رجل الحرب وشهيد السلام
كما درسنا الأدوار البطولية والتاريخية للثلايا واللقية والعلفي وقبلهم القردعي، في مقارعة الكهنوت الإمامي البغيض، سيدرس الأجيال أدوارك في مقارعة أحفاد الإمامة أذناب إيران.
نعم أنت البطل العقيد محمد عبدالرب الصليحي.. الشهيد صاحب التاريخ النضالي المشرف الذي عرفتك جبال مران في مقارعة الإمامة قبل أن يعرفك الساحل الغربي.. ها أنت ترتقي بعد أن أعجزت كثيراً من الأبطال أن يبلغوا جسارتك.
ها قد رحلت أيها البطل لكن مقولتك التي لطالما تفاخرت بها يرددها الجميع “لا يليق بحفيد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي إلا أن يلقى ربه شهيدا في متارس حراس الجمهورية”.
صحيح أنك خريج الكلية الحربية أيام ما كان لدينا دولة في اليمن، لكنك عسكري بالفطرة؛ عرفناك في الجاح وداخل مدينة الحديدة؛ مؤمناً بعدالة قضيتك التي تحملها على كاهليك، ذا شجاعة، أنفة، انضباط، حماس.. واستعداد لتحمل المشاق والتضحيات في سبيل أداء الواجب الوطني وحماية الشرف العسكري في شتى الظروف.
أتذكر عندما ذكرت في مترسك ذات يوم مقولة شهيرة لنابليون (الروح المعنوية تتفوق على القوة الجسدية بثلاثة أضعاف).
حينها أردفت: سجل عندك يا مملوح إضافة لحفيد الملكة أروى (وجود أيديولوجية فكرية للجندي هي أقل أهمية من خلق ولاء وحب وانضباط.. وإخلاص للقيادة في أرض المعركة).
وزدت بالقول (لا تهتم كثيرا بمناقشة الإيديولوجية الفكرية لحراس الجمهورية، لقد رأيت كيف كان الولاء للوطن والإخلاص للقيادة أثناء معركة مدينة الحديدة أكبر وأهم من كل الإيديولوجيات).
لك المجد والخلود..
لا أخفيك يا صديقي الغائب الحاضر، أن ما يجعلني أشعر بالغبن هو أن رصاصة أحفاد الإمامة لم تكن قادرة على أن تضع حدا لحياتك الدنيوية لولا أن البعثة الأممية التي كنت أحد العاملين تحت رايتها هي من أزهق روحك حين رفضت التجاوب لمطالبة قيادة المقاومة الوطنية بضرورة نقلك لتلقي العلاج في الخارج.