هدف معركة “الإخوان” في تعز.. طارق أم الحوثي؟!
كالعادة.. معركة “الإخوان” الحالية في تعز. تتجه عكس اتجاه بوصلة القضية اليمنية التي تشير باتجاه “الحوبان” “الشرق”، و”صنعاء” “الشمال”، بينما معركة الإخوان -كما يعترفون هم بأنفسهم- هدفها “السيطرة على الساحل الغربي”.!
لا جديد في هذا الحوَل السياسي والعسكري: معاكسة الخط والصف والتوجه الوطني. ماركة إخوانية مسجلة. في اليمن أو ليبيا أو تونس أو غيرها.. حيث الشذوذ هو القاعدة بالنسبة لهذه الجماعة الدولية.
قبل عامين تقريباً: كانت معارك “الشرعية” تدور في نهم على مشارف صنعاء. بهدف تحرير العاصمة، وإسقاط الإنقلاب.. فيما كانت قضية الإخوان “هي تحرير سقطرة”، وهدف معركتهم السيطرة على عدن.!
اليوم: معركة الحوثي تدور على مشارف مأرب! يا للنكسة! بسبب هذه الازدواجية والانفصام: خسرت “الشرعية” مناطق شاسعة ومهمة في نهم والجوف والبيضاء.. وفي المقابل انكسرت جحافل الإخوان على مشارف عدن.!
منذ بدء الحرب اليمنية الراهنة. كانت أسلحة “الشرعية” موجهة (على الأقل نظرياً) ضد الحوثيين، بينما كانت وما تزال أسلحة “الإخوان” وأبواقهم موجهة (عمليا) ضد شركاء القضية والسلاح في المناطق المحررة.
وبالذات في تعز. وبسبب ذلك، فشلت الشرعية في استكمال تحرير المحافظة، في حين “نجح” الإخوان -إن كان هذا الاستحواذ الانتهازي يسمى نجاحاً- في السيطرة تدريجياً على المناطق المحررة، بعد إزاحة أو تصفية القوى والقيادات التي أنجزت هذا التحرير.
عدنان الحمادي وأبو العباس على سبيل المثال الشهير، ومن ثمّ السيطرة على المدينة ثم التربة والحجرية قبل التوجه جنوباً في محاولة مغطاة سياسيا وإعلاميا لازدراد “المجلس الانتقالي” والوصول إلى خليج عدن.
فشلهم الذريع في هذه المحاولة، جعلهم يغيرون مؤشر بوصلتهم غرباً باتجاه البحر الأحمر. في محاولة طموحة لتحقيق نفس الهدف، وهو: مد رقعة إمارتهم. وإيجاد منفذ بحري لها، كبوابة دولية لتصدير واستقبال أشياء كثيرة مهمة منها الرجال والسلاح..
هذا المنفذ بالنسبة لهم أهم من نفط مأرب، هكذا يفكرون: تدّخل تركيا عسكريا وسياسيا في اليمن سيمكنهم من ازدراد اليمن كلها، إلى بطونهم أو بطن الخليفة التركي. لا فرق.!
لكن العملية لم تنجح في ليبيا، ونجاحها في اليمن أقل احتمالية، وأكثر تعقيدا، وهي إجرائيا متوقفة على كون “ألوية العمالقة” و”المقاومة التهامية”، و”القوات المشتركة” في الساحل الغربي. أهدافا أسهل من “المجلس الانتقالي”.
في كل حال. لا شيء يمنعهم من المحاولة، لن يخسروا الكثير، فشلهم يتم على حساب الشرعية، ونجاحهم لهم ويتم أيضاً على حساب الشرعية وقضيتها، المتمثلة بإسقاط الانقلاب وإعادة الدولة والجمهورية.. لا تمكين الإخوان من إقامة إمارة “قندهار” ثانية في اليمن.!