محليات

وكالة روسية: انهيار مفاوضات جدة بعد إدخال الحكومة شرطين إلى الاتفاق.. هل يغادر وفد الانتقالي؟

 


قال مصدر حكومي إن وفدي الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة السعودية الرياض، تحيط بهما اجراءات أمنية مشددة بأحد فنادق الرياض، وممنوعين من التواصل مع أي من وسائل الإعلام، أو الإدلاء بأي تصريحات صحفية.


ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية، اليوم الأحد عن المصدر قوله، إن الحوار توقف تمامًا بعد طلب الحكومة الشرعية، وضع بنود الحصانة، والعودة لمخرجات الحوار في 2014، ما دعا وفد الانتقالي لرفضه لأنهم اعتبروه ضد قضيتهم الجنوبية.


وأوضح المصدر أن البندين الذين اشترطتهما الحكومة الشرعية ـ والذين تمثلاً في بنود الحصانة والعودة لمخرجات الحوار الوطني ـ أعادا المفاوضات إلى ما قبل نقطة الصفر، حيث لم تمانع الشرعية أن يحكم الانتقالي والتحالف مدينة عدن فترة مؤقتة، لحين إجراء ترتيبات لللأوضاع في اليمن، والتوصل لاتفاق شامل ينهي أزمة الحرب.


وكانت مصادر سياسية يمنية مطلعة قد كشفت لـ”العرب” عن ضغوط يمارسها التحالف العربي لإنجاز اتفاق جدة الذي كان مقررا أن يتم التوقيع عليه، الخميس، بحضور عربي ودولي رفيع في العاصمة السعودية الرياض.


ولفتت المصادر إلى أن موعد التوقيع على الاتفاق لم يحدد، لكنها لم تستبعد أن يتم في أي لحظة خلال الساعات القادمة.


وأضافت مصادر في تصريحات لـ”العرب” أن التحالف العربي طلب من وفدي المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية إلغاء أي برامج أو أنشطة أو سفريات بانتظار الإعلان عن إنهاء جهود التوافق حول المسودة النهائية لحوار جدة التي من المفترض أن يوقع عليها من جانب الحكومة رئيس الوزراء معين عبدالملك ومن جانب المجلس الانتقالي رئيس المجلس عيدروس الزبيدي.


وقالت المصادر إن المجلس الانتقالي الجنوبي أعطى موافقته النهائية على مسودة الاتفاق، وانتقل وفده إلى الرياض لإنجاز الترتيبات النهائية لحفل التوقيع، قبل أن تتراجع “الشرعية” للمرة الثانية عن موافقتها على المسودة وتطالب بإجراء تعديلات جديدة.


وأشارت إلى أن اللجنة السعودية المكلفة بالإشراف على الحوار غير المباشر بين الانتقالي والحكومة اليمنية لا تزال تبذل جهودا حثيثة لإقناع قيادة الشرعية بالعدول عن موقفها، في ظل مؤشرات على اتصالات سيجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان لإخراج الاتفاق إلى النور خلال الأسبوع القادم في أسوأ الاحتمالات.


وكانت أكدت مصادر سياسية لـ”يمن الغد” سعي جماعة الاخوان المسلمين المسيطرة على الشرعية بجهود واسعة لإفشال اتفاق جدة.


وقالت مصادر “يمن الغد”: ان المجلس الانتقالي استجاب لدعوة السعودية ومعها الامارات لما فيه مصلحة الجنوب والعاصمة المؤقتة عدن ويسير مع التحالف في اتفاق جدة بكل جدية الا ان أطراف الاخوان في الشرعية بدأت تسريب مسودات مغلوطة وأخبار وحملات إعلامية مضادة، وأكدت المصادر أن بروز تصريحات ومواقف لوزراء في حكومة هادي وقيادات حزب الإصلاح في الحكومة بالتزامن مع انتشار الاخبار عن تسلم القوات السعودية لمواقع في عدن بدأت قيادات في الشرعية الترويج بأن ذلك وحوار جدة وما يتمخض عنه من بنود واتفاق بأنه انتصار على المجلس الانتقالي الجنوبي وحتى على الامارات ـ في مساعي خطيرة لإفشال حوار جدة ووأده قبل ان يولد وتصعيد جديد لخلق فوضى تجر لحرب جديدة.


