كورونا يفتك بأهالي صنعاء والحوثي يواجه الكارثة بالجهل

تصاعد حالات الوفيات في ظل محدودية الإمكانيات الطبية وغياب الوعي المجتمعي..

يمن الغد / تقرير – عبدالرب الفتاحي 

في الوقت الذي تمتنع جماعة الحوثي عن الكشف عن تفشي الوباء الذي يجتاح العاصمة صنعاء وخلف عشرات الوفيات ومئات الاصابات وبشكل متسارع، وتمنع اعلان حالات الاصابة والوفاة بكورونا تقابل المنظمات الدولية جهل الحوثي بمخاطر التعتيم الإعلامي ازاء تفشي فيروس كوفيد 19 بالتساهل وعدم المبالاة.. 

* الى التهلكة.. 

يستغرب الصحفي زكريا الكمالي من النهج الذي تتعامل به جماعة الحوثيين مع تفشي كورونا والمصابين بالفيروس وذلك رغم تأكيد الاطباء وجود وتفشي الفيروس ووفاة واصابة عدد كبير من المواطنين.  

وقال الكمالي في حديث خاص مع (يمن الغد) : هناك عشرات الإصابات اليومية بفيروس كورونا في صنعاء ويخضعون للفحص وتظهر النتائج إيجابية ومع ذلك يقومون بعلاجهم في مستشفيات عامة ويسمحون لهم بمخالطة المرضى”. 

وأضاف الكمالي أن الجهل الحوثي وخرافات الوعي الايماني تلقي بالناس إلى التهلكة.  

وتسائل: إذا كان الفيروس قد وصل لكبار قادة المليشيا فكم يموت من العامة؟. 

خلال الفترة الأخيرة توسع انتشار الفيروس بشكل كبير في تعز وصنعاء والعديد من المحافظات وتوفى معظم من أصيبوا و هذا  خلق نوعا من الخوف لدى عامة المواطنين  حول طبيعة الإجراءات المتبعة لمواجهته من قبل الجهات الصحية . 

تظل الإشكالية في اليمن وفق ماتطرق اليه الدكتور مروان أحمد  هاشم في غياب الوعي المجتمعي و الالتزام بالعزل الاجتماعي واستخدام الكمامات وعدم التجمع في أماكن مزدحمة سواء في الأسواق والمراكز التجارية ووسائل المواصلات والمساجد . 
 

* اصابات واسعة بالفيروس.. 

منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية اعترفت بان اليمن تشهد “تدفقا كبيرا” لمرضى كورونا (كوفيد -19)  حيث استنفدت الموجة الثانية قدرة المرافق الطبية في البلاد. 

وقال رافائيل فيشت رئيس بعثة المنظمة في اليمن: “نفتقر إلى جميع جوانب التدخل لمكافحة كورونا ونحتاج إلى دعم دولي أكبر، بدءا من رسائل الصحة العامة، وصولا إلى اللقاحات والعلاج بالأكسجين… هناك حاجة إلى الدعم في جميع المجالات”. 

وحثت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، في بيان لها المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد على توسيع نطاق الاستجابة الطارئة لانتشار الفيروس. 

وتم تسجيل أكثر من 3000 حالة معدية، بما في ذلك 800 حالة وفاة، في اليمن منذ تفشي الوباء. لكن. 

وترى المنظمة أن العدد الفعلي قد يكون  أعلى بكثير نظراً لندرة الاختبارات، و معظم الحالات تم تسجيلها في المُدن الرئيسية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية ويرفض الحوثيون نشر أي معلومات بشأن تفشي الوباء في مناطق سيطرتهم الأكثر كثافة سكانية. 

وقالت المنظمة إنها تدير مركز علاج كورونا في مستشفى الجمهورية في مدينة عدن حيث يشغل 11 سريرًا في وحدة العناية المركزة ، وأضاف البيان أن 46 آخرين في قسم المرضى الداخليين. 

وتحدثت  لاين لوتنس، المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن: “لسوء الحظ، كان العديد من المرضى الذين نراهم في حالة طبية حرجة بالفعل عند وصولهم”.  
 

ورأت أن معظم المرضى “يحتاجون إلى مستويات عالية جدًا من الأكسجين والعلاج الطبي، و يحتاج بعض المرضى أيضًا إلى تهوية ميكانيكية في وحدة العناية المركزة، وهو أمر صعب ويتطلب مستوى عالٍ جدًا من الرعاية الطبية”. 

