ثورة فبراير.. مطية للانتهازيين واللصوص
عذراً ثورة فبراير.. كان قدومك في غير موعده.
لم نكن مؤهلين للمهام وصياغة المشروع.. لم نتمكن من حمايتك من اللصوص وقطعان تبعية الفساد.
جعلناك مطية الانتهازية وتسلل حلفاء الفود.
جعلناك مشروع إباحة الدماء وهدرا للوطن…
فعذرا فبراير لتوصيفي إياك بالخطيئة..!!!
اللهم إني أسألك الغفران وقبول التوبة..!!!
ولا شيء يصحب واقع الحروب سوى وجع وألم ودموع ممزوجة بالدم!!!
فلم تكن الحرب قتلا ودمارا واصابات وكراهية وتمزقا مجتمعيا وفقرا وفاقة واستباحة الدم وحسب، بل تذهب أيضا إلى أكثر من ذلك بخلق واقع الألم والوجع لفراق الأحياء لبعضهم قسرا نحو المجهول..!!
فكثير من الشباب هنا وهناك يقعون ضحايا الخطف والاعتقال والأسر ليتحولوا أمام امهاتهم وابائهم إلى فصول دراما واقع الألم والحسرة للفراق القسري فلا أخبار تؤكد مصيرهم ولا عناوين لدهاليز الإخفاء والتغييب في معتقلات غير شرعية مبعدة عن الرقابة..!!
أشهر وسنوات تهدر بحثا عن عناوين وجهات الاعتقال ويرافقها دموع أمهات لا تتوقف بكاءً على فلذة كبدها المغيب قسرا وتردد تساؤلات يومية حول المصير المجهول: هل ما زال حياً؟! وكيف وضعه وما صنوف التعذيب وما نوع الانتهاكات التي يتعرض لها؟
وفي مشهد درامي قبل يومين، خلال استقبال العائدين إلى تعز من سجون وسراديب الخطف والاعتقال كانت دموع الآباء والأمهات تنهمر بغزارة استقبالا لدفعة الأسرى المفرج عنهم.
وكانت أسئلة كثيرة تدور حول الصورة الحقيقية للعائد من المجهول قبيل اللقاء ولحظة الاحتضان المرتقبة:
فيا ترى هل ما زال بقواه العقلية؟! وهل ما زال يتذكرنا؟! أم أن قسوة التعذيب قد أفقدته الذاكرة وافقدته قواه العقلية؟
هل يداه وعيناه موجودتان أم أن أحد أطرافه قد بترت؟!!
فيالله كم هو مؤلم واقع الحروب وكم هي النفسية الإنسانية منهارة ومشلولة كليا وهي تعيش هكذا واقع مبكٍ بدموع ممزوجة بدم الحسرة والعناء..!!!
فهل لنا أن نهتف وبصوت مرتفع:
كفاية حروب.
كفاية مآسٍ.
كفاية تدمير للإنسانية..