التطبيع القطري من جديد: علاقات دافئة مع إسرائيل
في خطوة تعد استكمالًا لمسار العلاقات الرياضية مع إسرائيل، منح مسؤولون قطريون وعودًا بالسماح للجمهور الإسرائيلي بحضور مونديال 2022 المُنتظر إقامته في قطر.
ونشرت القناة العبرية الثانية، خبرًا عن قيام الصحفي الإسرائيلي، هنريكا تسيرمان، بالسفر إلى قطر -بجوازه سفره الإسرائيلي- وعاد من هناك حاملًا تطمينات من المسؤولين القطريين، بأنهم سيسمحون للجمهور الإسرائيلي بحضور مباريات كأس العالم بجوازاتهم الإسرائيلية.
وكان الصحفي الإسرائيلي هنريكا تسيرمان قد تلقى دعوة قطرية للتحدث في مؤتمر حول السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط. وبعد المؤتمر، اجتمع تسيرمان مع القادة القطريين وسألهم: هل يمكن للجمهور الإسرائيلي حضور مباريات المونديال حتى لو لم يتأهل المنتخب الإسرائيلي إلى البطولة؟
وكانت إجابة المسؤولين القطريين: نعم، لا بأس في ذلك.
ولم يكن الغريب في الخبر الذي نشرته القناة العبرية هو دعوة الصحفي لحضور المؤتمر بجواز سفره الإسرائيلي، ولكن الغريب كان في مدى التشابك بالعلاقات، خصوصًا الرياضية منها، بين كلًا من قطر وإسرائيل، يضاف إليها علاقات من نوع خاص تفرّدت بها قطر، عندما كانت السباقة من بين الدول العربية إلى إقامة علاقات تجارية وإعلامية مع دولة الاحتلال، وتعتبر شاشاتها الإعلامية، أولها “الجزيرة”، المنبر العربي الأهم لصوت إسرائيل إلى المُتابع العربي.
عودة إلى البدايات: علاقات رياضية استثنائية
لا ينكر المتابع للشأن الرياضي أن التطبيع العربي في فترة ما بعد “الربيع العربي”، أصبح على أشده بين دول عربية وإسرائيل، ولكن إذا عدنا إلى البدايات، سيبدو دور قطر جليًا في هكذا اختراق يمهد لدخول الفرق الإسرائيلية إلى البلدان العربية.
فعلى الرغم من اتفاقيات السلام الموقعة بين كل من الأردن ومصر مع الدولة العبرية، إلّا أن التطبيع بين تلك الدول لم يشمل الجانب الرياضي، بسبب حساسية النشاطات الرياضية، وارتباطها بفئة الشباب، والخشية من تسرّب الرواية الإسرائيلية إلى هذه الفئة، ما جعل كلًا من البلدين يستثنيان الرياضة من نشاطات التطبيع، واقتصار العلاقات على الجوانب الرسمية والسياسية، بعيدًا عن الشعب والجمهور.
وفي المقابل، نرى أن قطر جاهرت بعلاقتها الرياضية مع إسرائيل بداية من شهر أغسطس/آب 1999، عندما أُقيمت بطولة كأس العالم لكرة اليد في قطر، بمشاركة المنتخب الإسرائيلي، مما شكل أول ظهور لفريق إسرائيلي على أرض عربية.
وبسبب مشاركة الفريق الإسرائيلي، انسحبت كلًا من السعودية والبحرين من البطولة، على الرغم من تأهل فريقي البلدين.
وبرغم تنديد قطر بالتطبيع في وسائل الإعلام، إلّا أنها حافظت على علاقتها الدافئة مع إسرائيل في ملاعب الرياضة منذ ذلك التاريخ، إذ شهدت الدوحة هذه السنة فقط، 3 مناسبات رياضية غاية في الأهمية بالنسبة لإسرائيل، أولها استضافة قطر في شهر مارس/آذار، الفريق الإسرائيلي لكرة اليد.
أما الحدث الرياضي الثاني، فقد تم في شهر أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، عندما استضافت الدوحة فريق الجمباز الإسرائيلي، الأمر الذي احتفى به الإعلام الإسرائيلي كثيرًا، بسبب حفاوة الاستقبال التي تلقّاها الفريق من الجمهور القطري والمسؤولين، ناهيك عن مشاركة جندي إسرائيلي كان من ضمن الفريق.
أما الحدث الثالث فقد جاء بعد أسابيع قليلة من بطولة الجمباز، إذ أقيمت في العاصمة القطرية بطولة للفروسية، شاركت فيها المتسابقة الإسرائيلية، دانييل غولدشتاين.