تطرف الإصلاح يخنقنا
الإصلاح يسيطر على كل شيء، الإصلاح يكاد أن يخنقنا، التربية والتعليم، الكهرباء، أسواق الصرافة، تجارة السلاح ربما والجيوش، المشافي، المدارس الخاصة، منابر المساجد، الأئمة والدعاة، فرق الأناشيد، معاهد تحفيظ القرآن، الأكشاك المسالخ، الباعة المتجولين، الأفران والمخابز وباعة الرغيف، التجنيد، وبيع الجيوش للجوار، تنشيط دورة الوباء، وتقنيين الشفاء وحق التداوي ببطاقة الحزب والانتماء. صالات الزواج، وإصدار فرمانات عدم التزاوج من غير سلالة الحزب، منع الكتاب ودور السينما وروابط الأفلام، تجريم مشاهدة عشرة أيّام قبل الزفّة، وزفنا جميعاً من هاوية هزيمة حرب إلى هاوية، فرض الهيمنة على الفضاء الافتراضي وسرقة عقول أطفالنا، والماء والكهرباء، السجون والمتنافسات، ما يجب أن تقول وما لا تقول، ما تلبس وتعتمر، كيف تفرح وتحزن؟ كيف تغني وتبكي؟ كي تأكل وكيف تتجشأ؟، كيف تعدي عتبة الحمام؟ وعلى أي جنب تضطجع، وأي حلو كلام تهمس في مخدع النوم.
الإصلاح يصادر من الناس الرحابة واختلاط الأفكار، ويفرض بقوة قهرية، وبمكنته الإعلامية وقوة الدين والسلاح، وفرق الحفاظ على غشاء بكارة المجتمع وحراس الفضيلة، نمط حياة، عادات وتقاليد متوحشة كئيبة، ويعلن أنه يعدنا لعذاب القبر على وجه الدنيا.
الإصلاح بنصف حكم يخنقنا، وببسطه على كل الحكم، سيحيل حيواتنا إلى زنزانة وحائط إعدام.
إسلامهم…
أن تسلم دماغك ولسانك، فؤادك وكل ما ملكت من حواس، هو جزية الإصلاحي للأمير، والفرض السادس في الإسلام!!
كنّا نطالبهم بإعادة الأطفال لنا، فإذا بِنَا نكتشف أن هناك عصابات خطف الأمهات، من قبل فرق زيارات نسوية، تتسلل إليهن بالمناسبات بالأفراح والمآتم وورش الخياطة وكيس الطحين الخيري، ومراجعة الطبيب المجانية!!
أقسم أننا لسنا أمام حزب، نحن أمام الشيطان ذاته، كلما أردت أن تغلق بوجهه باباً، فتح لك مئة سرداب وجمعية خيرية وباب.
إنه الشيطان يعض بأنياب الوعظ، يتسلل إلى سكينة بيتك باسم التكافل ودعوات الهداية.
أعيدوا لنا أطفالنا أيها اللصوص، أوقفوا معامل التفخيخ ومصانع القنابل الناسفة، توقفوا عن سرقة أطفالنا من أحضان أمهاتهم إلى حلقات ورش غسيل المخ، ومكاتب تصدير الصغار، إلى جبهات الموت، مقابل آخرة موعودة، وأنتم لكم مطايب الدنيا ومفاتن نعيم الآخرة.
كل أم تترك طفلها لهم اليوم، لا تبكي غداً إن استلمت صغيرها جثة هامدة.
جميعهم شيوخ…
أحب أن أدخل بتحد وإن كنت أشك مسبقاً أن الإجابة لن تكون صادقة:
هل هناك حقاً من انتمى إلى الإصلاح في سن النضج العمري والسياسي والمعرفي أي سن العشرين وما فوق؟
هل هناك من قرأ ومحص وفند أدبيات أهداف وبرنامج الإصلاح السياسي، بعيداً عن الشحن الديني ورسم الإيتوبيات الدينية، المراد جلبهم إلى حظيرة الإصلاح، ولن نقول استقطابهم إلى حزب الإصلاح.
جميع أو جل من هم أعضاء، تم اختطافهم منذ الصغر، صادروا طفولتهم شقاواتهم ألعابهم، أصدقاء ومشاكسات الحارة، اختطفوهم من براءتهم، وزجوا بهم إلى معتقلات الحلقات الدينية، حيث يتم ضخ صديد الكراهية، وأفكار التكفير والعداء للمجتمع الجاهلي، وحقن خصومة مستحكمة تجاه العلم، انغلاق على الجماعة، والتطير من المختلف.
لذا لا غرابة إن وجدت دكاترة وطلاب جامعة، أعضاء في قطيع، انهم مسبيون بالمعنى الاستقطابي التنظيمي، منذ الصغر، غالبية اتحاد طلاب طالبان تركيا نموذجاً.
لا يبدو هناك شباب في الإصلاح، جميعهم شيوخ!!!
* * *
اتركوا حبيب سروري لنا، واذهبوا إلى الحويني، وفرقة أناشيد الحزمي، وتكبيرة لله الحمد، وفحيح الزنداني، وجلجلة رأس وصفات أسماء، أنتم أبناء الأمس الكئيب، واتركوا أيقونتنا في زمن الجدب هذا، حبيب، شباك ضوء لأبناء الحياة.
حين يمتزج العالم بالمثقف بالروائي، بروحية فدائية ابن الشيخ عثمان، كل هذا المزيج التكويني، يخلق شخصاً واحداً لا أحد يشبهه، حبيب سروري.
لو كنت في محلك حبيب، لما قبلت الدعوة، ولما ذهبت إلى وكر الأفاعي، حيث تتشمس الحيات هناك، على أشكالها ومسمياتها وأنواعها، أنا لست مسكوناً بالوسواس القهري، بل بمعرفة يقينية، أن هؤلاء أو قطاعاً منهم، يمتهنون القتل لكل إشراقة ضوء، وكوات علم ومعرفة، باسم الله والمقدس، وبفتوى غبية من شيوخ المافيا..كم أنت مقاتل يا رجل.