مقالات

بصدد.. ضرار عبدالدائم!

 


 


من منا يعرف هذا الاسم “ضرار عبدالدائم”…؟


أول وأعظم مهندس في يمن ما بعد الثورة 62م.


وضرار مهندس اليمن والزمن الجمهوري عن جدارة.


 


عسكري من الطراز الأول، عرفه رؤساء جمهورية 26 سبتمبر جميعهم، ومروا عليه وكثر من القادة والضباط تباعاً في ميادين التدريب وحصص المدفعية في السواحل الغربية.


 


وهو الأب الحقيقي لخطط ومشاريع الطرقات وشبكة النقل في معظم الجمهورية، وسلمه الرئيس صالح هذا الملف وأمضى له قراراته دون رد.


 


وضع ضرار مخططات أهم المدن والمدن السكنية ومراكز المحافظات ولديه خطط ومخططات متكاملة وثورية جداً بقيت في الأدراج.


ضرار عبدالدائم.. عسكري أول، ومهندس أول، وعالم موسوعي، وأديب وكاتب، يعرفه الروس والغربيون أكثر مما نعرفه نحن.. وإننا لا نعرفه.


 


ابن المخا ضرار عبدالدائم، أودع للمخا تخاطيطاً أو مخططات لمدينة ساحلية ومركز حضري أنموذجي، لنصف قرن وخمسين سنة قادمة.


 


ضرار.. المخاوي، عاشق المخا المتبتل، كنز مجهول وثروة وطنية منسية، وبطل قومي بلا منازع.


 


آثر هو لنفسه واختار حياة البساطة ونكران الذات والتخفف من كل شيء، وقضى آخر سنواته سواحلياً بين أهل المخا كواحد من عامتهم بل وأبسط واحد فيهم حتى توفاه الله قبل سنوات..


ووصيته كانت مشددة؛ أن لا يعمل له تشييع وجنازة رسمية أو عسكرية، وألا ينتظروا أحداً، وأن يدفن من ساعته، وأن لا يميز قبره. وهكذا كان… رحمة الله عليه.


 


احتجت وانتظرت إشارة ما.. لأبدأ.


 


حوالي سنة أفكر كيف يجب أو كيف يمكن أن أبدأ ومن أين ابدأ الكتابة.. عن ضرار عبدالدائم.. كمدخل ليس إلا وتوطئة من بعيد.


 


أحسب أن إشارة ما قد حالفتني أخيرا في هذه الليلة المخاوية (الحَوَال).


 


ولعمري ما أشق وأصعب الكتابة عنه. وما أشبه أقارب ضرار بضرار تكتما ونبذا للأضواء وتباعدا عن الواجهة.


 


كان يجب في آخر المطاف أن القي شيئا في البحر.. أي شيء.


 


استئذانا من البحر أو ضرار للكتابة عنه تاليا.. شيئا فشيئا..


 


سأعتبر هذه الكلمات البسيطة أول حجر في مدماك تخليد ذكرى بطل جمهوري سبتمبري عظيم..


 


* المخا 19 مارس


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى