تأديب قرى جبل حبشي بعصا الحوثي وتواطؤ إخواني لرفضها عمليات التهريب
تحركات مشبوهة بجبهتين وصراع المصالح يضع مدينة تعز على كف عفريت
الشمساني يحمل جبهة الصلو مسؤولية قطع امداد العدو
يمن الغد/ تقرير – خاص
لا يستبعد المحلل السياسي “سهيل ياسين” ان ينفجر صراعا مسلحا بمدينة تعز جنوب غربي اليمن يجعل من المدينة المسالمة اكثر دموية ليضع حياة قاطنيها في خطر.
* الصراع المحموم..
الاسواء ليس في حديث “سهيل ياسين” لـ”يمن الغد” فحسب بل ان المحلل السياسي اليمني “خالد بن طالب” هو الاخر اعتبر انفجار الصراع المسلح بين أجنحة المليشيا الإخوانية الإرهابية في تعز ينذر بموجة نزوح للاهالي عد ان كانت المدينة قد شهدت استقرارا نسبيا قبيل ان تتصاعد فوضى الجماعات المسلحة وتفجر النزاع محموما بين قوى الاخوان النافذة بالمحافظة.
وتشهد المدينة اقتسام أجنحة الإخوان شوارعها، وإثارة حالة من الرعب وسط السكان الذين تحاصرهم الاشتباكات وإغلاق الشوارع وإحراق الإطارات.
* تواطؤ اخواني..
وشنت جماعة الحوثي هجمات هي الاعنف اعلى مديرية حبل حبشي غرب المدينة في ظل مخاف من تواطؤ الاخوان ضد ابناء المديرية الذين وقفوا ضد عمليات التهريب لصالح مليشيا الحوثي والتي كانت تقوم بها جماعة الاخوان…
وبرز التواطؤ الى الواجهة مؤخرا بين جماعتي الاخوان والحوثي في جبهات القتال بتعز لحماية مصالحها المشتركة ومن بينها عمليات التهريب.
ولم يستبعد الناشط محمد الحسني في حديثه لـ”يمن الغد” – ان يكون هناك تواطؤ اخواني وراء تحركات مشبوهة بجبهات القتال في كل من مديريتي الصلو وجبل حبشي في تعز..
وكانت مصادر محلية اكدت ان منطقة قهبان بمديرية مقبنة غرب تعز المجاورة لمديرية جبل حبشي تشهد متذ ايام مصت هجمات عنيفة من قبل مليشيا الحوثي في ظل صمت مطبق من قبل مليشيا الاخوان بالمحافظة.
وأوضحت المصادر بان الهجوم الحوثي يتركز على تبة قهبان والتي توازي تبة الاريال وهي تمثل خط الدفاع الأول عن قرى مديرية جبل حبشي.
وتشير الى ان وصول مليشيات الحوثي الى هذه التبة يعني سقوط حتمي لقرى جبل حبشي وعلى رأسها الأشروح ومدهافه، في ظل رفض لقيادة المحور تعز الخاضع لسيطرة الاخوان تعزيز الجبهة التي يقاتل فيها أبناء المنطقة بجهود ذاتية.
* مؤامرة..
المصادر اعتبرت هذا الرفض مؤشرا على مؤامرة بين جماعة الاخوان ضد القرى بسبب وقوفها ضد عمليات تهريب المشتقات النفطية الى جماعة الحوثي، وتعرضت لحملات عسكرية من قبل مليشيات الحوثي مؤخرا.
ونقلت المصادر عن مقاتلين من أبناء المنطقة بان رفض المحور تعزيز الجبهات يعد دليلا واضحا على اتفاق بين جماعتي الاخوان والحوثي لتأديب أهالي القرى لمنعهم عمليات التهريب.
وحذر ناشطون منهم “احمد الوافي” من خطورة هذا التلاعب الاخواني والسماح بسقوط الجبهة، لافتين الى ان أي توغل لمليشيات الحوثي لن يقف عند قرى جبل حبشي، بل أنه يفتح الطريق امامه الى منطقة مفرق جبل حبشي والبيرين وهو ما يعني حصار مدينة تعز بالكامل.
* الكارثة مرتقبة..
واعتبر الحسني في حديثه لـ”يمن الغد” ان ما يزيد الوضع خطورة في تعز، يتمثل بعودة ميليشيا الحوثي لمهاجمة شرقي المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، واستهداف التجمعات السكنية والمستشفيات.
وقال الحسني ان الحوثي بدء التقدم عسكريا في وقت يحتدم الصراع بين اجنحة الاخوان على النفوذ والمصالح ..
وحذر من كارثة مرتقبة إذا لم يتم وضع حد للعبث، وتوجيه القوات نحو المعركة الأساسية مع ميليشيا الحوثي، التي تخنق المدينة منذ بداية الحرب، من خلال سيطرتها على كل المنافذ المؤدية إليها.
* قطع الامداد جريمة..
وفي ذات السياق، كشفت رسالة لقائد جبهة الصلو التابعة للواء 35 مدرع عن تفاجئه من غضب قائد اللواء جراء قيامه بمنع مرور المشتقات النفطية الى مليشيات الحوثي، رغم خطورة ذلك على الجبهة.
قائد الجبهة العقيد/ أحمد القدسي – وفقا لوسائل إعلامية – ابدى في رسالته الى قائد اللواء العميد / عبدالرحمن الشمساني استغرابه من توجيهاته بالسماح بمرور المشتقات النفطية الى مناطق سيطرة الحوثي.
واوضح قائد الجبهة في رسالته بأن قيامه بمنع مرور المشتقات النفطية جاء بعد تأكده من استخدامها من قبل مليشيات الحوثي في تزويد دباباته لاستهداف الجبهة.
لافتا الى تعرض مواقع اللواء في نقيل الصلو للقصف العنيف بقذائف الدبابات من قبل مليشيات الحوثي، بعد ان ظلت هذه الدبابات متوقفة لأكثر من شهرين جراء انعدام مادة الديزل.
مضيفاً بأنه وعلى اثر هذا، قام بتحريك طقم عسكري مع الافراد لمنع مرور سيارات تهريب المشتقات النفطية للمليشيات الحوثي، وليس لأخد مبالغ مالية، مع ابلاغ عمليات اللواء بهذا التحرك.
واضاف مخاطبا الشمساني: الا اننا نتفاجأ باتصال منكم تحملوننا مسؤولية عدم السماح لسيارات التهريب بالمرور الى مناطق العدو.
وختم خطابه للشمساني بالقول: لذلك لم نفهم منكم كيف تحملوننا مسؤولية اننا حاولنا قطع امداد للعدو.
* الانهيار الشامل..
ومن آخر مسببات التوتر في تعز بين أجنحة الإخوان، ما حدث مع الطالب في الثانوية، سعيد أمين عبده سعيد، والذي قُتل بإطلاق مسلحين الرصاص عليه، أثناء عودته في باص المدرسة إلى منزله، ووالده هو المنافس الأول للقائد العسكري النافذ، عبده فرحان سالم، وكان سابقاً أمين عبده سعيد، ضمن قيادات الإخوان، التي عملت في الجنوب، في القطاع التربوي، كونه غطاء للنشاط التنظيمي للإخوان.
تصفية نجل القيادي الجديد، دفعت بخاله عمر، للتوجه إلى مستشفى الروضة، ليشتبك مع القتلة، الذين قاموا على الفور بقتل اثنين من مرافقيه، ما أشعل مواجهة لم تتوقف حتى الآن، حيث اتخذت المواجهات طابعاً مناطقياً بين أنصار القيادي الإخواني سالم، الذي يصطف خلفه المنحدرون من مناطق شرعب والمخلاف، فيما يصطف المنحدرون من مديرية جبل حبشي، خلف القيادي الآخر سعيد.
وأفاق سكان تعز على مسلحين يقطعون شوارع المدينة، والتزام قوات الأمن والجيش المتمركزة في كل أحيائها، بعدم اتخاذ أي موقف، فيما رد جناح سالم، بفتح مواجهة مع ميليشيا الحوثي، في محاولة للهروب من الضغط عليه لتسليم القتلة، حيث تبادل الطرفان القصف صباحاً حتى العصر، غير أنه يتوقف عصراً، فيما تستمر أعمال الفوضى وسط المدينة، في انتظار تدخل حاسم، يمنع الانهيار الشامل.