تحركات مشبوهة لـ “عمان” بالتنسيق مع دولة عظمى تستفز التحالف العربي في اليمن وحشود عسكرية ضخمة تنذر بتوتر خطير بالمنطقة
تحدثت تقارير إعلامية غربية عن مناورة عسكرية ضخمة تجريها بريطانيا وسلطنة عمان على أراضي السلطنة..
وذكرت بأنه من المقرر أن يتم استخدام مختلف أنواع الأسلحة والآليات العسكرية، ضمن عمليات عسكرية مشتركة بين الحليفين العريقين.
وبدأت سلطنة عمان، والمملكة المتحدة (بريطانيا) مناورات عسكرية هي الأضخم خلال السنوات العشرين الماضية، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في بيئة إقليمية متوترة سياسياً، حيث تخوض السعودية والإمارات حرباً ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، المجاورة.
وأطلق على هذه المناورات “السيف السريع 3” وتصل القوات المشاركة إلى أكثر من 70 ألف عنصر من السلطنة، وأكثر من 5500 جندي. وحطت المدرعات والآليات والأسلحة الحديثة البريطانية مطلع أكتوبر/تشرين الأول في أراضي السلطنة..
وكانت أخر مناورة عسكرية بين الدولتين تحت مسمى “السيف السريع 2” قبل 17 عاماً (في سبتمبر/أيلول 2001)، ويتواجد الأسطول الملكي البريطاني بالقرب من المياه العُمانية، لذلك فعلاقة الدولتين عريقة ودائمة.
ومع حالة الانقسامات والتحالفات التي تشهدها المنطقة والعالم، فالعُمانيون يقدمون حلفاءهم الغربيين من أجل دفاع “مشترك”.
المناورات بين لندن ومسقط، تشمل الانتشار على أرض عُمانية مساحتها آلاف الأميال، وتبين مشاركة القوتين في حالة الطوارئ ضمن قواتهما المشتركة. وتشير التصريحات العُمانية إلى أن هذه المناورات تأتي بعد مناورات القوات العُمانية منفردة بعدد 70 ألف جندي، في مناورات أطلق عليها “الشموخ2”.
وتقود القوات مناوراتها العسكرية لحماية حدودها والمياه التابعة لها، في بيئة إقليمية متوترة عسكرياً، ما يثير تساؤلات حول هذه المناورات وأسبابها، وإن كانت السلطنة تدفع باتجاه مواجهة أي مخاطر قادمة من حالة الحرب في شرقها في اليمن.
وتبدي مسقط قلقها من الوجود السعودي والإماراتي جنوب اليمن، وإمكانية استخدام هذا الوجود للحصول على مقايضة مع سلطنة عمان بشأن سياستها الخارجية خارج إطار مجلس التعاون الخليجي، وعلاقتها المشبوهة ـ عمان ـ مع ايران وقطر وأيضا جماعة الحوثي في اليمن.
بين مارس/أذار ومايو/أيار 2018 وبينما كان القادة العسكريين البريطانيين والعُمانيين يبحثون مناورات “السيف السريع 3” كشفت صحيفة “هافنغتون بوست” أن المملكة المتحدة تقوم بخطط سرية لتقديم مساعدات عسكرية وغيرها من المساعدات للقبائل شرق اليمن، حسب ما أفاد نائب من حزب المحافظين البريطاني وضابط سابق في الجيش البريطاني.
وقال بوب سيلي النائب عن المحافظين وإليزبيث كيندال الأكاديمية البريطانية المتخصصة في الشأن اليمني، في مدونة على نفس الموقع، إن على بريطانيا البحث عن استراتيجية جديدة لتوفير المساعدات التنموية والتدريب شرق اليمن حيث يستغل “الإرهابيون” فوضى الحرب الأهلية للبلاد.
و”سيلي” هو ضابط سابق في الجيش البريطاني، وتواجد مع “كيندال” في المهرة خلال تلك الفترة، والأخيرة باحثة مرموقة في “أكسفورد” ومتخصصة في الشأن اليمني وتجيد اللغة العربية بطلاقة، ولها ارتباطات كبيرة وواسعة بقبائل المهرة وتاريخ اليمن القديم والمعاصر وتملك معرفة واسعة بثقافة اليمن وقبائله.
من خلال دعم قبائل المهرة بمساعدة عمان، يمكن للمملكة المتحدة التعامل مع طرق تهريب المخدرات، واستئصال القاعدة وتوفير بديل مقبول محليًا.
ووجهت اتهامات متكررة لسلطنة عُمان بكون أراضيها موطئ قدم لتهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وعلى الرغم من أن سلطات البلدين تنفيان أن يكون لهذه المناورات أهداف عسكرية مشتركة إلا أن هذه المناورات هي تحضير لأسوأ الأمور من وجهة نظر عُمانية..