مقالات

تعز.. قاذفات الموت من المساجد ومعبر الحياة

 


 


في الجمعة الماضية رفض خطباء مساجد الإخوان في مدينة تعز، مبادرة فتح معبر إنساني لتعز، ضمن مبادرة قام بها رجل الأعمال شوقي هائل.


 


ليس هذا بمستغرب عن مساجد كان وما زال ديدنها ومهمتها تصدير الإرهاب وصناعته، والسؤال هنا أي دين أو أخلاق تجعل المنابر تتصدر لرفض مبادرة إنسانية، وهل هذا جوهر رسالتها؟ أليس هذا مثلا حيا بان هذه المساجد مصدر من مصادر قاذفات الموت وتصدير الإرهاب وصناعته وتلغيم وتفخيخ العقول؟


 


سأنقل هنا قصة حقيقية في تعز في ذات الشأن، أقصد شأن فتح معبر إنساني لتعز، وتقريبا حدثت منذ ثلاث سنوات، حيث كنت عضوا في لجنة برعاية مكتب الرعاية الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.. ومهمة اللجنة فتح معبر إنساني في تعز بالتنسيق بين المقاومة والحوثيين، وكان ضمن اللجنة عضوان من الإصلاح في تعز، بالإضافة إلى آخرين منهم الحقوقي عمار السوائي والحقوقية وفاء مكي.. وكان المكتب ملتزما بتغطية كل نفقات المعبر بما فيها كاميرات على الطرقات وسيارات مراقبة وتجوال وغير ذلك، بمعنى أدق رعاية كاملة.


 


وكنا كلما أنجزنا الاتفاق مع الحوثيين بعد جولات من التنسيق والمباحثات، يختلق مندوبا الإصلاح عذرا جديدا، كان آخره طلبهما توقيع الحوثيين خطياً على الاتفاق المكتوب ولن يوقعا إلا بعد توقيعه، وبالفعل وصل إلينا توقيع الحوثيين بعد أسبوع، وكانت المفاجأة غير المتوقعة أن مندوبي الإصلاح رفضا التوقيع بحجج واهية أن الحوثيين مخادعون وغير ذلك، كانت صدمة لنا جميعاً.


 


فقد تم إفشال الاتفاق بدم بارد، وباسم مصلحة تعز ومصلحة المقاومة، كانوا يرفضون بكل الطرق فتح المعبر، ولم نستطع حتى التصريح حينها أن أبناء تعز يحاصَرون من الإصلاح قبل حصارهم من الحوثيين، وبعد فترة تحدثت عن ذلك لبعض وجاهات تعز والإعلام.


 


ولذلك لم أستغرب ما نقل الجمعة عن خطباء مساجد الإصلاح في تعز من رفض فتح المعبر، حيث يشكل لهم بقاء الوضع كما هو عليه مكاسب خاصة يطول شرحها هنا، وسوف نستعرضها في مقال آخر حول تجار الحروب.


 


لكنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتنصلون فيها من أي اتفاق لفتح معبر إنساني.


 


وهنا تظهر بوضوح بشاعة هذه الجماعة التي لها في كل شعاب الجرائم يد أو حضور، وستبقى تعز تعاني ما دامت تحت سلطة الإخوان، حتى يتم تحريرها منهم.. وما ذلك على الله ببعيد.


 


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى