انتهاكات المليشيات

الاعتلال النفسي العام.. الوجه الأخر لحرب الحوثيين

 


ثمة وجهٌ آخر للحرب، وجه مليء بالجروح الغائرة، لا يدركه إلا من يعيش في مناطق سيطرة الحوثيين، وخصوصا في المناطق التي يذهب منها مقاتلون كُثر للقتال في صفوف الجماعة.


ففضلا عن تدهور الحالة المعيشية، جراء قطع الرواتب، ومحدودية الفرص، في ظل الحرب واستئثار جماعة الفقر الحوثية على مقدرات الدولة، برزت حالة اعتلال نفسية عامة في عدد من المناطق، خصوصا تلك التي قتل من أبناءها الكثير في صفوف الحوثيين.


هناك قرى في الحيمتين (الخارجية والداخلية)، ومثلها في بني مطر وغيرها من مديريات المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، أصبح سكانها بحاجة إلى إرشاد نفسي، لكثرة ما لاقوه من مصائب جراء فقدان أبنائهم، ففي قرية واحدة هناك أكثر من خمسين قتيلا من فلذات أكبادها، إضافة إلى أن أكثر منهم لا يزال مصيرهم مجهول، بينما عاد البقية إما بإعاقات دائمة، أو بامراض نفسيه تجعلهم معزولين ومسكونين بالهواجس والأوهام.


هناك قصص محزنة جدا لأسر تدمرت بعد أن فقدت بعض أفرادها في هذه الحرب المجنونة، وفي الوقت الذي تحتاج مثل هذه الأسر إلى إرشاد وعناية نفسية، تواصل جماعة الحوثي تفخيخ المجتمع وتقديم أبنائه وخيرة شبابه قربانا في مسلخ أطماعها الطائفية والسياسية.


هناك حالة تطرف غير مسبوقة، وحالة تفخيخ مؤسفة مارسها الحوثيون في أوساط المجتمع، والسؤال الهام، كم من الوقت نحتاج لإعادة ترميم وتأهيل المجتمع وشبابه من الناحية النفسية، فضلا عن ترميم البلاد التي أصبحت كومة خراب بسبب هذه الحرب المجنونة التي أشعلتها هذه الجماعة الظلامية.


اليمن الجمهوري


 

زر الذهاب إلى الأعلى