محليات

المقطري تكشف المستور في حادثة اغتيال العميد الحمادي..وتؤكد: ما قبل الاغتيال ليس كما بعده

كشفت الناشطة الحقوقية بشرى المقطري تفاصيل جديدة عن حادثة اغتيال قائد اللواء 35 مدرع في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، ملمحة إلى دور بارز لحزب التجمع اليمني للاصلاح (اسلامي) في اغتياله.


وقالت المقطري في مقال لها بعنوان “عدنان الحمادي.. آخر المقاتلين الوطنيين في اليمن” نشرته في صحيفة “العربي الجديد” في عددها الصادر اليوم، إن “عدم انتماء العميد ركن عدنان الحمادي إلى أي حزب سياسي حولته إلى بطل شعبي وجعله يصطدم بحزب التجمع اليمني للإصلاح (اسلامي)، ويصبح خصمه الرئيس في مدينة تعز”.


وأشارت المقطري إلى أن “قيادة “الإصلاح” التي تنتمي معظم القيادات العسكرية والألوية الأمنية لها رأت أن اللواء 35 وقائده غير المسيس حجر عثرة في طريق إتمام سيطرتها على السلطة العسكرية في تعز، ومن ثم تهديد دائم لمستقبل الحزب في المدينة”.


وأضافت المقطري “لا يمكن إغفال المعارك التي خاضها حزب الإصلاح ضد العميد الحمادي واللواء 35 مدرع في مدينة تعز، إذ اختلفت هذه المعارك تبعاً لعلاقة الحزب المعقدة مع دولة الإمارات، القوة الثانية في التحالف العربي، حيث رأت قيادته أن السياسة الإماراتية تعمل على تقوية خصومها المحليين في تعز، تمهيداً لإزاحة الحزب من أي تسوية سياسية مقبلة”.


وتابعت المقطري “لذلك سعت قيادة “الإصلاح” إلى تثبيت سيطرتها الكاملة على مدينة تعز، بإزاحة القوى التي قد تشكل خطراً على استحقاقها السياسي في المستقبل، حيث خاضت التشكيلات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح معارك دموية ضد الجماعة السلفية بقيادة عبده فارع (أبو العباس)، لإزاحة قوة دينية منافسة لها في تعز، تعتقد أنها مدعومة من الإمارات، إلا أن الغرض الحقيقي من تلك المواجهات كان ضرب شخص العميد الحمادي، باستهداف جماعة “أبو العباس” التي تندرج تحت مظلة اللواء 35″.


وأشارت المقطري إلى أن قيادة “الإصلاح” رأت في اللواء مظلة عسكرية وسياسية ينطلق منها خصومها المؤتمريون وجماعة “أبو العباس” والناصريون، لتقويض سلطتها في المدينة.


وقالت المقطري إنه على الرغم من تشكيل “الإصلاح” اللواء الرابع مشاة جبلي في منطقة التربة لتطويق اللواء 35، واشتباكه مع جنوده تحت ذرائع متعددة، فإن “الإصلاح” فشل في السيطرة على منطقة الحجرية، أو تحجيم اللواء 35، عدا بالطبع تفجير الصراع في منطقة الحجرية.


وأضافت المقطري “ولذلك أدركت قيادة “الإصلاح” أن إزاحة خصمها يبدأ من تشويهه، ما يؤدي إلى تقويض شعبيته، حيث سوّق جهازه الإعلامي أن العميد عدنان الحمادي رجل الإمارات في تعز، وأداة عسكرية لسيطرة العميد طارق محمد صالح على المدينة، وذلك لتجريمه شعبياً”.


وأكدت الناشطة الحقوقية بشرى المقطري أن اغتيال العميد الحمادي أحدث فراغا عسكرياً خطيراً في اللواء 35، الأمر الذي يمنح جماعة الحوثي تفوقاً عسكرياً في جميع الجبهات التي يشتبك فيها مع اللواء، خصوصا أن اللواء 35 هو من حرّر معظم المناطق في تعز، إلا أن الأخطر تفخيخ الوضع السياسي في المدينة المفخخ أصلاً، إذ إن تبادل الاتهامات بين القوى السياسية حول الطرف الذي اغتال الحمادي قد عمّق حالة الانقسامات السياسية، ما قد يؤدي إلى تفجير الصراع في المدينة.


وقالت المقطري إن “اغتيال الحمادي جعل حزب الإصلاح في موقفٍ حرجٍ سياسياً وشعبياً، وذلك لطول استهداف الحزب الرجل، حتى لو أن طرفا سياسيا أراد بالاغتيال توجيه الاتهامات لحزب الإصلاح، فإن غياب العميد عدنان الحمادي عن المسرح العسكري والسياسي في مدينة تعز يصب في صالح حزب الإصلاح، إذ حسم بذلك منظومة السلطة العسكرية والأمنية، وبالتالي السياسية، لصالحه”.


واستدركت المقطري قائلة “بيد أن الكلفة السياسية والاجتماعية لاغتيال هذا القائد العسكري أخطر على حزب الإصلاح من بقائه خصما في مدينة تعز، إذ إن ضلوع الحزب بالاغتيال لن يوحّد فقط جميع القوى السياسية والاجتماعية ضده، بل سيجعله في صراعٍ مكشوفٍ مع المجتمع المحلي الذي ضاق كثيراً بصراعاته وقبضته الحديدية على المدينة، اذ ليست مدينة تعز، قبل مقتل العميد الحمادي، أبداً كما بعدها”.

زر الذهاب إلى الأعلى