تعرف على سلاح إيران لنشر التطرف في اليمن؟ “مواد سينمائية وتعبئة كربلائية”
يعتمد الحوثيون على مواد سينمائية وخدع بصرية في مسألة اصطياد شباب اليمن لزرع ثقافة الموت والتطرف لديهم.
وتتخذ مليشيا الحوثي الإرهابية، من أفلام ومسرحيات سينمائية، أنتجت إيرانيا إثر تجاربها في الحشد الشعبي وفي العراق ولبنان وسوريا، منهجا للتعبئة لما يسمى “التفكير ثم التفجير” عبر عملية نفسية تهدف إلى الإقناع وغسل العقول بهدف إنشاء جيل متطرف مستعد كل لحظة للحرب.
وتحشد مليشيا الحوثي الأطفال والشباب ممن تم استقطابهم داخل المعسكرات أو المراكز الصيفية والدينية المحصنة، لمشاهدة هذه المواد الفيلمية الصادمة بتأثيرات صوتية وتقنية تحثهم على البطش باليمنيين وزراعة المتفجرات والثأر والانتقام، في إرهاب يهدف لطمس أدمغتهم وأفكارهم.
ويعتمد ما يسمى بالمكتب الجهادي الحوثي، على سلسلة من الأفلام والمسرحيات والفنون السينمائية المتنوعة كجرعات لتزييف الحقائق، وذلك طبقا لوثائق حصلت عليها “العين الإخبارية” من داخل مستودعات تفريخ المتطرفين.
وعلى مدى أكثر من عقدين، طوّر خبراء إيرانيون متخصصون في علم النفس، مواد مرئية، ضمن أساليب التعبئة التقنية، لتغيير اتجاهات وفكر المنخرطين في صفوف مليشيا الحوثي بشكل جذري.
غرف سينمائية للإرهاب
“كانت الساعة الـ7 ليلا، عندما أمرنا المشرف الديني الحوثي أن نصعد إلى الطابق العلوي كاستراحة تتخلل محاضرات مطولة، وجرى حشرنا في غرفة مظلمة لمشاهدة مسرحية التفكير والتفجير”، هكذا يروي شاب يمني ينحدر من العاصمة صنعاء خضع قسريا للورش الحوثية.
وقال الشاب، مفضلا عدم ذكر أسمه، إن المسرحية تروج لمدى خطورة المواطن اليمني من المذاهب السنية وتصوره أنه المصدر الرئيس للإرهاب وأنه ينفذ مخططات إقليمية تتضمن اغتيالات وتفجيرات.
وتؤكد مصادر يمنية، أن مليشيا الحوثي تنبهت بوقت مبكر لفاعلية السينما في التعبئة وغسل الأدمغة، فشرعت إلى استحداث عديد من قاعات العرض السينمائي في مراكز التعبئة الجهادية بمعقلها الأم صعدة.
و”التفكير والتفجير” هي إحدى أهم 9 مواد سينمائية أنتجها ما يسمى “المجلس الزيدي الإسلامي” و”المكتب الجهادي” أحد أكبر دوائر ومراكز مليشيا الحوثي في التعبئة الإيرانية والتي تسوق للفكر الجارودي والخميني بستار المذهب الزيدي.
وإلى جانب “التفكير والتفجير”، تستخدم مليشيا الحوثي حلقات من مسلسل “المختار الثقفي” و”دابة الأرض” و”البراكين” و”الوعي السياسي” و”أهمية الجهاد” و”امتحانات في الجهاد” و”التنطط” و”اقتحامات في الجبهات”.
والمختار الثقفي، سلسلة حلقات لغرس الفكرة الطائفية الإيرانية والتي تروج للثأر والانتقام من المسلمين، وهي بمثابة قاعدة أساسية لمليشيا الحوثي في هندسة عقلية اتباعها لصناعة سفاحين دماء.
وهذه الأفلام والمسرحيات والمسلسلات السينمائية، تقرها شعبة التدريب التربوي لمليشيات الحوثي في معسكرات حشد المسلحين، حسب وثيقتين حصلت عليها “العين الإخبارية”، فيما تظهر وثيقة إتباع القيادات التربية استمارة بيانية لتقييم مدى فعالية هذه المواد في غسل العقول.
وتزعم مليشيا الحوثي أن هذه التعبئة التربوية “ورش تنويرية” لتنشيط الروح المعنوية للأفراد، وفقا لوثيقة توضح سير العمل في الدورات والخلفيات الثقافية تقوم بها اللجان الثقافية الحوثية المكلفة من قبل المكتب الجهادي.
وطبقا لتصريحات سابقة للمرجعية الدينية للجماعة الإرهابية، محمد بدرالدين الحوثي، فإن استخدام المواد السينمائية في ورش التعبئة، كان السلاح الفاعل والجديد في اختراق مجتمع لم يألف مشاهدة الفيديو أو التعلم بواسطة الفنون المرئية.
التعبئة الكربلائية
ويرى خبراء يمنيون أن الورش التربوية الثقافية أخطر أسلحة إيران لإنشاء جيل مؤدلج على نحو يجعله ينسى كل تفاصيل الحياة من أجل شعار يقوم على ثقافة الموت، ومستعد في كل لحظة للحرب عبر تشكيل وعيه بأكاذيب وأباطيل مستمرة.
وانطلاقا من الحاجة إلى وسائل الإعلام، ووسائطها الجديدة في إشباع رغبات الأفراد، تنبهت إيران باكرا لهذه الأدوات في اختراق المجتمع اليمني لتشكيل مليشيات ذات عقيدة دينية طائفية تفخخ النسيج الاجتماعي وتكون قنبلة موقوتة في المجتمعات العربية.
وحسب رئيس مركز نشوان اليمني للدراسات، عادل الأحمدي، فإن أساليب الحوثي في تعبئة الشباب والفتيان المتحمسين، تعتمد ضوابط علمية للحيلولة دون فهم الآيات القرآنية.
وقال الأحمدي في تصريحات صحفية، إن امتلاك مليشيا الحوثي غرفة عرض سينمائية، أمر قديم ابتكرته منذ كانت لا تزال في معقلها بحيدان، حيث كانت تعرض الأفلام كل ليلة أربعاء فيما تتم ليلة الخميس زيارة القبور.
أما ليلة الجمعة، فتوقد الشموع في غرفة مظلمة على صوت شريط مؤثِّر يروي قصة مقتل الحسين، وتتوّج هذا المجهود التعبوي الإثنا عشري بحفر الخنادق ونصب الفخاخ وضرب التحصينات وشراء البزات العسكرية، وفقا للخبير اليمني.
ووفقا للأحمدي فإن مليشيا الحوثي تتخذ تكتيك “التعبئة الكربلائية” للأتباع الذين يفترض فيهم أن لا يدخل المعركة لكي ينتصر، بل لكي يموت.