تصنيف الحوثي ارهابيا واللعب على المتغيرات “العزل السياسي والاستهداف العسكري”
كيف استُخدمت الجماعات الدينية كأداة لتفكيك الدول؟
موجة تشدد جديدة واغلاق مسارات التفاوض احدى تداعيات القرار المتأخر
يمن الغد/ تقرير- عبدالرب الفتاحي
تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أمريكا يجعلها معزولة سياسيا ومستهدفة عسكرياً..
اختلفت وجهات النظر حول نتائج تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة هناك من اعتبر التوقيت له دلائل يمكن أن تكون بدأ لمرحلة جديدة للتشدد مع الجماعة وخلق نوع من عملية محاصرتها في نشاطها السياسي والعسكري والإقتصادي واعتبارها جماعة مزعزعة للواقع السياسي اليمني وأحد العوامل المتسببة في استمرار الحرب بناء على التقييم الأمريكي.
* ادوات تفكيك الدول..
بعد أن سيطرت جماعة على الدولة اليمنية في 21 سبتمبر عام 2014 كرس الحوثيين من ذلك الوقت لتعزيز وجودهم ونشر أفكارهم وهيمن الحوثيين لتنفيذ تلك الخطط تعزيز القوة العسكريين التي تدين لهم بالولاء كانت الولايات المتحدة أحد الدول التي كانت تشرف اشراف مباشر على القرارات عبر سفيرها.
لم تكن لدى الولايات المتحدة أي نظرة عدائية تجاه الحوثيين وهو ماخلق درجة من الرضاء من قبلها وسهل للحوثيين القيام بدور واسع في خلق مشروعهم الذي يرفض واقع الدولة المؤسسية وبذلك استطاعت حركة الحوثيين قرض الاجندة الخاصة بإهداف متعددة الجوانب والخلفيات.
يؤكد الباحث مشتاق عمر المهيوبي خطورة الدور الذي أدته جماعة الحوثي؛ اذ وجدت دعم خارجي لتعزيز سيطرتها على اليمن.
العلاقات التي شهدتها إدارة أوباما مع ملالي ايران جعل الإدارة الإمريكية تعمل على التنازل عن مناطق ودول وذلك لخلق الصراعات وصناعتها يرى مشتاق المهيوبي أن الأمريكيين اعتمدوا على الجماعات الدينية السياسية والعنيفة لتفكيك الدول وتعزيز حضور العنف واستبداد الجماعات الدينية..
ويرى مشتاق اثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن تصنيف امريكا للحوثي لايحمل أي جديد غير في أن امريكا تلعب على أكثر من متغيرات بناء على مصالحها.
ويضيف المهيوبي أن علاقة امريكا مع أدواتها سواء الحوثي في اليمن أو علاقتها مع الاخوان المسلمين في ليبيا ومصر وسوريا تقوم على مصلحتها مع هذه القوى لزيادة حدة الصراعات وتفتيت المجتمعات.
ويشير المهيوبي الى أن الحوثي أداة قامت بدورها في احداث هذه الفوضى حيث ظلت امريكا تتحكم على الرئيس عبد ربه منصور هادي وتقوده في ممارسة دور الرئيس الذي يفتقد للقدرة في الحفاظ على بلده.
* مصدر العبث في اليمن..
سمير عبد الله القاضي وهو طالب جامعي فقد رأى أن تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية يحمل نوعا من التشدد مع هذه الجماعة التي وجدت تشجعيا أمريكي منذ بداية سيطرتها على الدولة منذ ست سنوات.
وأضاف سمير بـ”يمن الغد” أن تصنيف الجماعة وفق تصنيف الارهاب يعني محاصرتها وعدم الاعتراف بوجودها وهذا سيجعل الجماعة غير قادرة على خلق مسارات تفاوضية مما سيؤدي لتعزيز عزلها.
وقال سمير ” الحوثيين ظلوا يتعاملون مع الجميع سواء دول وقيادات على أنهم عاجزيين على مواجهتهم ولذلك كان الحوثيين يفرضون على اليمنيين مزيد من العنف ويقومون بإتخاذ الحرب على أنها الوسيلة المحببة لهم.
وأشار الى أن امريكا صارت تدرك خطورة وجود الحوثيين كجماعة عنيفة تقوم على تحقيق سياستها وفق سلوك شديد يعتمد على العنف والإرهاب.
لكنه وفق حديثه يعتقد أن تصنيف امريكا للحوثيين كجماعة ارهابية يضيف بعدا أخر قد يمنع الجماعة من التغلغل في الأروقة الغربية للتأثير على سياسات تلك الدول ويجعلها في مواجهة مباشرة مع تلك الانظمة.
* اغلاق باب الحوار..
مسعد غالب أحمد مدرس تحدث أن تصنيف أمريكا لجماعة الحوثيين يضع الجماعة أمام امتحان صعب لانها تدرك أن ملفاتها في الجوانب الانسانية والانتهاكات صارت مصدر لمحاكمة قياداتها في المستقبل.
وقال مسعد لـ”يمن الغد” :أن اختيار امريكا لجماعة الحوثيين على أنها منظمة ارهابية يعني أن امريكا ظلت المتحكم بتوجهات الحوثيين طوال فترة الحرب فهي من شجعتهم وقامت بدعمهم سياسيا وهي أردت من وراء ذلك تفكيك اليمن وتحقيق نوع من التوازن لصالح جماعات العنف”
وأضاف أن القرار لو كان صدر قبل أربعة أعوام سيكون ايجابيا؛ اذ قد يمنع استمرار ازهاق الارواح وفرض الحوثيين كطرف سياسي دون العودة لإفكار الجماعة وأدواتها وكذلك دورها في زيادة الانتهاك الانساني.
وعن التأثير الذي سينعكس على الحوثيين أجاب مسعد أن خطوة كهذه يعني غلق الابواب المفتوحة التي وضعها الغربيين أمام الحوثيين في تعزيز حضورهم السياسي والخارجي مما جعل الجماعة تتمادى في تعميق احتقارها للرغبات الدولية في انهاء الحرب.
* اعلان حرب..
منصور عبد المعطي اعلامي وجد في تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية لجماعة الحوثيين على أنها جماعة إرهابية يعني بداية المواجهة.
وقال منصور لـ”يمن الغد”: أن امريكا طالما دخلت في صراع وحروب مع دول وجماعات وذلك بعد تصنيفها ووضعها في دائرة معينة ولذلك من المحتمل أن تقوم أمريكا بإستهداف الحوثيين وقياداتها في المستقيل.
وأضاف منصور أن المسار السياسي بعد هذا التصنيف يزداد تعقيدا وهذا مايجعل حركة التقارب لإنهاء الحرب تبتعد أكثر في ظل التشدد الحوثي طوال السنوات السابقة.