الإخوان ومصادرة منازل من لا يعلنون الولاء لجماعتهم!!
(المسؤول العسكري للإخوان يستولي على منزل مواطن في تعز بحجة عدم إعلانه الولاء والبراء للجماعة).. ليس هذا كذباً أو مبالغة أو حتى زيادة أو تحويراً، إنه حرفياً ما حصل وأبلغني به صاحب المنزل المنهوب الأستاذ مهدي أمين سامي، الذي التزم الحياد في الأحداث الأخيرة.
قال لي حرفياً: بعد أن تعبت وأنا أتابع خروج المسلحين من منزلي الذي سطو عليه منذ شهرين، وبعد تواصلي مع كل قيادات الإصلاح العليا ومشائخهم ومع القيادات العسكرية والأمنية والقضائية، نصحت بالتواصل مع سالم، فاتصلت به وسألته باختصار شديد ما هو وضع بيتي؟
أجاب سالم: (شوف كلهم يكذبوا عليك، أما أنا فبوجه واحد، بناخذ بيتك بدل البيوت اللي أخذوها على أصحابنا لأنك خرجت عن الولاء والبراء.. ثم قرأ الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}.. هذا رد سالم حرفياً)!!.
الحقيقة كلامه كان صادما لمهدي أمين والكثيرين، لكنه لي ليس صادما ولا مستغربا، فهذا هو سالم والأربعين حرامي من جماعته الذين يفسدون في تعز، ولكن كلامه يثير بعض التساؤلات:
أولاً: أن قيادات الإصلاح تمارس دورين.. بينما تظهر القيادة العليا انها تدين العمل والنهب، يضع سالم كل اكاذيبهم ليظهر حقيقتهم كما يظهرها عبدالله العديني عندما يتحدث عن الإخوان وان مشروعهم نقيض لثورة سبتمبر في إحدى محاضراته.
ثانياً: يوضح رد سالم حجم قبح الجماعة وايمانها بالولاء والبراء القاعدي الداعشي أو مصادرة الحقوق.
ثالثاً: يظهر قبح الشرعية التي أعطت مثل هذا اللص رتبة وصفة مستشار وسلمته رقاب أبناء تعز.
رابعاً: كلام سالم يوضح أن الجماعة برأسها العسكري هي المسؤولة مباشرة من أعلى سلم عن النهب وأن الأسماء التي تظهر أنها قامت بالعمل كالخزرجي وغزوان وغيره هي أدوات ليس إلا، وتسجل هذه الحادثه وهذا الرد بيانا.
لذلك، فغالباً كانوا يقولون ليس لنا دخل بهذا النهب، وآخر بيان للإصلاح عن حادثة نهب منزل رجل الأعمال علي محمد سعيد كان ينفي المسؤولية وها هو سالم يقول: لا تصدقهم كلهم، أنا بوجه واحد، أنا المسؤول والصادق ومعطي الأمر ومقرر القرار، والباقي يمارسون ادوارا لا غير.
في الحقيقة أصاب مهدي عندما توجه إلى الهدف والمتهم الحقيقي واصاب عندما وجد هذه المرة إجابة واضحة صريحة بعيدا عن مخاتلات الإخوان وقياداته العليا الذين خدعوه بالتعاطف كما هو ديدنهم.
ليس اجمل من العديني وسالم كمعبرين عن الإخوان يدخلان في الموضوع دون تسويف، فالتسويف الإخواني قاتل متحذلق يخدع الكثير.
وخامساً: إن طرح مفهوم الولاء والبراء وهو مفهوم إخواني سياسي، كما أنه احد ابجديات البيعة الإخوانية يوضح أن مشروع الخلافة والبيعة للجماعة، باعتبارها الممهد لدولة الخلافة حاضر بقوة كما هو مشروع الولاية عند الحوثيين.
وعليه، فإن على أبناء تعز اعلان الولاء والبراء، ما لم فأموالهم مهدرة.. إنها طالبان تعز في أوضح صورها وتجلياتها.
إن الإخوان يسابقون الحوثي في البشاعة والنهب والعبث بمستقبل اليمن مهما تلونوا في اغطية رمادية سياسية.
ليس مهدي أمين الأول ولا الأخير، فهناك مئات المنازل المنهوبة، لكن اتصال مهدي بسالم وأخذه هذا الرد هو دامغة ودليل يقيني لكيفية تفكير هذه الأدمغة المفخخة، فمهدي أمين هو الذي أنهك عمره في تدبيج قصائد مدح النبي والدين الإسلامي، بنظر سالم والأربعين حرامي منقوص الدين حلال دمه وماله، وهي نظرتهم لتسعين في المئة من سكان تعز، عدا من أعطاهم الولاء والبراء، أو عمل معهم كمتافل كثيرة تعمل معهم وهي محسوبة على الأحزاب والإعلام، وبالأجر اليومي والفتات من المصالح والمناصب.
حديث سالم ذو الطابع التكفيري واستحلاله لمنازل الناس، يضع أبناء تعز في مشروعية كاملة باستخدام كل الوسائل لمواجهة هذا المد الخارج عن أعراف الدين والعادات والأخلاق، وهو أشبه بجماعة الخوارج التي استخدمت النص الديني وأخرجته عن سياقاته وبه هدمت وقتلت وأفسدت.
لم يعد في الوقت متسع ولا في تعز فرصة لإصلاح خلل تعز من موبقات الإصلاح، فقد بلغت الأمور حدا فاضحا وسخيفا، يستحق النضال بكل الأشكال المتاحة، لجماعة لن ترعوي أبدا حتى تهلك كل شيء في تعز وتذل أهلها، وكذلك يفعلون..
وصدق الشاعر حين قال:
والليالي من الزمان حبالى
مثقلات يلدن كل يوم عجيب