اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزمحليات

إخوان تعز.. حكّام لكنهم غرباء

كتب – عدنان الحمادي: 

عادت إلى الواجهة الاتهامات الإخوانية بتآمر طارق صالح على تعز، وهذه المرة تم إلحاق الناصريين والحزب الاشتراكي كونهما جناحي المؤامرة ضد تعز.  

نشطاء الإخوان المسلمين في تعز وفي خارج تعز يروجون لهذه الاتهامات رداً على سخط كبير في الشارع التعزي ضد الإصلاح بسلطته العسكرية والمدنية.. كما أن ناطق محور تعز اعتبر التحرك الجماهيري للمطالبة بإعادة هيكلة وإصلاح مؤسسة الجيش والأمن خيانة دستورية. 

في المقابل تنشط بقوة حملة لخلايا قطر الإعلامية في الخارج تستهدف شخص قائد المقاومة الوطنية طارق صالح، وهي حملة متزامنة وليست بريئة أيضاً. 

ذات التهمة التي ترمى على الإمارات أيضاً كممول لتحركات المناهضين لفساد وفوضى سلطات الإخوان في تعز تعود إلى الواجهة وتعمم على أنصار الإصلاح في التشكيل الهرمي وتصل إلى آخر خليه في المحافظة. 

يستميت إخوان تعز في الدفاع عن حالة الفوضى التي صنعوها في المحافظة ويواجهون بقمع معنوي وتهديدات صريحة كل تحرك قد يمنحهم دافعاً لإصلاح فشلهم ولديهم الاستعداد للخروج إلى الشارع لتوفير غطاء شعبي لبلطجة وعبث ونهب العصابات المرتبطة بقياداتهم. 

يتصرف الإخوان في تعز وكأن المحافظة ملكية خاصة بهم وليس لأحد من أبناء تعز أو أحزابها أو مكوناتها الحق في إبداء رأي أو اعتراض ما يرونه تجاوزاً لأحقية الوجود وشراكة الانتماء. 

المؤتمر والناصري والاشتراكي وكل مكون سياسي يرفع مطالب بإصلاح حال المحافظة وإنهاء الفوضى والعبث والنهب للممتلكات هو في نظر إخوان تعز ليس له حق أن يتحدث عن تعز. 

الإخوان وفي اجتماع لجنتهم الأمنية بتعز والتي تضم قياداتهم الأمنية والعسكرية يعترفون بتفشي عصابات نهب الأراضي ويقررون وقف البناء في الأراضي البيضاء وليس وقف العصابات الناهبة، وحين تخرج تظاهرة صغيرة تطالب بإنهاء النهب المنظم للأراضي العامة والخاصة تعتبر اللجنة الأمنية المتظاهرين السلميين خطرا على عصابات نهب الأراضي. 

تحولت تعز إلى عظمة كبيرة اختنق بها الإخوان المسلمون في تعز.. وحين خلت الساحة من الخصوم ذهبوا إلى صناعة خصوم افتراضيين بعيدين عن الواقع: طارق والإمارات، لإبقاء أنصارهم في حالة جاهزية تامة تعبوياً. 

بدون خصوم لن تجد خلايا الإخوان أهدافاً تشتغل ضدها، ولذلك لا بد من اختراع خصوم لإبقاء الجاهزية وحتى لا يذهب نشطاء وعناصر الإخوان للحديث عن قضايا ومظالم محلية تحدث كل يوم، وهذا يعني مهاجمة سلطة الإخوان. 

إخوان تعز يستنسخون نموذج الحوثي في الحكم منفردين ووحدهم الأحق بإداره تعز ومواردها ونهبها… لم يقبلوا بالناصري والاشتراكي حلفاء الأمس ولن يقبلوا بالمؤتمر عدو الأمس والمنقاد حالياً لتهديداتهم.. 

يقدم الإخوان نموذج حكم فاشل وشمولي وفاسد.. بل تجاوزوا ذلك إلى مربع النهب والعيش على غنائم المظالم التي ترتكب بحق الضعفاء.. وبذلك حشرتهم تعز في زاوية ضيقه ومظلمة باعتبارهم عصابات نهب وقتل وتنكيل فقط. 

تعيش تعز خارج جلباب الإخوان وربما تكون النقاط المنتشرة في المساحة المحررة هي أداة السلطة الوحيدة التي يحتكون بها يومياً كذراع لسلطه الإخوان.. وما عدا ذلك تحاصر تعز الإخوان بعزلة شديدة تتمثل بعدم الاهتمام بهم لا كسلطة ولا قوة حاكمة. 

ولعل أقسى درجات العزلة التي يعيشها الإخوان في تعز هي حكم الناس على أي قرار أو إجراء يعلنون عنه بالفشل مبكراً، وعدم ربط أي تفاؤل بهذه القرارات مما يجعل الإخوان أشبه بسلطة احتلال غريب. 

زر الذهاب إلى الأعلى