قُتلت وهي تحاول ان ترى زوجها المختطف.. “رباب”: فاجعة تمشي بلا قدمين ومأساة مشبعة بالألم
يمن الغد/ تقرير – خاص
ربما لم يكن لقصتها حضور في تقارير المنظمات الحقوقية والمهتمين بحقوق الانسان والاعلام، لكنها حين تسرد التضحيات تكون “رباب” عنوانا للنضال المضمخ بالفداء ولقصتها زخم يلهب الانسانية والعواطف.
* اسطورة نضال..
“رباب قائد محمد” اسطورة نضال لعبت الدور الثنائي لزوجها الناشط الحقوقي ناجي محمد سليمان المصاص قبل ان يتمزق جسدها اشلاء وهي تبحث عن زوجها المختطف والمخفي قسريآ لدى مليشيا الحوثي..
قصة مآساة مشبعة بالمعاناة والظلم والاستغلال وفاجعة تمشي بلا قدمين.. “يمن الغد” يروي قصتها المأساوية:
ربما كانت “رباب” مثالا مؤلما على كارثية الحرب في اليمن وقصة وجعآ لن تنتهي..
* البحث دون ملل..
عام مضى من اختطاف زوجها الناشط في حقوق الانسان “ناجي محمد سليمان المصاص” والفتاة “رباب” لا تكل ولا تمل في البحث عن مكان اخفاء زوجها.
لم تترك وسيلة الا واستخدمتها في البحث عن زوجها المختطف من قبل المليشيا بمدينة الحديدة غربي اليمن..
عام مضى تعرضت خلاله “رباب” للقهر والكذب واستغلال معاناتها وتلهفها لزوجها من قبل مشرفي الجماعة الذين كانوا يوهمونها بمكان تواجد زوجها ويعدونها باطلاق سراحه وياخذون مقابل ذلك الكذب اموالا دفعتها “رباب” طمعآ في تخليص زوجها من الاختطاف..
يقول احد اقاربها لـ”يمن الغد”: بعد ان عرفت بمكان احتجازه وحين لم يعد لـ”رباب” أمل في تخليص زوجها بعد ان ادركت كذب المشرفين الحوثيين.. بدأت التحرك لرؤيته محاولة دون كلل السماح لها بزيارته..
* الفاجعة..
اقترضت رباب مبلغ “100” الف ريال ودفعتها لمسؤول حوثي طلب المبلغ مقابل السماح لها بزيارة زوجها في مكان احتجازه بمدينة الحديدة.. وحين وصلت الى المكان المحدد وحجزت لنفسها مكانا في طابور انتظار الزيارات، فاجأها المسؤول الحوثي الذي اخذ منها المبلغ المالي بان المليشيا نقلت زوجها الى صنعاء قبل ايام.. صعقت رباب وجمعت قواها لتسحب قدماها اللتان لم تعد قادرة على حمل جسدها المثقل بالقهر وخيبات الامل المتتالية والوجع ممتد كالطريق من الجحيم الى الجحيم.. لم تمر سوى لحظات حتى سقطت “رباب” مضرجة بالدماء وتحول مرافقوها الى اشلاء بفعل لغم حوثي..
“رباب” فارقت الحياة في 24/ يوليو من العام 2018م بانفجار لغم زرعته المليشيا في جسر وادي ظمي جنوب مدينة حيس.. اثناء ما كانت عائدة من مدينة الحديدة في محاولة منها لرؤية زوجها المختطف، على متن دراجة نارية مع شقيقها محمد ” 12 عاماً “.. فارقت الحياة هي وشقيقها وسائق الدراجة النارية محمد علي حنبلة..
12 عاماً عاشت رباب مع ناجي وحيدين.. لم يرزقا بطفل.. كان ناجي يراها دنياه كلها.
* من المعتقل الى الكوخ..
في اكتوبر من العام 2019 اطلقت المليشيا سراح “ناجي” في صفقة تبادل اسرى مع الحكومة الشرعية.. لكن ناجي خرج من معتقل الى معتقل جديد..
يقول ناجي لـ”يمن الغد”: استقبلني الجميع الا رباب التي قتلت وهي تبحث عني وتحاول رؤيتي..
واضاف: خرجنا من المعتقل إلى الكوخ دون ماوى.. من المعتقل إلى التشرد والنزوح.
وعن قصة زوجته، يقول ناجي لـ”يمن الغد”: كنت اتصلت بها بعد عشرة أشهر من اعتقالي وقالت لي أريد أن أزورك، فقلت لها المسافة بعيدة، قالت لا يهمني بُعد المسافة ومشقة السفر سوف أتيك حيثما تكون ذهبت يوم 24-7-2018 هي وابن اخيها معين محمد قائد، وابن عمه محمد علي وعلى بعد خمسة كيلو من القرية التي يقطناها انفجر بهم اللغم؛ حيث توفى مرافقيها، وتم اسعافها إلى صنعاء.
وخلال أسبوع من صراعها مع الجراح والقهر والألم انتقلت روحها إلى ربها.
يضيف ناجي: لقد وصلت صنعاء رغم الجراح والألم وكل ذلك لم يشفع لها بالزيارة، لم يتم ابلاغي او السماح لي بزيارتها إلى المشفى، أو حتى لإلقاء نظرة الوداع عليها بعد وفاتها رغم ابلاغ المسؤولين عن المعتقل ومطالبتهم بالسماح لي بزيارتها لكن دون جدوى.
يقول ناجي وهو يرثي زوجته: حزين على المستقبل الذي فقدناه، ولكنني ممتن جدا للماضي ولذكرياتنا الجميلة معا، نعم فقدت حب حياتي، وزوجتي، وصديقتي، وتؤام روحي، ومعلمتي الأولى في الحياة.. لم تفارقني صورها، ورائحتها في كل الأماكن، والزوايا.. روحها ستظل حية ودعائي لها لم ينقطع”.
*المصاص في سطور..
ناجي المصاص من ابناء محافظة الحديدة عرف من خلال عشرات الأنشطة الانسانية.. كان محباً لكل من حوله.
نشط ناجي في مجال ايواء واغاثة النازحين ابان احداث تحرير المخاء.. نشط ناجي في مجال ضحايا الألغام.. عُرف عن ناجي مدافعا عن حقوق الانسان، فانتهك الحوثيون حقوقه وادميته وأخيرا انتزعوا روح زوجته.