قوات “الانتقالي” بدأت، فجر اليوم، الهجوم من 3 محاور، تمكنت فيه من السيطرة على مواقع عدة، والتقدم “قرن الكلاسي” القريبة من مدينة شقرة
معركة دامية استمرت أكثر من 12 ساعة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الجانبين
ناشطو “الانتقالي”: قواتنا حققت انتصارات متسارعة، وقتلت وجرحت عشرات من مقاتلي حزب الإصلاح، الذين تجرعوا هزائم وخسائر الموجعة
المتحدث الرسمي باسم محور أبين: قواتنا الجنوبية نفذت عميلة عسكرية نوعية من محاور عدة، وأحرزت تقدم ميداني كبير
وساطة قبلية لانتشال عشرات الجثث لاتزال مرمية في مناطق المواجهات
معارك أبين وشبوة.. الإخوان يتكبدون أكثر من 100 قتيل وجريح
تقرير موسع
دارت مواجهات دامية بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات “الحكومة الشرعية”، الموالية لحزب الإصلاح، اليوم، شرق مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، في ظل معلومات تقول إن عشرات القتلى والجرحى، وتدمير آليات عسكرية.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة إن مواجهات اليوم بين الجانبين كانت هي الأعنف منذ بدأ القتال بينهما في منطقتي “الطرية” و”الشيخ سالم”، الواقعتين على بعد نحو 8 كم شرق مدينة زنجبار، في الطريق المؤدي إلى مدينة شقرة الساحلية، حيث تتمركز قوات “الشرعية”، التي بدأت، قبل أكثر من شهر، الهجوم على قوات “الانتقالي” بهدف التقدم للسيطرة على عاصمة محافظة أبين كمقدمة للتقدم نحو مدينة عدن واستعادة السيطرة عليها.
وأوضحت المصادر أن قوات “الانتقالي” تمكنت من استعادة السيطرة على “جبل سيود”، المحاذي لقرية “الدِّرْجَاج”، والتقدم إلى ما بعد منطقتي “الطرية” و”الشيخ سالم”.
وذكرت المصادر إن قوات “الانتقالي” سيطرت، أيضاً، على “وادي سلا” بالكامل، وتقدمت نحو “قرن الكلاسي” لمحاصرة “القوات الحكومية” المتمركزة هناك.
وأكدت المصادر أن أعنف قتال دار، اليوم، بين الجانبين في منطقة “الرملة”، فيما قال ناشطون تابعون لـ”الانتقالي” إن قواتهم سيطرت على مناطق عدة وتقدمت نحو منطقة “قرن الكلاسي” القريبة من مدينة شُقرة.
وذكرت المعلومات أن أكثر من 85 شخصاً سقطوا من الجانبين بين قتيل وجريح، في معركة اليوم التي بدأت الفجر واستمرت لأكثر من 12 ساعة.
وتفيد المعلومات إن قوات “الانتقالي” بدأت، فجر اليوم، الهجوم من ثلاثة محاور على قوات “الشرعية” في جبهتي “الطرية” و”الشيخ سالم”.
وقال عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني الموالية لـ”الانتقالي” في محافظة أبين، في تصريح صحفي، اليوم، إن “القوات الجنوبية شنت هجوماً كاسحاً، ولن يتوقف إلا بعد استعادة مدينة شقرة”، مقر قيادة “القوات الحكومية”، التي تدير “معركة السيطرة على زنجبار”.
وأفاد ناشطو “الانتقالي”، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قوات “الانتقالي” تمكنت من استعادة السيطرة على “جبل سيود”، ومواقع مهمة في محيطه، ودمرت آليات عسكرية، واستولت على أخرى.
وقال هؤلاء الناشطون إن قواتهم “حققت انتصارات متسارعة، وتتقدم نخو مدينة شُقرة”، وقتلت وجرحت “عشرات من مقاتلي حزب الإصلاح”، الذين “تجرعوا الهزائم والخسائر الموجعة”.
