البردوني لم يكن مع ثورة “إبدال إمام بإمام”!
كتب شاعر اليمن عبدالله البردوني ضد ثورة “إبدال إمام بإمام” وذلك بعد ثورة 1948 التي استبدلت الإمام يحيى حميد الدين – بعد مقتله على يد البطل القردعي بإمام آخر هو عبدالله الوزير وكليهما هاشميان ينتميان لمسمى “آل البيت”:
“لا حميديا ولا أنت وزيري
أنت شعب يماني المصير
كيف تبدلون إماما باليا
بجديد.. أي إقدام خطير؟!”.
ورغم أن ثورة 48 كانت بداية الطريق لتخليص اليمن من كهنوت السلالة التي جثمت على اليمن قروناً من الزمن، لكن هناك نصوص وتفاسير دينية لدى جماعات معينة تحبذ بقاء حكم الآل وتقدسهم ولذلك فهى ترى أن يكون تولية إمام لليمن من آل البيت ينتمي للجماعة في ذات الوقت وبطريقة لا تتعارض مع نهج تقديس السلالة هو أفضل لها من تولية شخص آخر من اليمنيين وإن كان ولاؤه لها كأمثال الزبيري على سبيل الذكر لا الحصر…
وهو ذات النهج الذي جمع ذات الجماعة أيضاً مع المرشد الإيراني.. ورغم اتفاق جماعتي الحاكمية والحق الإلهي في الاتجاه ومسمى المرشد والإمام..
عادت جماعة الحاكمية لتجعل لنفسها يدا في اليمن ولكن عن طريق إعادة تولية إمام آخر ومن فوقه مرشد هذه المرة لاصدار التوجيهات، ولكن في ذات الوقت لم تخرج الولاية – رغم مقتل كبيرها في اليمن عن “آل البيت” الطيبين الطاهرين.
وهو الامر الذي وقف ضده البردوني علنا بما اسماه “ابدال إمام بإمام” ومع ذلك كانت ثورة 48 نقطة ضوء وبارقة كرامة لليمنيين نحو ال26 من سبتمبر الذي انتزع فيه اليمنيون حقهم من سلالة الدجل والظلم، وأسدلوا الستار على قرون من الكهنوت، لانطلاق نحو العزة والكرامة دون إعادة تدوير الإمامة أو الهاشمية في اليمن كما حصل في ثورة 1948 أو حتى في انقلاب 1955 التي سعى خلالها الثلايا وجماعة من مساعدية لتولية الأمير عبدالله حميد الدين إماما بدلا عن أخيه الإمام أحمد حميد الدين.
وأشعر بالاسف أن كثيرا من القوى اليمنية ومن بينهم اقطاب من جماعة “استبدال إمام بإمام” شكلوا حلفا لضرب الجمهورية من الداخل منذ 1962 لينقضوا عليها عن طريق كل من التنظيم السري، واللوبي السلالي وبالتالي عملوا على تقويض ثورة سبتمبر وضربها من الداخل ومن ثم إعادة تدوير الإمامة مرة أخرى، وتسليم اليمن إلى يد السلالة توقا لحكم الإمامة والحاكمية الإلهية من جديد..
قال البردوني في قصيدة “الغزو من الداخل”:
“غزاة اليوم كالطاعون
يخفى وهو يستشري
فقد يأتون تبغا في
سجائر لونها يشري
وفي سروال استاذ
وتحت عمامة المقري”.
سينتصر اليمن مخلداً معه أبطاله، وسيبقى الأوغاد جزءاً من عفن التاريخ الذي سيلعنه الأجيال كابراً عن كابر.