الرئيسيةمحلياتمقالات

المواجهات في اثيوبيا.. خطر يهدد أمن اليمن والخليج


تشكل المواجهات في إثيوبيا خطرًا يهدد الأمن القومي لليمن والخليج، وتجعل ملايين من البشر مسدسات للإيجار في الأقطار والأمصار، وتفتح الأبواب والنوافذ لتواجد إيراني في إقليم ملتهب.. 
مشهد لمئات الجنود الإثيوبيين وقعوا في الأسر بيد قوات التغراي يعطي مدلولات سياسية وإنسانية وعسكرية للمشهد وكيف تبدو حكومة آبي أحمد في قادم الأيام..  عقب تولي آبي أحمد الرئاسة في إثيوبيا كتبت مستبشرًا بالتغيير متكئًا على التاريخ والحضارة الضاربة في سفر الأولين.. 
راح المجتمع الدولي كله يقف خلفه باعتباره رئيسًا جاء بعد 28 عامًا من حكم التغراي لإثيوبيا بعد إسقاط نظام منجستو  وتم منحه جائزة نوبل للسلام بعد اتفاقات سلام مع إريتريا التي ظلت المواجهات معها لعقدين من الزمن وراح ضحيتها فوق مائة ألف قتيل وجريح..  كنت أعتقد أن أديس أبابا قد تخلصت من إرث الصراع العرقي وأن نهضة جديدة قد أطلت من الجوهرة السمراء لتطوي الصراع القبلي وتتجاوز أحقاد الماضي وتفتح صفحة للمستقبل.. 
لكنها الظنون، والظنون لا تصدق غالبًا، فما طفا على السطح يؤكد أن الماضي يعيد فصوله بطريقة عجيبة، والتاريخ والحضارة يطويان فصول نهضتها، وتلبس حلة المقاتل، والدم والبارود يغطي سحابات المدن الممطرة هذه الأيام.. 
حجم القتل والتنكيل والأحقاد التي تسير بوحشية في شوارع إقليم تغراي مرعبة، وصلابة النضال الذي تعيد فصوله جبهة تحرير تغراي يكشف مدى الغصة من نظام آبي أحمد ومن حجم الدمار الذي حل بمدينتهم، وبمدى القسوة التي عاشتها “ميكيلي” من القوات الإريترية تحديدًا..
تقف الآن إثيوبيا أمام تحديات كبيرة : تحدي إيقاف لهيب الحرب العرقية، وتحدي دخول البلاد في التقسيم بالداخل، وتحدي سد النهضة، وعلاقات شائكة بين الإقليم والعالم.. ويقف بين تحديين رئيس لديه رغبة في استمراره في الحكم مهما كانت العواقب.. 
من يستطيع تقديم الحلول الآن لإيقاف عجلة العنف في إثيوبيا والانحدار نحو الفوضى والاقتتال العرقي، وإيقاف رغبة آبي أحمد في خوض حرب خارجية من أجل توحيد جبهته الداخلية؟؟
الحرب كارثة تزيد تعقيدات المشهد باليمن وتضاعف الأعباء أمام الأمن القومي للخليج وتعطي طهران مساحة أوسع في البر والبحر للتمدد من أجل تحقيق أطماعها بالخليج..  منذ عقدين  تتواجد إيران في الجزر الإريترية، تمد الحوثي بالسلاح وتدرب المقاتلين، ثم كانت في الصومال تبحث عن اليورانيوم، وفي السودان عبر كيانات سياسية، وفي معظم إفريقيا نجد تجارة حزب الله في الممنوعات من السلاح والمخدرات.. 
ومع مخاوف تدهور أكبر بلد في القرن الإفريقي أو ذهابه للفوضى تصبح مساحة الفراغ مهولة، ويصبح الخوف أن يكون البديل إيران وأذرعها في المنطقة.. 
ربما يحتاج الأمر لمساع ٍجديدة تقودها السعودية والإمارات تكون استكمالاً لجهود سابقة طوت فيها المنطقة عقود من الصراعات، وفتحت النوافذ لمصالحة في قرن ملتهب قبل أن تغرق إثيوبيا!!
وقبل أن يصبح ملايين من البشر تائهين أو مقاتلين على حدود خاصرتها الجنوبية..


*نقلا عن شبكة الصحافة اليمنية-يزن

زر الذهاب إلى الأعلى