وذكروا أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من داخل “معسكر قرن الكلاسي”، الواقع قرب مدينة شُقرة، “عقب تقدم القوات الجنوبية منه لتحريره”. ولم يتسنى لـ”الشارع” التأكد من صحة ذلك.
من جانبه، قال محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم محور أبين العسكري التابع لـ”الانتقالي”: “نفذت قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة اليوم عميلة عسكرية نوعية من محاور عدة..”.
وأضاف، في “تغريدة” نشرها، بعد ظهر اليوم، على حسابه الرسمي في “تويتر”: “تكللت العملية بإحراز تقدم ميداني كبير سيطرت من خلاله قواتنا على مساحات واسعة استراتيجية أبرزها جبل سيود، كما دمرت قواتنا العديد من آليات العدو منها دبابتين وعربات وأطقم مصفحة”.
وتجددت، مساء اليوم، المواجهات بين الجانبين على شكل اشتباكات متقطعة، وتبادل للقصف المدفعي، فيما لجنة الوساطة المحلية في محافظة أبين ناشدت الصليب الأحمر الدولي التدخل لانتشال جثث عشرات القتلى من مناطق المواجهات.
وأعرب فيصل بلعيد، أحد أعضاء لجنة الوساطة المحلية، في تصريح صحفي، عن صدمته من العدد الكبير للقتلى الذين سقطوا في مواجهات اليوم، وأعداد الجثث التي لاتزال عالقة في مناطق المواجهات.
وقال “بلعيد” إن لجنة الوساطة توجهت إلى مناطق المواجهات، و”فوجئت بأن عدد جثث القتلى أكثر مما كانت تتوقعه، ولهذا وجهت اللجنة نداء للصليب الأحمر من أجل التدخل”.
بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم محور أبين، محمد النقيب، في “تغريدة” ثانية، نشرها مساء اليوم على حسابه في “تويتر”: “تجسيداً للتعامل الإنساني الراقي، والتزاماً بقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني، ترحب قيادة القوات المسلحة الجنوبية في محور أبين بمساعي الوساطة القبلية، بقيادة الشيخ فيصل المرقشي، وذلك لانتشال جثث أعداد كبيرة من قتلى المليشيات الإخوانية الإرهابية الذين لقوا مصرعهم في معارك اليوم”.
أكثر من 100 قتيل وجريح
تكبدت مليشيات الإخوان الإرهابية الموالية للشرعية نحو 100 قتيل وجريح في معارك محافظتي أبين وشبوة، الخميس، خلال عمليات عسكرية متفرقة للمقاومة الجنوبية.
وقالت مصادر عسكرية، إن مليشيات الإخوان تلقت هزائم وخسائر بشرية فادحة في المواجهات الدائرة في محاور “وادي سلا” و”الطرية” و”قرن كلاسي” و”الشيخ سالم” وجبل “سيود”.
وقال مصدر طبي في مستشفى شقرة الريفي، إن 11 جثة و28 جريحاً من مليشيات الإخوان وصلت بعد ضربات موجعة تلقوها في معركة مفرق تمحن بالقرب من قرن الكلاسي.
وفي وقت سابق، قالت المصادر إن 14 قتيلا و22 جريحا على الأقل من مليشيا الإخوان سقطوا خلال معارك شرسة في منطقة قرن الكلاسي.
في محافظة شبوة، قالت مصادر محلية، إن اشتباكات شرسة اندلعت بين أهالي وادي جردان والقوات الخاصة التابعة للإخوان، أسفرت عن إحراق طقم والاستيلاء على آخر.
وحسب المصادر فإن الأهالي يفرضون حصارا مشددا على جيوب تابعة للقوات الخاصة في سوق جردان ومبنى المجلس المحلي.
وتشهد مديرية جردان منذ وقت مبكر من الخميس توترا كبيرا بعد إقدام القوات الخاصة التابعة لحزب الإصلاح على اقتحام المديرية، ما أجبر الأهالي للتصدي لها.