خاتمة جرائم الإخوان لـ2019.. قتلوك يا مهدي
أراهن أنه مات كمداً وحرقة وبجلطة كما أعلن من قبل أهله، وبما سمعته منه شخصيا في مراسلاته لي.
إنه الأستاذ مهدي أمين سامي، لا يختلف عليه اثنان بتعز في تسامحه ومرونته، حتى إنه كان يؤخذ عليه تسامحه من الإخوان، وكان يدفع ضريبة في ذلك أعلمها ويعلمها آخرون ممن كنا قريبين منه.
عرفت مهدي في بدايات التسعينات ولم تنقطع العلاقه والتواصل بشكل أسبوعي او شهري في كل قضايا تعز وقضايا الشعر ومظالم الناس، كان طاقة لا تمل ولا تكل، نسميه رجل المهام المستحيلة، ورجل الوفاق.
لكني لم ألمس أبدا تلك الحرقة والألم وهو يحدثني عبر رسائل احتفظ بها كدليل على ما صنعته به جماعة الإخوان، وكيف أرهقوه وهو يتوددهم لاستعادة منزله الذي نهبوه في منطقة المجلية.
قال لي بالحرف المكتوب: “صعقت من طريقة سالم بالحديث عن منزلي وهو يقول لي بالحرف الواحد: كلهم يكذبون عليك يا.مهدي! (بناخذ بيتك بدل البيوت اللي أخذوها على أصحابنا لأنك خرجت عن الولاء والبراء).. ثم قرأ الآية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).. هذا أهم ما قاله”.
هكذا قال لي سالم وبدون خوف من الناس ومن الله.
لقد نسخت الأحرف أعلاه كما أرسلها مهدي لي وغيرها الكثير من متابعته لقيادات الإصلاح المعروفة وغير المعروفة وكيف ماطلوه ولم يخرج معهم إلى حل وكان يسرد لي أسباب نهبهم لمنزله وحرقته.
وبعد خروجهم من منزل علي محمد سعيد، راسلني وقال: يبدو لا أمل وقضيتي سوف تطول وطلب مني بما أنصح، فقلت له الاستمرار ولن يضيع حقك يا مهدي.
أرسل لي مجموعة من مقالات المتضامنين وتحدثنا عن الشعر والقصائد.
لاحقا تحدثنا عن مقتل الحمادي وفجيعته بذلك وتوقعه لمقتله وقال: كان صمام الأمان والتوازن وما بعده ليس كما قبله.
رحل مهدي أمين سامي الشاعر والإنسان وأقدم إداري في السلطة المحلية ومرتكز لكثير من قضايا تعز ومشارك في رسم كثير من أحداثها من زمن المحافظ اليوسفي وما بعده من كل المحافظين والمسؤولين.
نفس هذا البيت المنهوب كان مهدي أمين قد تعرض لظلم فيه من محافظ تعز السابق الارياني وذلك باقتطاع جزء من أرضيته في التسعينات وحينها خرجت تعز كلها مع مهدي ضد المحافظ الارياني، وكانت معركة حقيقية طويلة انتهت بانتصار مهدي واخذ أرضية منزله بسلام، وهي قضية مشهورة.
رحل مهدي مقتولا بأعمال ومراهقات الإخوان الذين قتلوا غير مهدي أمين الكثير والكثير وما زالوا يفعلون.. ومن لم يقتلوه اغتيالا فكمدا أو تشريدا.
ترزح تعز تحت هذا الظلم، وكل يوم نفقد حبيبا أو صديقا أو قامة كبيرة.
سلام الله عليك يا مهدي ورحمة الله، وسلام على بني حماد التي انجبتك وانجبت عدنان الحمادي.
وكأنكما اتفقتما على فراقنا في شهر واحد أولكما في بدايته والثاني في منتهاه..
وعام جديد عليكما وأنتما في دار السلام.