“ماوية” تموت عطشآ والجفاف يهدد حياة السكان و”يمن الغد” يروي تفاصيل المعانأة
"القات" والحفر العشوائي للآبار التي بلغت أكثر من ألفين بئر تسبب باستنزاف المياه الجوفية
يمن الغد/ عبد الرب الفتاحي – تقرير /خاص
تعاني مديرية ماوية من حالة جفاف حاد طالها لعقدين من الزمان بينما نضبت الآبار ولم يعد بمقدور المواطنين الحصول على مياه الشرب، بعد ان تم وخلال العقود الأربعة الماضية استنزاف المياه من أجل رأي القات وحفر أكثر من ألفين بئر على مساحة المديرية حسب بعض الإحصائيات اطلع عليها “يمن الغد” اثناء اعداد هذا التقرير.
* استنزاف متواصل
في ظرف عقدين من الزمان عانت مديرية ماوية من جفاف حاد وصل لدرجة عدم قدرة الناس في هذه المديرية على القدرة في الحصول على مياه الشرب وهذا ما صعب الحياة لدى معظم السكان ولذلك كانت النساء والاطفال يقطعون مسافات كبيرة لتوفير مياه الشرب ومنذ ساعات الفجر حيث تتجمع النساء والاطفال حول آبار محدودة بحثا عن الماء.
وأدى الاستخدام الهائل للمياه في مديرية ماوية لاستنزافه لتصبح المديرية تعيش بعد ذلك فقر مائي كبير حتى أصبح السكان غير قادرين على توفير مياه الشرب.
نضوب المياه الجوفية في ماوية تراكم منذ سنوات بسبب الاستخدام الجائر للمياه من أجل ري شجرة القات التي تحتاج لكميات كبيرة من المياه وفي فترات متقاربة.
* حفر عشوائي..
ففي عزلة اصرار ووادي ذابة يوجد على طول ثلاثة كيلوا متر مايقارب من أربعة وثمانين بئر سطحية وبين كل مسافة وأخرى لا تمتد أحيانا لمائة متر توجد بئر وهناك مسافات تعتد بالقليلة وتوجد أبار متجاورة جداً.
الحال نفسه يمكن أن ينطبق على وادي عمامة وسورق وقاعدم والشرمان حيث تم حفر الكثير من الآبار ومن خلال استخدام الحفارات التي يوجد منها الكثير والتي تؤثر على مخزون المياه.
يرى أحمد عبد الحميد الصراري أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن شجرة القات هي السبب الرئيسي للجفاف الذي تعاني منه مديرية ماوية وحسب رأيه فإن هناك من يلجأ لحفر الآبار بشكل جائر كحاجة من مالكي القات لهدر المياه لانهم يرون أن مالكي الآبار الأخرى لا يوفرون لهم المدة الكافية لري القات.
ويتابع أحمد عبد الحميد حديثه لـ”يمن الغد” قائلا: أن القات يحتاج لري متواصل كل خمسة ايام ولساعات طويلة وأضاف تعمل الآبار الارتوازية يوميا في ضخ الماء فقط لاستمرار خضرة شجرة القات بينما يحتاج القات لكميات أكبر في بعض الاوقات.
وأشار إلى أن القات دمر واقع ماوية وتسبب بالحفاف الكبير الذي تعانيه حيث أصبح من الصعب توفير المياه.
وقال “مع الامطار يتوفر الماء لشهور معدودة ويقتنص مالكي القات توفر المياه لاحياء شجرة القات والاستمرار في إهدار الماء ثم يأتي موسم الجفاف لتدهور ظروف الناس وتصعب حياتهم أكثر نتيجة عدم وجود الوعي”.
* المياه معدومة..
السنوات السابقة حسب ماروا شفيق صالح دحان مثلت صعوبة للناس الذين وجدوا مناطق كثيرة في ماوية تعاني نقص كبير بالمياه مما تسبب بإلحاق الضرر بالناس الذين وجدوا أنفسهم غير قادرين على توفير مياه للشرب.
ويضيف شفيق صالح لـ”يمن الغد” أن انعدام الماء جعل الناس في المديرية يقاسون صعوبة العيش في قراهم التي تغيرت كثيراً عما كانت عليه في السابق فليس هناك مياه للشرب وليس هناك مياه للري أيضا .
أما الحاج عبد الله جابر فقد وصف ما يحدث في ماوية بانه خطير حيث أصبحت المديرية تعاني من استخدام كبير للمياه من أجل توفير المال لمالكي عقول القات وبائعي القات.
وقال الحاج عبد الله لمحرر “يمن الغد”: في زماننا كان الماء موجود في الطرقات والغيول منتشرة في السيل ولم يكن هناك أبار كثيرة بل على مستوى العزل كانت توجد أبار من دون مكائن ارتوازية وكانت النساء تجلب الماء عن طريق الحبل.
وأضاف الحاج عبد الله أن القات وانتشاره في ماوية تسبب باستنزاف المياه والتي أصبح من الصعب توفير مياه الشرب بعد أن استخدم مالكي القات كل المياه لكسب المال.
تدمير المخزون المائي..
خلال الخمسة عشر عام الماضية تواجدت الحفارات في ماوية بالعشرات وكان تواجدها موزعا في مناطق السويداء والشرمان وعمامة ومناطق القضاة وذابة حيث لجاء مالكي القات اختيار الحفارات بعد أن أصبحت الأبار التقليدية عاجزة عن توفير المياه لري القات.
يرى المهندس محمد عثمان مرعي المختص في المياه أن الحفارات تعد من أخطر ما تهدد الكثير من البلدان التي تجهل خطر انتشارها وحفرها العشوائي دون رقابة أو تدخل من الدولة.
وأعتبر أن وجود الحفارات في اليمن وبالمئات دليل على تهاون المسؤلين ماقبل ثلاثة عقود في منع امتلاك الحفارات لاشخاص يعملون على تدمير المخزون المائي مقابل ملايين الريالات.
وقال المهندس محمد عثمان لـ”يمن الغد”: أن كل الاشخاص الذين يمتلكون الحفارات جلهم من محافظة عمران ومعظم تلك الحفارات كانت للدولة فتم السطو عليه كما أن السلطة الفعلية كانت بعمران وهذا ما جعل كل هذا العدد في هذه المحافظة الصغيرة.
وأشار أن وجود سلطة عبثية ماقبل ثلاثة عقود هي من عملت على ترك الحفارات في يد مشائخ وتجار كانوا ذات نفوذ كبير ومسؤلين هو من تسبب بإلحاق الأذى بالاحواض المائية وجعل من الصعب حماية الثروة المائية من عبث مالكي الحفارات ومالكي القات الذين عملوا فقط من أجل مصالح محدودة لتدمير مستقبل المخزون المائي ككل.
وأضاف المهندس محمد عثمان أن الدول المتقدمة لا تترك الحفارات تحت ملكية مواطنين ففي الأردن يوجد ستة حفارات وهي ملك للدولة فقط وكذلك مصر والجزائر وسوريا والعراق فعدد الحفارات محدود كما أن هناك قوانين للرقابة والاشراف والدولة هي من تقوم بإجراء المسوحات والاشراف على الحفر وفق خطط ودراسات .
* السيطرة على مراكز القرار..
وأرجع المهندس محمد سبب وجود عبث الحفارات والحفر العشوائي للأبار في اليمن يأتي بسبب حكم الدولة القبلية التي سيطرت على مركز القرار قبل أربعة عقود وكانت من سياستها العبث والفساد وهي كانت قائمة في عمران.