أشباح عصرية
في مخزون كلً منا قصص وخرافات شتى، حكايا الأمهات والجدات عن مخلوقات عجيبة، وكان لا يحلو لهن قص تلك الروايات إلا في الظلام، لا أعلم أن كانت للتسلية أم لتخويفنا لننام.
طالما شككت بتلك الحكايا، فكيف لمخلوقاتٍ لا نراها، أن تسبب كل ذلك الأذى وتضر الإنسان، أن تقطع رزقه أو تقتله، أن تفرق بين زوج وزوجته، أن تيتم أطفالاً، كيف يمكنها أن تجعل الفرد يمشي وهو يتلفت يمنة ويسرة، يعمل ألف حساب لدبيب النملة على الصخرة الصماء.
كبرت وكبرت تلك الشكوك، وتخلصت من آخر أثر لها، فلم أعد أرى ظل المعطف كأنه ظل سارق، ولا ذلك الصوت في آخر الليل بأنه لعائلة من الجن تحتل مطبخنا، واصبح عندي قناعة أنها من أوهام البشر.
إلى أن جاء يوم تغيرت فيه قناعتي، وبأني مدينة باعتذار لأمي وجدتي، فتلك المخلوقات ظهرت وكشرت عن أنيابها علانية، فقط تغيرت اسمائها، نزعت عنها اسمائها التقليدية، لم يعد اسمها أم الصبيان ولا طاوي الليل أو حتى طاهش الحوبان، بل أصبح اسمها الحوثي والشرعية والتحالف وكورونا.