصر المركدة قائلا:


“عمركم شفتوا قوات “شرعية” تضرب وأول ما تضرب المشاريع الخدمية؟!!”.


 


والآن أبواق الشرعية يتحدثون بكل ثقة وعنجهية أنهم سيحسمون الأمر (في عدن)، لا أدري من أين يستمدون هذه الثقة؟ لكنهم إذا ما حدثت لهم نكسة سيعودون للولولة باسم الدماء الجنوبية التي زهقت.


 


لماذا لا يكونون حريصين على هذه الدماء الجنوبية منذ البداية وتكون لغتهم هي الدعوة إلى التعقل والحوار وليس التفاخر بالقوة والعنجهية؟


 


لا أدري لماذا تتنمر الشرعية في عدن وتكشر أنيابها وتبدو في الحديدة ومدن الشمال حمامة سلام؟


 


بعد أن تراجعت قوات الحزام الأمني يوم أمس وتوقفت المواجهة، كنا قد استبشرنا خيراً أن تتاح فرصة للحوار وتجنيب المدنيين معركة عبثية الجميع فيها خاسر وعدن هي أكبر الخاسرين.


 


كنا نأمل أن تبادر قيادة الشرعية إلى لغة العقل والتفاهم بالحوار، كما يحدث بالحديدة ودعواتها للحوار مع الحوثيين من أجل تجنب ويلات حرب شوارع داخل مدينة الحديدة يسقط ضحاياها من المدنيين.. لكن للأسف قيادة ونشطاء وإعلام الحكومة الشرعية بعد تراجع قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية ظهروا بخطاب مستفز وغير مسؤول.


 


تارة يتحدثون عن هروب قيادات الانتقالي وتارة يتحدثون عن حسم المعركة لصالحهم وهروب المرتزقة وأنه سيتم ملاحقتهم.


 


من يوم أمس دقت قيادات وإعلام الشرعية على هذا الوتر، الظهور بمظهر المنتصر المغرور والمتشفي بالطرف الآخر، بل ذهبوا إلى تحقير كل جنوبي موالٍ للطرف الآخر واستفزازهم بخطاب غير حصيف وغير مسؤول.


 


كان الناس يتمنون أن يظهر مسؤول عاقل من طرف الشرعية يوجه خطابا متسامحا وعقلانيا يدعو إلى التهدئة والتفاهم.. لكن للأسف انجرفوا جميعا خلف خطاب متشفٍ ومستفز وتحدثوا عن انتصارهم الساحق متبجحين بالدعم الدولي اللا محدود الذي يتلقونه!


 


ها هي المعركة اندلعت مرة أخرى بسبب الاستهتار والاستخفاف الذي حدث طوال أمس واليوم وفوتوا فرصة كانت مواتية لحل المشاكل بالحوار والعقل دون اللجوء إلى إغراق عدن بالدماء!


 


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى