اعتداء على الشهود وتهريب المتهم الأول.. هكذا تتعامل المليشيا مع قضية “ختام العشاري”
بعد نصف شهر من جريمة مقتل “ختام العشاري” من قبل ميلشيات الحوثي، بعد مداهمة منزلها بمديرية العدين بمحافظة إب (وسط اليمن)، تواصل قيادات الميلشيات تبرئة القتلة من قياداتها والسماح لهم بالهروب.
وقالت مصادر محلية “إن الميليشيات الحوثية أقدمت قبل أيام على تهريب المتهم الأول بارتكاب جريمة الاعتداء بالضرب على المواطنة ختام العشاري في منزلها في مديرية العدين والتسبب في وفاتها”.
وقالت المصادر “إن الميليشيات سارعت عقب ارتكاب ميليشياتها جريمة القتل بامتصاص غضب الشارع بتشكيل لجنة تحقيق وصفتها بـ«الشكلية»، أعقبه توقيف آخر شكلي للجناة، لينتهي الأمر بتهريبهم بطريقة سرية إلى مناطق خارج المحافظة بغية تمييع القضية”.
ورغم محاولات الجماعة المستميتة لإخفاء تفاصيل هذه الجريمة، كسابقاتها من الجرائم التي ارتكبها عناصرها ومشرفوها بحق المواطنين، إلا أن التسريبات التي تظهر بين الحين والآخر تدل على الفوضى الأمنية، وتؤكد ارتفاع منسوب جرائم القتل والتنكيل وقمع الحريات وغيرها من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها مسلحوها.
والاثنين الماضي اعتدى مسلحون حوثيون يتبعون نيابة محافظة إب، على أقارب “ختام العشاري”، ومنعوا شقيقها ومحامي الأسرة من حضور جلسة استماع لشاهدات حول الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي والدولي، فيما سمحت لمحامي الجُناة فقط.
وتمارس مليشيات الحوثي ترهيبا واسعا ضد الشهود وأقارب الضحية ومنعت الجميع من الإدلاء بشهاداتهم، والاكتفاء فقط بالسماح لسماع شهادات نساء من المنطقة.
وأجبرت الميلشيات عدداً من الشهود، على تغيير أقوالهم المدونة سابقاً في محاضر الاستدلالات ضمن سعيها إلى طمس القضية، شككت أسرة المجني عليها في إجراءات التحقيق الذي تجريه الميليشيات في قضية مقتلها.
وأبدى أحمد العشاري شقيق الضحية، مخاوفه من تمييع القضية عبر الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الزوج والأب والأسرة من قبل قيادات في الميليشيا منذ الحادثة.
وقال العشاري، في منشور بصفحته على فيسبوك إنه “غير متفائل بتقرير الطبيب الشرعي، ويخشى من محاولات التلاعب وطمس الحقائق”، وعزا ذلك لمآلات حوادث كثيرة مماثلة.
وأكد أن التقرير الطبي أفاد بأن شقيقته أصيبت بـ«تورم متنامٍ في منطقة الرقبة مع تنمل في الأطراف» أدى إلى وفاتها نتيجة الاعتداء والضرب، محذراً من أي تلاعب في إجراءات التحقيق.
وكانت إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية للتحقق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية) كشفت عن تعرض المواطنة “ختام العشاري” لاعتداءات سابقة من قبل مسلحي الحوثي قبل مقتلها الشهر الماضي على يد مسلحين حوثيين.
جاء ذلك بعد استماعها لشهادات من أسرة الضحية التي هزت قضيتها الرأي العام المحلي والدولي ولازالت تتفاعل وسط مخاوف من تمييع القضية والتلاعب بها لصالح الجُناة، وقالت المقطري، إن ختام العشاري تعرضت من سابق لاعتداءين حوثيين قبل الاعتداء الثالث التي قضت فيه.
وأضافت في تغريدة على تويتر: “قابلت اثني من أسرة الضحية ختام العشاري، هذه الواقعة لا تحكي قصة امرأة فقط بل حقيقة الانتهاكات ضد النساء في العدين بإب، فختام تعرضت لاعتداءين سابقين قبل الأخيرة بعد مداهمة منزلها بحثاً عن زوجها الذي شاهد مقتل صديقة على يد الجماعة”.
وبيّنت المقطري أن ثلاث نساء من الشهود تعرضن لاعتداءات حوثية جراء إفاداتهن أمام المحكمة.
وتعرض عدد من الناشطين خلال الأيام الماضية للاختطاف من قبل ميلشيات الحوثي بسبب تناولهم قضية “العشاري”.