الصراع الطائفي وعلاقته بالمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة
يعتمد المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة على إثارة النَّزَعات الطائفية، ويراهن على رُدُود فعلٍ طائفية مماثلة، تجعل الاصطفاف الطائفي خيارًا اضطراريًا عابرًا للقومية والأوطان.
وفي تقديري أن التصدي لذلك المشروع يتم بإسقاط رهاناته؛ عبر إحياء مشاريع وطنية وقومية جامعة، ونزع فتيل الطائفية (بالتعامل مع الإرث المذهبي على أنه تنوع ثقافي مكفول بقوانين الحقوق والحريات، دون أن يكون له سلطة سياسية، ولا حاكمية دينية على الغير، ولا حصانة من النقد الموضوعي والمراجعات العلمية).
أما الانخراط في الصراع الطائفي، فقد أثبت فشله، ولم يجلب سوى مزيد من الانقسام في الصف العربي على المستوى القومي والوطني؛ بل ودفع بكل طائفة إلى طلب النجدة من الخارج، كائنا من كان وفي أي مكان كان.
***
في تقديري أن إنكار حجية السنة النبوية في المسائل التشريعية الدينية تطرفٌ، جاء لمواجهة (تطرف آخر؛ يعتبر السنة وحيًا أو يتعامل معها كالقرآن أو يجعلها حاكمة فيه وعليه وناسخة لأحكامه، ولو بالتخصيص والتقييد).
وأعتقد أن الصواب قائم بين التطرفين، فالسنة حجة في التشريعات الدينية؛ ولكنها ليست بمقام القرآن، لا من حيث الثبوت والدلالة فقط؛ بل ومن حيث طبيعة المواضيع التي تتناولها والدور الذي تؤديه.
▪على أننا هنا نتحدث عن السنة لا الحديث، فليس كل حديث سنة وليس كل سنة حديثا.
ونتعامل مع ما صح وفق منهج الأصوليين والمحدثين معًا، وليس منهج المحدثين فقط.