وفي السياق أكدت مصادر “يمن الغد” أن ما يحصل في عدن حاليا هو نتاج العلاقة الاستراتيجية القائمة بين الإمارات والسعودية وبما يخدم اليمن والشعب اليمني.


وقالت مصادر مطلعة” أن الامارات باقية على التزاماتها في دعم اليمنيين والجنوب والمناطق المحررة بما يخدم الاستقرار فيها ومحاربة الإرهاب ومكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفة والأيام المقبلة القليلة ستثبت ذلك.


وحذرت المصادر من تحركات مريبة يقوم بها تيار قوي ومؤثر داخل الشرعية يسعى لإفشال الاتفاق وتكرار تجربة “وثيقة العهد والاتفاق” الموقعة بين الحزب الاشتراكي اليمني بقيادة نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض وحزب المؤتمر والإصلاح وبقية الأحزاب الشمالية حينها بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وهي الاتفاقية التي انتهت بإشعال حرب صيف 1994.


وكشفت عن حملات تحريض منظمة وممنهجة يقودها إخوان اليمن ضد التحالف العربي على خلفية حوار جدة، بالتوازي مع تحركات على الأرض تقوم بها قيادات من حزب الإصلاح لحشد السياسيين وقادة القبائل إلى “مسقط” لتشكيل حالة معادية للتحالف.


 


وفي المجمل تؤكد المؤشرات التي يظهرها إعلام الشرعية سيما جناح حزب الإصلاح الموالي لقطر ـ فرع تنظيم الاخوان في اليمن – تبين أن هناك نقاط خلاف لا تزال قائمة، ويفسرها البعض بأنها دليل على أن الاتفاق سيذهب بعيداً عن ما تشتهيه سفن الإصلاح ومحركيهم القطريين، ولهذا يصرخون عبر الإعلام ويسربون مسودات تروجها قناة الجزيرة ومواقع الاخوان بهدف إفشال الحوار، بالإضافة إلى تصريحات خارج المسار التوافقي الذي ترعاه الامارات والسعودية، في مؤشر قوي بأنها بداية النهاية لجماعة الاخوان بعد ان خسروا كل اوراقهم.


وأكدت مصادر “يمن الغد” أن الهدف الأساسي للسعودية وللتحالف العربي هو التخلص من الفاسدين وجماعة الاخوان الذين ثبت انهم عرقلوا ويعرقلون حوار جدة وصعدوا مآسي ومحن الجنوبيين، مؤكدة انتهاء عهد تحكم الإصلاح ومستشاريه وسياسييه بالمشهد في اليمن.


وأكدت المصادر أيضا أن اتفاق جدة سيشمل أيضا القضاء على ما يقوم به تنظيم الاخوان في بعض المناطق الجنوبية.


 


وتتمحور تحفظات الشرعية بحسب مصادر خاصة لـ”العرب” حول الدور المفترض لقوات الحزام الأمني والنخب في مرحلة ما بعد الاتفاق، وآلية تشكيل الحكومة واتخاذ قراراتها، وطبيعة مشاركة المجلس الانتقالي في أي مفاوضات قادمة للحل النهائي. كما تتخوف دوائر مقربة من الرئاسة أن يقيد الاتفاق من صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ستصبح مرهونة بالتوافق.


ورجحت المصادر نجاح التحركات السعودية في تفكيك تحفظات الساعات الأخيرة لإفشال الاتفاق التي يقودها تيار قوي ونافذ في الشرعية اليمنية محسوب على الإسلاميين، يخشى من انحسار دوره في حال تم التوقيع على اتفاق جدة الذي سيعيد التوازن لمؤسسات الحكومة اليمنية، بحسب مراقبين.


ودلل مراقبون على تنامي الدور السلبي لحزب الإصلاح الإخواني ومراكز القوى وشبكات المصالح داخل الشرعية والرامي إلى إفشال أي اتفاق سياسي بين المكونات المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن، بالتصريحات المرتبكة التي أدلى بها الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي.


ونفى بادي قرب التوقيع على الاتفاق السياسي بين الشرعية والمجلس الانتقالي، ووصف الأنباء التي بثتها وسائل الإعلام السعودية والعربية والعالمية حول الاتفاق بأنها “تسريبات مشبوهة” وبأنها عارية عن الصحة.


واستغرب مراقبون تناقض التصريحات التي أدلى بها ناطق الحكومة مع تصريحات معين عبدالملك التي أشاد فيها بالجهود السعودية للحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية اليمنية، وأعرب فيها عن ثقته بأن “يسهم اتفاق جدة عقب التوقيع عليه في تسريع إنهاء الانقلاب الحوثي وإجهاض المشروع الإيراني في اليمن، والدخول في مرحلة جديدة من البناء والتنمية لتخفيف معاناة الشعب اليمني على امتداد الوطن”.


ودأبت وسائل الإعلام التابعة للحكومة اليمنية على إنكار وجود أي حوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي، في الوقت الذي لوحت فيه قيادات بارزة في الشرعية بالارتماء في أحضان المشروع المعادي للتحالف العربي في حال لعبت قيادة التحالف أي دور لإنهاء الصراع بين المكونات المناهضة للانقلاب الحوثي.


ووفقا لمصادر دبلوماسية تحدثت لـ”العرب”، تحظى جهود إنجاز الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي بدعم سياسي من الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، وسفراء الدول الراعية للسلام في البلاد.


ويراهن هؤلاء الدبلوماسيون على هذا الاتفاق في نقل الحوار السياسي مع الحوثيين إلى مستوى أكثر جدية في ظل إنهاء حالة الازدواج السياسي وتعدد الولاءات والاصطفافات في المعسكر المناهض للحوثي.


وفي تعبير عن حجم الدعم الدولي لجهود التحالف في إنجاز اتفاق جدة، قدم مارتن غريفيث إحاطته الدورية عن الحالة اليمنية لمجلس الأمن الدولي من العاصمة السعودية الرياض، حيث كشفت إحاطته عن ترقب المجتمع الدولي، الخميس الماضي للإعلان عن اتفاق جدة بين الأطراف اليمنية الذي لم يتم.


وقال مارتن غريفيث، إنه ينبغي أن تعود الحكومة اليمنية بسلام إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوبي اليمن) وان تتمتع بسلطتها هناك.


وأكد غريفيث في إحاطته خلال جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، دعمه للجهود السعودية المبذولة للتوصل إلى اتفاق جدة (بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي).


واستطرد بالقول” كان لدينا أمل في إعلان اتفاق جدة بين الأطراف اليمنية هذا اليوم”.


وتابع ”هناك بوادر أمل بالتقدم في محادثات جدة، وتراجع الغارات الجوية، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بوصول سفن الوقود إلى الحديدة، والمساعدات المقدمة في الدريهمي (غربي اليمن)”.


وأوضح أن البوادر محدودة “لكنها مهمة بالنسبة لنا ويمكننا البناء عليها”.


وفي ما يتعلق بمحافظة الحديدة، أفاد غريفيث أن إعادة انتشار القوات تشكل محور التركيز الأساسي.


واستطرد بالقول ”أدى إنشاء مركز العمليات المشتركة مع الطرفين إلى انخفاض ملموس في انتهاكات وقف إطلاق النار. بناء الثقة هو حجر الزاوية في تنفيذ الاتفاق”.


وتحدث عن ضرورة تنفيذ اتفاق الحديدة، ومنع انهيار الهدنة التي وصفها بـ“الهشة” في ظل التصعيد، وتسلم رئيس اللجنة الأممية الجديد لمهامه في الحديدة، وما يمكن أن يتم انجازه في سبيل تنفيذ اتفاق ستوكهولم.


وأكد أن الأطراف أبدت التزامها القوي ببعض التدابير التي من شأنها تخفيف معاناة اليمنيين، وهناك فرص يمكن اغتنامها ”في الوقت نفسه، لن يكون لدينا أي وهم بشأن التحديات والصعوبات المقبلة”.


واستعرض غريفيث في إحاطته آخر التطورات في الساحة اليمنية، وأوضح أن هناك المزيد من الأمل رغم البؤس الكبير الذي يعيشه الشعب اليمني.


وأكد المبعوث الأممي أن هناك بوادر أمل بين الأطراف في مدينة تعز (وسط اليمن) لفتح الطرق والسماح لدخول المعونات.


 


  

زر الذهاب إلى الأعلى