يا أبناء أبين.. حذاري الفتنة التي تُستدرجون إليها
لم يعد خافياً على أحد ما يجري الإعداد له في محافظة أبين من طبخات تتم التهيئة لها علناً، حيث تجري المناورات على مسمع ومرأى من الجميع ويعلن قادتها المحليين والمستوردين أنهم على استعداد لإعلان ساعة الصفر، بانتظار توجيهات “فخامة الرئيس” ابن أبين الذي تحت اسمه ترتكب كل الموبقات، ولا ندري أن كان يعلم أم لا يعلم بكل هذا.
نجح خاطفو الشرعية في تمزيق أبين مثلما نجحوا في تمزيق وتفكيك جميع المحافظات، بما في ذلك المحافظات التي يتكئون على مخزونها البشري مثل تعز وإب ومأرب والحديدة ويعتقد بعض الحمقى المؤيدين لهم أن تلك سياسة ستحقق لهم ثماراً ذات قيمة، ولم يترددوا عن حشد المواقع الإعلامية التي تبشر بحريق قادم قد لا يقتصر لهيبه على أبين بل إن المقصود به هو إحراق عدن مرة ثالثة ليتسنى لهم الوقوف على الأطلال وممارسة هواية نيرون في الاستمتاع بمنظر اللهب وهو يلتهم كل شيء.
يا أبناء أبين الكرام!!
يا أبناء الثوار والقادة التاريخيين!
يا ورثة المناضلين الشرفاء والشهداء الأبرار.
محبتي لكم وانتمائي إلى جغرافيتكم وتاريخكم المشرف تجبرانني على أن أنبهكم ولست أعلم منكم، بما يدبر لكم لأنه لا يشرفني أن أسمع عن قطرة دمٍ سالت بسبب عبث العابثين وتهور المتهورين، الذين يلعبون على عواطف البسطاء ونقاء الأبرياء، ويسوقونهم إلى حتفهم بإيهامهم أنهم سيحققون انتصاراً ما أو مكسباً ما من وراء تربص المتربصين وأطماع الطامعين الذين لا تمثل لهم أبين وكل الجنوب إلا مقدار الغنائم التي ينوون الاستحواذ عليها.
لقد تعلمت الأجيال أن الحروب والنزاعات المسلحة لا تنتج سوى الدماء والدمار، وأن كل من يخوضها مهزوم حتى لو توهم الانتصار، وأن الحريق إن اشتعل لن يستثني احداً وأن الذين يبشرون بالحرب سيبقون بعيداً عن شررها، ولن يأتوا إلا لنهب الغنائم، بينما لن يكون من نصيب بنات وأبناء أبين الشرفاء سوى النحيب والحزن والمآتم وتأبين الضحايا وتلقي برقيات العزاء في أحسن الأحوال.
لنتفق أن أبناء أبين مختلفون سياسياً مثل كل خلق الله، لكن لماذا عليهم في كل مرة أن يحسموا خلافاتهم عن طريق القوة والحرب، ثم يعودون للتباكي على حماقات المتهورين والطائشين منهم؟
دعونا نحترم خلافاتنا السياسية ونحسم مواضيع الاختلاف بالوسائل السياسية من حلال حوار جدي ومفتوح لكل القضايا والتصورات المتعلقة بطريقة تحقيق الجنوب لمستقبله، ونبقي مساحات عدم الاتفاق ليحسمها التاريخ فهو المنجم الأكبر لصناعة الحلول والمعلم الأكبر لتنمية الخبرات والمهارات.
ما تزال الفتنة نائمة وقد تكون على وشك الاستيقاض، لكنها لو جرى إيقاضها فلن تكون لعبةً مسلية كما يتهيأ للبعض.
تذكروا جيداً أيها الشرفاء أن الوافدين من خارج المحافظة ومن خارج الجنوب لم يأتوا لدعمكم، ولا لأنهم يحبونكم، بل لقد جاءو لحصد الثمار التي يتوهمون أنكم ستصنعونها لهم بأرواحكم ودمائكم ثم يقلبون لكم ظهر المجن كما هو ديدنهم على الدوام.
تنبهوا واستيقضوا، وإن لم تفعلوا شيئاً لدرء الفتنة فلا تساهموا في إذكائها، فالتاريخ لا يغفر في كل مرة
اللهم إني بلغت
اللهم فاشهد