الاستجابة الثقافية
عندما نسمع كلمة “ثقافة”، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو العرق، السلالة، الجنس، الطبقة الإجتماعية، المعتقدات الدينية، العمر، وغيرها من العوامل المؤثرة في هوية الفرد الثقافية. في واقع الأمر، جميعنا جزء من مجموعة ثقافية مختلفة، ومن المهم أن نعي بأن هويتنا الثقافية تتطور وتتغير بتغيّر الظروف من حولنا، فالثقافة هي عنصر حيوي نشط وقابل للتَشَكُّل، ومعقد في ذات الحين.
فكل فرد منا هو مجموعة من التأثيرات الثقافية المنسوجة معاً، خاصة في ظل التطور الذي نشهده اليوم، وقد أصبح عالمنا قرية صغيرة، فبات من المستحيل تعريف الشخص من خلال سمة ثقافية واحدة، إذ صار التنقل بين مختلف المجموعات الثقافية العالمية بمثابة انتقال الفرد بين غرف البيت الواحد. وهنا نحتاج مهارة “الاستجابة الثقافية”.
حيث يُعبّر هذا المصطلح عن قدرة الفرد على تقبّل مختلف الثقافات واحترامها والتعلّم منها. تتطلّب هذه المهارة امتلاك درجة كبيرة من الانفتاح على وجهات النظر المختلفة، والمرونة لجذب الأفكار، والاستفادة من تجارب الآخرين، والإيمان بمبدأ الوحدة في ظل التنوع والاختلاف، وعدم النظر للآخرين بنظرة “الغريب”.
فيا عزيزي، اقرأ عن الديانات المختلفة، فليس مطلوباً منك أن تعتنقها، واِطَّلع على مختلف الثقافات، وتحرى الحقيقة بعقل منفتح وتقبلها، كل ما عليك فعله هو أن تعرف عنها وتتعايش معها وتحترمها، فاحترام الآخر هو تعبير عن احترامك للخالق (رب العالمين). ودمتم سالمين.