“الإجماع الزائف” باسم الحوار الوطني
بعد 6 سنوات ونصف من انتهاء مؤتمر الحوار الوطني في مطلع 2014، لماذا تقدمت على الأرض “الجماعات الخارجية”_ أي التي رفضت نتائج الحوار جملة وبوضوح (الحراكيون) أو تلك التي شاركت وأيدت واسهمت في صناعة الإجماع بينما كانت تتقدم بجحافلها إلى العاصمة (الحوثيون)، وتقهقرت تلك التي تحاصصت الوظيفة ثم انغمست في عروض “موفنبيك” وخرجت منها ب”مخرجات حوار وطني”_ حسب زعمها_ تقول انها قاعدة اصطفافها الوطني؟
لا مانع من تكرار ما قلته في ربيع 2014: مخرجات الحوار الوطني لا تصلح، على الإطلاق، قاعدة لاصطفاف وطني لأنها إرجائية تبشيرية تفتيتية تفكيكية.
باختصار، هي الوهم الذي لا يمكن أن يموت اليمني في سبيله.
وهي _ لذلك_ شعار مؤقت استخدمه الحوثيون قبيل اجتياحهم صنعاء، ويستخدمه علي محسن الأحمر بكل حماسة بعيد خروجه من صنعاء!، ويتشبث به هادي في كل محفل فشعار تنفيذ مخرجات الحوار الوطني يعفيه من مسؤوليته كرئيس للجمهورية اليمنية، بدستورها وقوانينها.
لا حظوا أن هذا الرئيس (المؤقت) يندر أن يعبر عن غيرته على دستور الدولة وإذا تحدث _ وهذا أمر نادر الحدوث لكأن اليمنيين في نعيم_ يتباكى على “الوهم” الذي صاغته لجنة شكلها هو لتمرير مشروعه الطوباوي.
ما الذي يعيدني إلى هذه النقاط التي سبق أن أثرتها مراراً في 2014 و2015؟
رؤية الحزبين الاشتراكي والناصري!
هذان الحزبان لن يقدما شيئا مفيدا إلى اليمن ما لم يراجعا مواقفيهما في المرحلة الانتقالية… مراجعة نزيهة وصارمة من شأنها أن تلزمهما، أولا، بالاعتذار عن خطايا اقترفوها بحق اليمنيين.
الاعتذار كفيل بتحريرهما من أسر “الإجماع الزائف” باسم الحوار الوطني.
هما، وغيرهما من الأحزاب المتبرمة من هيمنة الإصلاح وعلي محسن الاحمر (وأبناء هادي وأزلامه) على معسكر الشرعية، مطالبون بالاشتغال على مشروع إنقاذ بعملون من أجله، هم، يغنيهم عن مهانة الاستجداء والمناشدات للداخل والخارج، فيتقدمون به إلى شعبهم.
عليهم أن يتمايزوا، أولا، عن الآخرين.. والتمايز لا يكون بطلب حصة في حكومة أو دور رقابي على تنفيذ اتفاق، بل في برنامج إنقاذ وطني يتجاوز أجندات المحتربين ويحشد اليمنيين من أجل السلام واستنقاذ كيانهم الوطني.
عدا هذا، ستستمر الحرب وسيواصل العصبويون التقدم على الأرض، وسيستمر جنرالات الحرب ولصوص “الثورات” و”الثروات” في مراكمة أرصدتهم في البنوك.
إلى قيادتي الاشتراكي والناصري أقول: تمايزوا تصحوا!
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك