اخبار الشرعيهالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

اليمن.. أطفال جرحى في معارك كلاشنكوف الخرز “ضحايا حرب وهمية”

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي  

اطفال جرحى خلال ايام العيد بسبب معارك بسلاح لعبة انتشرت بالاسواق اليمنية مؤخرا.. 

انتشار لعب مسدسات وكلاشنكوف يطلق حبات صلبة “خرز” افقد كثير من الاطفال اعينهم واصابات مختلفة بالوجه في خضم الحروب التي يخضوها أو يتوهمون حدوثها حيث زاد تأثير الحوادث التي لحقت بإلاطفال وتعددت الاصابات.. 

تكمن خطورة ألعاب الأطفال أو سلاح الخرز التي يتم استيرادها من الصين  كونها تساعد على الحرب والعنف وتخلق جوا من الصراع الذي ينمي في نفسية الطفل نوعا من محاولة استخدام كل الطرق للإنتصار أو اللحاق الأذى بالأخريين.  

خلال السنوات الماضية أصيب العديد الاطفال بجروح وفقد بعضهم أعينهم جراء وقوع الخرز وهي حبيبات صلبة مستديرة صفراء تطلق من سلاح أو بنادق  تشبة من حيث الشكل السلاح المستخدم في الحروب الفعلية وتدفع تلك الدوائر أو الخرز بشكل قوي مما يجعلها مؤلمة وعنيفة تحدث خدوش بالغة في الجسم.  

لكن خلال الفترة الأخيرة زاد عدد الضحايا بين الأطفال من جراء اصبتهم بتلك الخرز وهذا ماخلق نوع من الأعتراض على وجود تلك الأسلحة في متناول الصغار حيث لم يعد تأثير مثل هذه الاسلحة محددا بل يرى الكثير أن وجودها في معظم المحافظات اليمنية يلحق نوعا من الأذى ويخلق أصابات تولد تأثيرا مباشرا على الاطفال وذلك لما تخلقه لهم من اصابات واعاقات خاصة في فقدان البعض منهم لعيونهم. 

قبل الزفة..  

حاول مختار الحاج أثناء حديثه ليمن الغد التطرق لمثل هذا الخطر الذي يحاصر الأطفال وذلك بعد أن أصيب ابنه عمر. 

يكره مختار مثل هذا الالعاب المؤذية محملا السلطات مسؤولية السماح بدخولها.  

وبينما كان مختار في طريقة  لاسعاف أبنه عمر شاهد مئات الأطفال حسب حديثه يلعبون حرب بمسدسات الخرز ويقتسموا مجموعات وبقومون  بملاحقة بعضهم في الازقة والشوارع. 

وتابع مختار حديثه لـ”يمن الغد” أنه لو قدر الله وحصل إصابة لطفل ماتلاقيش مستشفى تعالج به ابنك الا باستدعاء طبيب مقابل رسوم مضاعفة”. 

مضيفا: وصلت المستشفى وبمجرد ما شافنا الدكتور قال أكيد إصابة مسدس خرز..  هذا مارواه مختار وذلك  بعد أن حاول اسعاف أبنه. 

  ويروي مختار أن هناك عشرات الحالات وصلت إلى نفس الدكتور الذي عالج عمر وكلهم مسدسات خرز إحدى هذه الحالات شابة فقدت عينها تماماً أثناء مرورها بالشارع وكان من المقرر عرسها بعد أسبوع حسب رواية الدكتور.  

وأضاف أن مئات الحوادث حصلت منذ أول يوم العيد وحتى الآن لدرجة أن أصحاب الصيدليات يتلقّوا لك من الباب وانت ماشي بالشارع ويقولوا لك ها تعال تشتي قطر حق إصابة العيون. 

منع أسلحة الخرز..  

الصحفي سامي نعمان ردد تحذيره من مخاطر انتشار هذه المسدسات وتوسعها وغياب أي رقابة عليها ودعا نعمان لضرورة منع هذه الاسلحة في اليمن.  