وطالبت منظمة أطباء بلا حدود  اليمنيين  إلى اتباع تدابير الوقاية من كوفيد -19، مثل التباعد الجسدي وغسل اليدين وارتداء الكمامات، بشكل أكثر صرامة. 

  رافيل فيشت قلق من عدم وصول اللقاح لليمن فهناك دول  نجحت في تلقيح نصف سكانها، بينما تجد اليمن نفسها في آخر قائمة انتظار اللقاحات وهذا حسب رأيه  يسلط الضوء مرة أخرى على عدم المساواة في الوصول إلى اللقاحات على الصعيد العالمي، مع عدم تطعيم أي شخص في البلاد حتى الآن”. 

* تفشي مقلق..  

خلال الأسبوع الماضي تم تسجيل 174 حالة اصابة بفيروس كورونا و تصدرت عدن عدد المصابين حيث وصل العدد فيها  60 حالة  تليها حضرموت 41 حالة ثم تعز 31. فيما كانت الوفيات 18 حالة..   

وفي تعز تزايدت عدد حالات المصابة بفيروس كورونا مع  عجز تام للقطاع الطبي. 

أما مراكز العزل ومشافي المدينة باتت عاجزة عن القيام بعملها جراء هذا التفشي مع ازمة حادة في مادة الاكسجين. 

وتؤكد مصادر طبية في مكتب صحة المحافظة ل-(يمن الغد)  أن اغلب حالات الوفاة والاصابة لا تصل الى مركز العزل الرئيسي في مستشفى الجمهوري والثورة ، وأن تزايد اعداد الوفيات أصبح كبير . 

وذكرت مصادر طبية أن  30 حالة وفاة في المدينة تم احصاءها خلال اليومين الماضيين . 

فيما أعتبر الطبيب عبد العظيم القدسي صمت محافظ تعز عن القيام بمهامه في الضغط على القوى الأمنية والعسكرية لمنع التجمعات يضع المحافظ كمسؤل يتعمد الأهمال وهذا جعل أطراف متعددة تمارس تشجيع التجمعات كالصلاة في المساجد وساحة الحرية. 

عبد العظيم تحدث ل-(يمن الغد) وانتقد الدور الذي تمارسه كافة السلطات في تعز و التي يرى اليها على أنها ظلت متجاهلة مخاطر الفيروس وهذا زاد من انتشار الفيروس وزيادة عدد الوفيات والمصابين . 

بينما وصف ابراهيم صالح فارع طالب جامعي أن الوضع الصحي في تعز مخيف في ظل الأصرار المتعمد من قبل المحافظ في عدم القيام بدوره في منع التجمعات والصلاة خلق بيئة مناسبة لانتشار الفيروس . 

* جهل الحوثي كارثة..  

الصحفية ميساء شجاع الدين قالت على تويتر ” كل أسرتي ومعارفي في صنعاء اصيبوا أو مصابين بكورونا، الحوثي يواجه الكارثة بالجهل والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتجاهل” 

وأكدت مصادر  طبية في صنعاء ل-(يمن الغد)  أن 25 حالة وفاة تم اخراجها من مستشفى الثورة في صنعاء وأن هناك اعداد كبيرة من المتوفين في العديد من مستشفيات العاصمة بينما تعمل جماعة الحوثيين على تجاهل اتخاذ الاجراءات أو الإعتراف بوجود الفيروس . 

وقال مصدر طبي في صنعاء أن هناك وفيات ليست بالقليلة وأن أعراض كورونا هي الثابتة من حيث وجود أعراض الزكام ووجود سعال حاد وجاف وإرهاق يعانيه أغلبية المصابين . 

وأرجع المصدر هذه الزيادة بسبب عدم وجود الوعي والعزل والابتعاد عن التجمع حيث أن عدم إدرك الكثير لمخاطر الفيروس سهل انتشاره لمساحة واسعة من الناس . 

وقال المصدر ل-(يمن الغد) أن عدد الوفيات قد يكون كبير وذلك لانعدام أي جهة حكومية قد تقوم بإحصاء المصابين وتسجيل عدد الحالات سواء المصابة والمتوفية . 

وتوقع المصدر أن تشهد الأسابيع الكثير من الوفيات جراء غياب المعالجات وعدم الالتزام الذي يبديه المواطنيين في مواجهة الفيروس وعدم الالتزام بكل التعليمات لمنع انتشاره.  

Exit mobile version