تقرير خاص: البلطجة في تعز فوق القانون والإرهاب ممنهج والمكابرون يغتالون مستقبل المدينة “الحشد الذي اذا دخل قرية أفسد فيها”
يمن الغد – تقرير خاص
ما ان تجتاح مليشيا الاخوان بلدة من بلدات محافظة تعز جنوب غرب اليمن حتى تنتشر فيها عصابات السطو والنهب كسيناريو اصبح مألوفا بعد كل عملية امنية كما تسميها قيادة المحور او الشرطة العسكرية بالمحافظة…
* بلطجة فوق النقد..
قرى الاشروح جنوب مديرية جبل حبشي غربي تعز، المحسوبة سياسيا على اليسار وبعد أيام، من تعرضها لاجتياح حملة لحزب الإصلاح قرى “الأشروح” لإخضاعها باستخدام القوة المفرطة باتت مسرعا للبلطجة تعيث فيها العصابات المسلحة فسادا…
يقول المواطن فائز عبده – من ابناء حبل حبشي، لـ”يمن الغد”: رائحة الفساد فاحت بتعز ويجب تدارك الامر والا فان تلك الفوضى تمهد لاجتياح حوثي جديد..
ويقول الناشط وديع علي لـ”يمن الغد” ما ان تكتب عن عصابات تنهب حقوق وممتلكات المواطنين حتى يعتبروك ضد الجيش والمقاومة .. ولك ان تتصور ان يصل الامر لاتهامات بالتحوث؛ يعني انه محظورا ان تكتب ضد بلطجة عصابات يغذيها حزب الاصلاح والا فانت ضد الجيش والمقاومة والشرعية واصبحت هدفا قابلا للنهب والاختطاف في اية لحظة..
* احتجاجات غاضبة..
بالامس ندد سكان البلدات النائية في ريف محافظة تعز بجرائم مليشيات حزب الإصلاح (الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن) وانتهاكاتها المتواصلة غير المرئية لدى الحكومة المعترف بها دوليا والغائبة عن سجلات منظمات حقوق الإنسان.
ونفذ سكان بلدات “بني بكاري” و”مدهافة” و”الأشروح”، في مديرية جبل حبشي، وقفة احتجاجية؛ للتعبير عن رفضهم تجاوزات الإخوان وانتهاكاتهم التي تنوعت بين القصف العشوائي للسكان واقتحام المنازل واختطاف المعارضين والتواطؤ مع مليشيا الحوثي في تهريب المشتقات النفطية والمواد المشبوهة.
ويستوطن أهالي هذه البلدات الريفية، السلاسل الجبلية الواقعة على بُعد 30 كيلومترا غرب مدينة تعز، ولجأ الغالبية منهم للاغتراب خارج اليمن؛ بحثا عن مصدر الرزق، فيما انخرط الكثير من الشباب بالأحزاب اليسارية المعارضة لمشاريع الإسلام السياسي.
* حرب مستعرة وارهاب ممنهج..
يقول الناشط سليم الهلالي لـ”يمن الغد” ان محافظة تعز تكاد تخلو من وجود دولة او جيش يمثلها ومقاومة محسوبة على الشرعية فالحاصل فيها اشخاص يتزعمون عصابات مسلحة للبلطجة على المواطنين باسم الجيش والمقاومة..
واشار الى ان القوي الذي صار يمتلك السلاح ويتزعم افرادا مسلحين هو من يغتصب حقوق الاخرين فيما الضعيف لا يجد سلطة تسانده لإعادة حقه المغتصب..
ويوجز المواطن طه حاتم حديثه بالقول ان في تعز اصبحت العصابات فوق القانون..
وأصبح حزب الإصلاح الإخواني باليمن حاكما فعليا لمحافظتي تعز، وعلى الرغم من أن ذلك لا يزال تحت غطاء الشرعية، فإنه أماط اللثام عن إرهاب ممنهج مارسته مليشياته باستخدام القوة المفرطة ضد جميع المعارضين لمشروع التنظيم الإرهابي.