وقال نعمان لـ”يمن الغد”: مسدسات الخرز يا معين عبد الملك، مسدسات  الخرز يا جمارك، ويا سلطة الموانئ أسلحة الأطفال يا محافظي المحافظات، بنادق الخرز يا نبيل شمسان ،ويا منصور الأكحلي بنادق الخرز يا حوثيين.. (الحوثيون يتمنوا تنكع عيون كل الأطفال اللي مش بالجبهات أساسا) . 

ورأى نعمان أن بنادق الخرز تهدر ملايين الدولارات سنويا على لعب خطيرة وضارة وتكلف الدولة والمواطن والمستشفيات المنهكة أعباء أضراره.  

وطالب نعمان بمحاكمة موردوا هذه الألعاب بمحاكم عاجلة. 

وأضاف أنه يجب أصدار  قانون يجرم استيراد الألعاب الخطيرة وتحديد عقوبة ملائمة.  

وأرجع ذلك بإعتبار اليمن تعيش في حرب وهذا لايعني السكوت على مثل هذه الجرائم . 

الرسام رشاد السامعي حذر هو الأخر من أسلحة الأطفال. 

 وقال “مسدسات الخرز الخاصة بالأطفال ٠٠ اذا لم يكن هناك ضمير وشعور بالمسؤلية ممن يستوردها وممن يبيعها وهو يعلم خطورتها على الاطفال ..حاضرهم ومستقبلهم”. 

وشدد على ضرورة ايجاد الحل ويفترض وفق ماراه  أن هذا الضمير والمسؤلية لا يغيبا عن الجهات الرسمية وتتقاعص عن حماية الأطفال بمصادرة وملاحقة تجار هذا النوع من الألعاب  

تجارة قاتلة   

يحدد مصعب حسن عامر “محامي ” خطورة مثل هذه الأسلحة كونها تنمي لدى الاطفال ثقافة الموت وتدفعه لتدمير مجتمعه وهذا هو الأخطر.  

وأضاف عامر لـ”يمن الغد”: أن استخدام مثل هذه الاسلحة البسيطة أدت لاصابة العديد من الأطفال وتسببت لهم بواقع كارثي فمنهم من تشوه وكذلك هناك من أصيب بعينه وفمه. 

وقال مصعب ” أن بقاء هذه الاسلحة لها أثر على الأطفال مالم يتكاتف الجميع في مواجهة وجودها وأثارها فهي ستظل تحصد لدى الاطفال بعضا من ملامحهم وستخلق جيل معقد يهوى الحرب ويسعى لإستمرارها ويحب خوض المعارك والتجنيد والذاهب ليكون ضحية في مثل هذه المعارك التي تدار في اليمن” 

 الأباء هم سبب المشكلة .. 

 يتهم شوقي لطف عبد الله “مدرس” الأباء على أنهم وراء مثل هذه المشكلة والخطر بناء على وجه نظره هو أن الأباء يجرون  للإبناء هذه المشكلة وهو من يتسببون ليكون أبنائهم عرضة لمثل هذا الخطر . 

 وحسب حديث شوقي مع “يمن الغد” فالأباء ينمون لدى أبنائهم اتجاها نحو العنف دون أن ينظروا لما تولده مثل هذه الأسلحة من فكرة وثقافة وسلوك خاطئ يجعل من قيم الصراع والعنف هو الأسس والدائم في ظل وجود معاني ايحائية وتطبيقية ترسم شكل الصراع على ممتع . 

 وقال شوقي ” هناك أطفال أصيبوا بإعاقات من خلال استخدامهم مثل هذه الأسلحة وتسببت إصابتهم بإثر نفسي محبط لهم ولإسراهم لكن الأب هو سبب الكارثة  هو من أشترى وهو من جعل أبنه يخسر نفسه ويفقد عينه من جراء سلاح الخرز الذي قام بشرائه . 

زر الذهاب إلى الأعلى