الحلول تتهاوى بين هوس الاخوان بالسلطة وصراع الرغبة القطرية.. هل فشلت الرياض سياسيا في اليمن؟ “الاتفاق يترنح”
فوبيا القوى الفاعلة في الشرعية من الحكومة الجديدة تعيق تنفيذ اتفاق الرياض.. حين تدار الحكومة بعقلية الاصلاح ويتحكم تجار الحروب بالقرار
يمن الغد / عبد الرب الفتاحي – خاص
اتفاق الرياض مازال يواجه العديد من العوائق بعد التوقيع عليه واصرار أطراف النزاع على وضعه في خريطة مصالحها وبعد مضي عام على توقيعه لم تتشكل الحكومة ولم يطبق الجانب العسكري منه ومازال الاتفاق يدور في حلقة مفرغة واختلافات واسعة.
* الاخوان وهوس السيطرة..
أخفقت الاطراف الموقعة على اتفاق الرياض للوصول لاي حل قد يؤدي لخلق توافق سياسي وعسكري؛ إذ أن تراكم التخوفات وانعدام الثقة بين الاطراف المتصارعة ولد فجوة واسعة بينها..
تنظيم الاخوان كقوة داخل الشرعية ت تنظر للاتفاق باعتباره يتنقص من تأثيرها واحتكارها للقرارات السياسية والعسكرية طوال السنوات الخمس الماضية وهذا جعلها تعمل بكل قوة في زيادة فرض بعض الاجراءات التي تكرس زيادة خلخلة التوصل لاي حل قد يؤدي لمنع انهيار الاتفاق وتجدد الحرب من جديد.
وفي المقابل يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لما يضمن تمثيله سياسيا.
* الاتفاق يترنح..
اتفاق الرياض الذي تم في 5 نوفمبر 2019 بين شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي يعتبر أحد المعالجات للخروج من دائرة الصراع ويتضمن تشكيل حكومة بين الاطراف المتصارعة وانسحاب قوات الطرفين لجبهات القتل مع الحوثي واعادة تنظيم القوات سواء الجيش والقوات الأمنية وتعيين محافظ لمحافظة عدن ومدير أمن للعاصمة المؤقتة.
يقول سياسيون لـ”يمن الغد” انه مع مرور الوقت لم يفلح اتفاق الرياض في الزام الاطراف المتصارعة في التنفيذ بينما مازالت الحكومة التي نص عليها الاتفاق مجمدة ولم يصدر قرار جمهوري بتشكيلها مع وجود تحفظات واسعة بين الاطراف المتنازعة على طبيعة عمل الحكومة وهناك العديد من المصادر ذكرت عن خلافات حول تولي بعض الوزارات وفض القوات المتصارعة في أبين وغيرها من المواقع العسكرية.
* الشرعية والاستفادة من الحرب..
يتهم الكاتب الصحفي ماجد الداعري قيادات ومسؤولي حكومة الشرعية على أنهم مستفيدين من استمرار الواقع القاتم حيث أن مصالحهم مرتبطة باستمرار الأزمات والحرب نتيجة تحولهم إلى تجار حروب وسلاح.
وقال الداعري لـ”يمن الغد” :”هم ـ مسئولي الشرعية ـ متورطين بأنشطة تجارية مشبوهة وغسيل أموال وتحقيق مكاسب وامتيازات كثيرة إضافة إلى مرتبات ومزايا مغرية من دول التحالف ومكاسب مالية أخرى من أطراف أخرى”.
واضاف “الشرعية ماتزال تبحث لها عن موضع قدم وتدخل عسكري في الشأن اليمني”.
ويرى أن الشرعية ليس من صالحها إيقاف الحرب او تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة جديدة كون ذلك يتناقض مع مصالح القوى الفاعلة فيها وينهي مزاياهم غير المشروعة على حساب معاناة شعبهم بالداخل.
* استحالة حسم الحرب..
يرى الصحفي ماجد الداعري أن السعودية وتحالفها يدركون استحالة حسم الحرب عسكريا.
