الرياضة تنفض غبار الحرب في اليمن بافتتاح ملاعب وتنظيم بطولات
يمن الغد – بديع سلطان
استعادت الرياضة اليمنية بعض من عافيتها ونفض غبار الحرب، وذلك بإعادة افتتاح ملاعب كرة القدم وتنظيم بطولات فردية هي الأولى منذ 6 سنوات.
وكانت العاصمة المؤقتة عدن، مسرحا للنهضة الرياضة الحالية، حيث شهدت افتتاح ملعب “الشهيد الحبيشي”، أحد أعرق الملاعب الكروية على مستوى الوطن العربي، بعد إعادة تأهيله وتوقف النشاط الرياضي فيه منذ اجتياح الحوثيين للمدينة.
وطيلة سنوات الحرب، تحول الملعب الذي تأسس إبان الوجود البريطاني في عدن سنة 1905، إلى مخيم للنازحين داخليا، قبل أن تعمل الحكومة على تأهيله وافتتاحه مجددا بإقامة مباراة ودية، جمعت بين قطبي العاصمة المؤقتة، التلال ووحدة عدن.
وشهدت المباراة التي انتهت بهدف وحيد لصالح وحدة عدن، حضورا جماهيريا لافتا، يعكس الرغبة العارمة للجمهور الرياضي اليمني في استئناف النشاط الكروي المتجمد جراء الحرب.
ولم يكن الدوري الممتاز لكرة القدم هو الضحية الوحيدة للحرب التي أشعلها الحوثيون، فالأنشطة الرياضية والبطولات الفردية، توقفت هي الأخرى، سواء التي كانت تنظمها أندية المدينة، أو الاتحادات الرياضية المعنية.
ومن تلك الرياضات التي تجمدت، رياضة كمال الأجسام، التي كانت تمارس في عدد من أندية عدن على نطاق ضيق، غير أن الحرب زادت من تغييبها وإيقاف أنشطتها، حتى صمم ثلة من شباب مديرية البريقة، غرب عدن، على إحيائها وبعثها من خلال تنظيم بطولة تنشيطية لممارسيها، لتكون بذلك أول بطولة فردية من نوعها بعد الحرب.
بطولة كمال أجسام
وتحدث المسئول الإعلامي بنادي الشعلة الرياضي في محافظة عدن، أيمن القاضي عن رعاية النادي الواقع بمديرية البريقة لأول بطولة كمال أجسام للشباب في المحافظة، مشيرًا إلى أنها حققت نجاحا، وصفه بـ”الباهر”، انعكس في الحضور الجماهيري المواكب لفعالياتها.
وأضاف لـ”العين الإخبارية”: “أن البطولة انبثقت من فكرة للاعب عبدالله الشهري مسؤول صالة الوحش لكمال الأجسام بنادي الشعلة، وتكفل النادي برعايتها ودعمها، بعد أن استشعر حرص اللاعب الشهري على إحياء ممارسة اللعبة من جديد في البريقة وعدن عمومًا.
وأكد القاضي أن البطولة شهدت تنافسًا قويًا بين اللاعبين، الذين استعرضوا مهاراتهم وأجسادهم بصورة ممتعة عبرت عنها الجماهير الحاضرة.
وشارك في البطولة 8 لاعبين، يمثلون كافة مناطق مديرية البريقة، كما حظيت بتحكيم عالي الاحترافية، من الحكام المتخصصين في اللعبة، والذين لم يشاركوا في أي بطولة منذ سنوات، بسبب توقف المسابقات نتيجة الحرب، وشكلت البطولة فرصة لعودتهم هم أيضًا لممارسة التحكيم.
ومثلت البطولة فرصة لإحياء الأنشطة الرياضية والمسابقات، خاصةً في مجال الألعاب الفردية، التي أثبتت أن لها الكثير من المتابعين والممارسين، الذين لم تثنهم ظروف الحرب على التمسك بما يحبون.