قالت الشرطة الفيدرالية في البرازيل بأنها وبالتعاون مع عملاء الهجرة والجمارك الأمريكية، قامت بضبط مهرب آخر للبشر، كان ينقل تسعة مواطنين يمنيين باتجاه الحدود الجنوبية الأمريكية، وذلك بحسب أفاد به المركز الامريكي لدراسات الهجرة.
ووفق المركز، فإنه وكما يحدث في بلد عبور رئيسي في نصف الكرة الغربي مثل البرازيل، فإن عمليات التمرد لتهريب البشر تتطلب إشعارًا عامًا أوسع حيث يقدم ذلك خدمة للأمن القومي للولايات المتحدة. كما أن العمليات المشتركة بين الولايات المتحدة والبرازيل تشبه نسف جسور تهريب المهاجرين التي تربط البلدان التي تثير مخاوف من الإرهاب، مثل اليمن، بالحدود الجنوبية وتمكن الإرهابيين من العبور.
وبناءً على بلاغ بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول، اعتقلت الشرطة الفيدرالية البرازيلية حسين محمد صبيح، حامل الجنسية المصرية_ اللبنانية، في مدينة أسيس البرازيل الحدودية بين البرازيل وبيرو وبوليفيا، في ولاية اكري البرازيلية. حيث كان برفقته تسعة مهاجرين يمنيين زُعم أنه كان يقوم بتهريبهم.
وصبيح فتوح، الذي كان يعيش في البرازيل، سافر كثيرًا إلى البيرو وكان جزءًا من منظمة تهريب أوسع تدير القطاع في الأراضي البرازيلية.
وتحدث روبرت فوينتيس، الملحق الإقليمي في شركة ICE المتخصصة بمكافحة التهريب، عن استقدام الأمن الداخلي للولايات المتحدة للمشاركة في العمليات الجارية في أمريكا الجنوبية والتي تستهدف مهربي المهاجرين المعروفين في اللغة الحكومية باسم “الأجانب ذوي الاهتمامات الخاصة” لأنهم من بلدان تنشط فيها المنظمات الإرهابية والذين يتم تحديدهم بهذه الطريقة لإطلاق فحص أمني إضافي.
وقال فوينتس في بيان “اعتقال صبيح فتوح انتصار كبير”. مضيفا بالقول “لم يتم القبض على مهرب البشر فحسب، بل تمكنا من تحديد تسعة أجانب مهمين بشكل خاص والذين يشكلون تهديدًا محتملاً لأمننا القومي.
المشكلة الخاصة للمهاجرين اليمنيين
ترفع الأعلام الحمراء دائمًا إلى أعلى أقطابها عندما يُقبض على المهاجرين اليمنيين بعد عبورهم الحدود الأمريكية المكسيكية؛ حيث تم القبض على 34 في 2019 و33 في العام السابق، وفقًا لإحصاءات مكتب الجمارك وحماية الحدود. مع ذلك، لم تذكر البرازيل ولا إدارة الهجرة والجمارك ما إذا كان أي من اليمنيين التسعة الذين تم القبض عليهم هناك يشكلون تهديدًا إرهابيًا.
ويعيش اليمن في حرب أهلية يشارك فيها العديد من المقاتلين الذين يسيطرون على الأراضي ويعتبرون الولايات المتحدة عدواً، لا سيما القاعدة وداعش والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وكما أفادت رابطة الدول المستقلة، ” فلم يكونوا أول مهاجرين إرهابيين معروفين أو مشتبه بهم وصلوا إلى الحدود الجنوبية، حيث يمثل اليمن إشكالية من وجهة نظر الأمن القومي والهجرة لأنه متورط في حرب أهلية متعددة الجوانب تشمل، من بين أمور أخرى، القاعدة وداعش ومقاتلي الحوثيين المتمردين المدعومين من إيران.
ووضعت إدارة ترامب اليمن على قائمة قيود التأشيرات المثيرة للجدل كإجراء احترازي. لكن هذا لا يمنع اليمنيين من محاولة عبور الحدود الجنوبية وطلب اللجوء السياسي بدلاً من ذلك.
لا يوفر اليمن سوى القليل من المعلومات الاستخباراتية أو قواعد البيانات للتحقق من خلفيات المهاجرين.
وفي حين أن المهاجرين اليمنيين المتجهين إلى الحدود الأمريكية قد يفرون من العنف والمجاعة لطلب اللجوء، فإن المشكلة تكمن في أن معظمهم يصلون إلى الحدود كغرباء. كما أن تصنيف خلفياتهم الحقيقية وقلوبهم وعقولهم أمر شبه مستحيل بالنسبة لمحترفي الأمن الداخلي الأمريكيين لأن اليمن ما قبل الحداثة غير خاضع للحكم إلى حد كبير وليس لديه سوى القليل من المعلومات الاستخباراتية أو قواعد البيانات الأخرى للتحقق منها.
فقط ضع في اعتبارك هذه الحالة الأخيرة التي أبلغت عنها عن طالب يمني يكره أمريكا قدم بتأشيرة طالب في عام 2015 (قبل قيود السفر التي فرضها ترامب) عن طريق اخفاء حقيقة أنه كان متمردًا حوثيًا متشددًا يقاتل في المعركة، وكانت منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أنه يكره أمريكا.
وتعد هذه ثالث عملية مداهمة كبرى لمهربي اشخاص ينتمون لجنسيات من تلك المصنفة بأنها “ذات الاهتمام الخاص” في البرازيل خلال أكثر من عام بقليل.
ففي الشهر الماضي فقط، تمكنت عملية أمريكية – برازيلية مشتركة من القضاء على مهرب إيراني أثناء عبوره مع مجموعة منهم في نفس المدينة على الحدود مع بيرو.