ويعتقد الداعري أن استمرار الحرب باليمن يعني استمرار غرق السعودية ماليا وأمنيا مع استمرار وصول صواريخ وطيران الحوثي المسير إلى عمقها الاستراتيجي واستهداف قلب وعصب اقتصادها ارامكوا.
ويضيف “تزايد الخطر على السعودية بفوز بايدن برئاسة أمريكا وسعيه لإنهاء دعم الحرب باليمن ما يعني أن على السعودية ترتيب وضع حلفائها بالجنوب على اي صيغة توافق مؤقتة”.
معتبراً ذلك تمهيدا لاتفاقها مع الحوثي بأي اتفاق يضمن حماية حدودها بمنطقة عازلة وضمانات دولية وحينها تبدأ بانسحابها من اليمن وتسليمه للحوثيين رسميا.. وكذلك الجنوب سيسلم للحوثي وشرعية المنفى والتي استثمرت الحرب وحققت مصالحها ومنافع شخصية وحزبية على حساب الوطن وحسم المعارك.
وأشار إلى أن فشل تشكيل الحكومة يعني فشل السعودية في وقف الحرب وتنفيذ اتفاق الرياض وسعيها الانسحاب من مستنقع اليمن.
* معالجات هشة…
من ناحيته يرى عمر أحمد غالب طالب في كلية الحقوق جامعة تعز أن الاتفاق الذي رعته السعودية كان اتفاق هش ركزت فيه السعودية على مجرد ايجاد انجاز في ظل الاخفاقات التي توالت على التحالف وانكشاف ضعف التحالف في التحكم بملف المناطق التي يتحكم بها فعليا.
وأشار غالب اثناء حديثه لـ”يمن الغد” إلى أن ضعف اتفاق الرياض كونه لم يكن ملزم على جميع الاطراف التي تعاملت معه بشكل هزلي واستمرت في خلق ظروف الحرب والتحشيد في مناطق المواجهة مع بعضها.
وأضاف أن المجلس الانتقالي وحزب الاصلاح هما من يديران المعركة وفق مصالح وخلفيات الطرفان اللذان يريان أن السلام والحوار مستحيل ولذلك يسعيان لزيادة حدة الأزمة والحرب”.
وقال عمر أحمد “حزب الاصلاح يرغب في اخضاع جميع المناطق لسيطرته السياسية والعسكرية وهو من صنع كل الأزمات والإخفاقات وأفشل أي حلول سياسية داخل الشرعية كما أن لديه طموح في التوسع بإسم الشرعية التي يعمل ضدها.
وفيما يخص المجلس الانتقالي فيرى عمر أن المجلس الانتقالي ليس له أي مشروع جنوبي ولا رغبة في استعادة الجنوب بل أن وجوده تم من خلال رؤية منغلقة وهو جزء من الأزمة كما ساهم في خلق العديد من الأزمات”. بحسب رأيه.
* شرعية تقاد بعقلية الاصلاح..
يرى المحلل السياسي مهدي السامعي أن اتفاق الرياض خلق صراع متعدد الصور في داخل المناطق الجنوبية أكثر من كونه حدد المشكلة وقام بمعالجتها.
وأعتبر مهدي خلال حديثه لـ”يمن الغد” أن السعودية تعاملت مع الاتفاق الذي صنعته بحالة من النكران والنسيان وهي جزء من أزمة وصول الوضع السياسي والعسكري الاقتصادي لمستوى الانهيار الشامل.
وقال “مشكلة الشرعية هي أنها تقاد بتفكير حزب الاصلاح الذي لم يكن في لحظة جاد في أن يكون مشروع سياسي بقدر ما أصبح مشروع تجارة وعبث.
وأضاف” ان الصراع بين الاصلاح والانتقالي هو صراع الرغبة القطرية مع سياسات الانتقالي الذي مازال يعيش تفكير القبضة الأمنية والاتهامات يتحول لنشاط سياسي متكامل؛ اذ لديه ضعف على الواقع الاقتصادي”.