وشن الإخوان حربا مستعرة ضد المعارضين ورفاق السلاح للهيمنة على تعز متذ تحرير المدينة من مليشيا الانقلاب الحوثية.
وكانت دوريات مسلحة يقودها القياديان بحزب الإصلاح، سعيد عبدالقاهر وفهد الصالحي، قصفت بالسلاح الثقيل قرى بلدة الاشروح قبل أن تشرع في اقتحامها وتشن حملة اختطافات ومداهمة للمنازل وملاحقة لمعارضين سياسيين وعسكريين شاركوا مع الأهالي في رفض عمليات منظمة للتهريب بين الحوثيين والإخوان.
وأوضحت مصادر حقوقية أن حملة حزب الإصلاح، والتي شاركت فيها مليشيا الحشد الشعبي المدعومة قطريا، اختطفت 8 من أبناء البلدة بينهم جرحى عسكريون أصيبوا خلال معارك سابقة ضد مليشيا الحوثي في عملية تحرير تعز، فضلا عن إطلاق الرصاص الحي على مواطن سلم نفسه ما أسفر عن إصابته بشكل بليغ.
* المكابرون يغتالون المدينة..
واوضح المحلل السياسي خالد بن طالب لدى حديثه لـ”يمن الغد” ان الاخوان يتوسعون بتعز عبر المليشيا والعصابات نحو المخا التي تنعم حاليا باستقرار وأمان، وصولا لمضيق باب المندب، الذي تحاول الجماعة الوصول إليه بدعم تركي وقطري كبير.
وقال الناشط سليم الهلالي ان حزب الاصلاح المحسوب على الاخوان فشل في السيطرة على شارع واحد داخل مدينة صغيرة كتعز لكنه يكابر على انه يمتلك المبادرة في وضع برنامج سياسي شامل للحكم.. غير ان مدينة تعز تغرق بالفوضى يوما بعد يوم؛ حيث يحكمها معلمو المدرس وهو ما يهدد بقتل مستقبل المحافظة المسالمة مطالبا من اسماهم “المكابرون” على ان يتركوا المدينة للقادرين على تثبيت الاستقرار فيها بقوله ” اتركوا الخبز للخباز”..
وسعت مليشيا الإخوان لفرض قبضتها العسكرية بالحديد والنار على المرتفعات الاستراتيجية في ريف تعز، حيث امتد نفوذها من مدينة تعز القديمة إلى جبل حبشي والمعافر والشمايتين في القرى المتناثرة طول الخط الحيوي الواصل إلى العاصمة المؤقتة عدن وإلى المخا وباب المندب على حد سواء.
* عداء مفرط..
واظهر حزب الاصلاح عداء مفرط للشركاء السياسين حيث برز ذلك بالعداء الموجه للأحزاب السياسية أبرزها الحزب الناصري والاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام، شريك السلطة خلال أكثر من 3 عقود.
وسردت تقارير حقوقية، مدى حجم جرائم القوة المفرطة للإخوان في محافظة تعز، تنوعت بين القتل والاختطاف والإخفاء والتعذيب والقمع الوحشي.
وأوضحت أن موجات القوة المفرطة المستخدمة في ريف تعز بدأت بحملات تخوين إعلامية مهدت لعملية اغتيال غادرة طالت العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع والذي كان أبرز معارضي الإخوان بتعز، ثم اجتياح البلدات الريفية وتعرض الكثير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين للاغتيال والتشريد والاختطاف، بجانب مصادرة ممتلكاتهم.
ولفتت إلى أن الموقع الاستراتيجي للحجرية المخا وباب المندب جنوب وغربي تعز يشكل هاجسا تركيا قطريا لن يتركه الإخوان كما يتصور البعض، ومن خلاله يرغبون ضرب الجنوب والتحالف العربي وتهديد مصالح مصر الشقيقة، في معركة كشفت مدى دموية تنظيم الإخوان الإرهابي.