الانتقالي يحذّر من انهيار اتفاق الرياض على يد الإخوان ويؤكد أن الإرهاب الإخواني والأزمة الاقتصادية يتربصان بالجنوب
حمّل عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشق الإخواني في سلطة الرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي، مسؤولية أي تعثّر في تنفيذ بنود اتفاق الرياض ما قد يؤدّي إلى انهياره.
وسُجّل في الأيام الأخيرة تقدّم طفيف في تنفيذ الاتّفاق الذي رعته المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن تمّ الأسبوع الماضي التوقيع على مصفوفة انسحابات عسكرية متبادلة بين الحكومة والمجلس الانتقالي تقضي بعودة القوات المتفق عليها بين الطرفين إلى مواقعها السابقة. وبدأت الثلاثاء عملية سحب القوات بشكل تدريجي في محافظة أبين تحت إشراف التحالف العربي.
غير أن مصادر يمنية متعدّدة تحدّثت عن مواصلة أجنحة داخل السلطة الشرعية على صلة بجماعة الإخوان المسلمين أو متوافقة مصلحيا مع أجندتها، محاولتها عرقلة استكمال تنفيذ الاتفاق.
وربطت تلك المصادر جهود إفشال اتفاق الرياض ومحاولة دفعه إلى الانهيار بمساعٍ قطرية تركية إلى عرقلة المسار الذي قطعه التحالف العربي بقيادة السعودية طيلة قرابة الأربع سنوات لإعادة الاستقرار إلى اليمن ومنع وقوعه في قبضة إيران والتنظيمات الإرهابية.
وأكّد الزبيدي لوكالة فرانس برس تمسك المجلس الانتقالي باتفاق الرياض، محذّرا من أنّه مهدّد بالانهيار بسبب العراقيل التي تضعها جماعة الإخوان في طريق تنفيذ بنوده.
ورعت السعودية اتّفاقا لتقاسم السلطة وقّعته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي السلطة السياسية الأقوى في جنوب اليمن، بالرياض في الخامس من نوفمبر الماضي.
وشهدت مناطق الجنوب في أوت الماضي معارك بين قوّات جنوبية وأخرى منضوية تحت لواء الشرعية لكنّ ولاءها الحقيقي بحسب أغلب المصادر هو لجماعة الإخوان، وأسفرت عن سيطرة القوات الموالية للمجلس الانتقالي على مناطق عدّة أهمّها عدن.
وبحسب الزبيدي فإنّ “التأخير أو التعثر في تنفيذ خطوات اتفاق الرياض يأتي من قبل جزء معطّل في الحكومة ممثلا بعناصر من حزب الإصلاح الإخواني موجودين تحت مظلة الحكومة الشرعية”.
وقال “المخاطر عديدة وأهمها تنامي عمل التنظيمات الإرهابية خاصة التي تعمل تحت غطاء الحكومة الشرعية من الإخوان”.
ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي بالسماح بتنامي نفوذ الإخوان والتأثير على قراراتها السياسية والعسكرية.
وأضاف الزبيدي “هذه التنظيمات ستهدد اتفاق الرياض لأنها تنظيمات إرهابية وستقوم بعمليات إرهابية ومحتمل أن تؤدي إلى فشل اتفاق الرياض”. كما حذّر أيضا من أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الجنوب قد تشكل عاملا إضافيا لإفشال الاتفاق.
وقال “العملة اليمنية تتعرض إلى انهيار كبير، ومن المحتمل خلال أشهر معدودة أن ننتقل إلى استخدام العملة السعودية أو الدولار في الجنوب لأنّ العملة اليمنية ستصبح لا قيمة لها نهائيا”. وتابع “الجانب الإنساني مهم جدا بالنسبة إلينا”، مشيرا إلى أن الجنوب يواجه تحديات كبيرة، ومؤكّدا وجود نقص حاد من المخزون الغذائي، قائلا “المخازن فارغة في الجنوب ولا يوجد فيها احتياطي لعشرة أيام، إضافة إلى ذلك يعاني أبناء الجنوب من تأخر الرواتب”. ودعا السعودية والمجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات لليمن.
وكرر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التمسك باتفاق تقاسم السلطة موضّحا “نحن متمسكون باتفاق الرياض، ونبذل جهدا كبيرا تحت قيادة المملكة العربية السعودية لإنجاح هذا الاتفاق وإحلال السلام في المنطقة”.
وقال “اتفاق الرياض خطوة سياسية مهمة بالنسبة لنا. حصلنا على اعتراف إقليمي ودولي بالمجلس الانتقالي، وسنمارس مهامنا بكل أريحية تحت مظلة اتفاق الرياض وبقيادة المملكة العربية السعودية راعية هذا الاتفاق”.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة في البلاد قبل أكثر من خمس سنوات.
وكان يؤمل من اتّفاق الرياض أن ينهي الخلافات بين المجلس الانتقالي الذي يستند إلى قوة سياسية وعسكرية وازنة والسلطة الشرعية لتوحيد الجهود في المعركة الأساسية ضدّ ميليشيات جماعة الحوثي، والتي تعتبر أيضا مواجهة ضدّ محاولة إيران التمركز في جنوب الجزيرة العربية عن طريق وكلائها الحوثيين.
وحرص الزبيدي على التوضيح “نحن لا نطمح خلال هذه المرحلة للاستقلال. بل نطمح لشراكة تضمن للجنوبيين حقهم في المشاركة في وفد المفاوضات الذي ترعاه الأمم المتحدة” في إشارة إلى محادثات السلام اليمنية التي يعمل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على إحيائها، مستدركا “نحن نطمح إلى استعادة دولتنا وحق تقرير مصيرنا بكافة الطرق الديمقراطية المكفولة لنا”.