الحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتصنعاءمحليات

“محاكمة صورية”.. مطالبات بالإفراج عن عارضة أزياء يمنية من سجون الحوثيين

لا تزال الفنانة وعارضة الأزياء اليمنية، انتصار الحمادي، معتقلة في سجون الحوثيين في صنعاء، بعد حوالي سبعة أشهر، في ظل أنباء عن إخضاعها لمحاكمة صورية ومنعها من حضورها، أو التواصل مع أسرتها أو السماح لحقوقيين بزيارتها.  

وأدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معمر الإرياني، في سلسلة من التغريدات عبر حسابه على تويتر، “إخضاع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران الفنانة انتصار الحمادي، لمحاكمة صورية في أحد المحاكم الخاضعة لسيطرتها، بعد قرابة سبعة أشهر من اختطافها وإخفائها قسريا، وتلفيق تهم أخلاقية بعد رفضها محاولات الميليشيا تجنيدها في شبكة دعارة لاستدراج سياسيين وإعلاميين”.  

وذكرت مواقع إعلامية يمنية، أنه كانت هناك جلسة محاكمة سابعة للفنانة انتصار الحمادي، الأحد الماضي، في محكمة غرب الأمانة، لكن تعذر حضورها على خلفية أعمال شغب في قسم النساء بسجن صنعاء المركزي.  

وقال الإرياني إن “الحمادي تعاني من ظروف اعتقال سيئة فيما يسمى قسم ‘بنات الحرب الناعمة’ في سجن النساء المركزي الذي تديره مليشيا الحوثي”، وأضاف أنه “تم منعها مؤخرا من التواصل مع أسرتها أو السماح لحقوقيين ونشطاء بزيارتها والاطمئنان على حالتها الصحية، بعد نجاتها من محاولة انتحار”. 

وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن الحمادي اعتقلت، من طرف قوات أمن بملابس مدنية عند نقطة تفتيش في العاصمة صنعاء يوم 20 فبراير الماضي.  

وقالت المنظمة إن الحمادي “تعرضت خلال احتجازها إلى الاستجواب وهي معصوبة العينين، كما تعرضت للإساءة الجسدية واللفظية، وإهانات عنصرية وأجبرت على ‘الاعتراف’ بارتكاب عدة جرائم، بما في ذلك حيازة مخدرات وممارسة الدعارة”. 

وذكرت المنظمة أن الحمادي ظهرت “بشكل منتظم في صور نُشِرت على الإنترنت بما في ذلك مشاركات منشورة في مواقع التواصل الاجتماعي، بدون ارتداء غطاء الرأس في تحد للأعراف المجتمعية الصارمة في اليمن”. 

واعتبر الإرياني أن ما تعانيه انتصار الحمادي يعد “امتدادا لمسلسل الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المرأة اليمنية منذ انقلابها على الدولة، بعد أن ظلت تحظى بتقدير واحترام المجتمع، وتجريم الاعتداء عليها تحت أي ظرف من الظروف باعتباره ‘عيب أسود’، والنأي بها عن الصراعات السياسية”.  

وطالب الإرياني “المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الدولي والأميركي ومنظمات حماية المرأة وحقوق الإنسان، بإدانة جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق النساء في اليمن، والضغط على الميليشيات الحوثية للإفراج الفوري وغير المشروط عن الفنانة انتصار الحمادي، وكافة المعتقلات بسجونها السرية”. 

وكانت منظمة العفو الدولية قد شددت في مايو الماضي على أن “سلطات الأمر الواقع الحوثية في اليمن يجب عليها أن تتوقف عن تنفيذ خطط تقضي بإجراء “فحص عذرية” إجباري على الحمادي التي تحتجز بشكل تعسفي لأسباب زائفة، داعية إلى الإفراج عنها فورا”.  

وقالت منظمة العفو الدولية، إن “الحمادي أحضرت في 21 أبريل إلى النيابة العامة لاستجوابها في حضور محاميها في ما يخص تهم من بينها ‘تعاطي المخدرات، والترويج للمخدرات، وممارسة الدعارة’، وهي تنفي بشدة جميع هذه التهم. وفي نهاية الاستجواب، كان محاميها شاهدا على صفعها من طرف مدير السجن”.  

ومنعت النيابة العامة محاميها من الوصول إلى ملف القضية الخاص بها بالرغم من تقديم طلبات متكررة. 

ويوم 27 أبريل، اعترض رجل مسلح المحامي وهدده طالباً منه التخلي عن هذه القضية، بحسب العفو الدولية.  

واعتبرت منظمة هيومن رايتش ووتش في بيان لها في 30 يونيو الماضي أن “سلطات الحوثيين تحاكم بشكل جائر” الحمادي، مشيرة إلى أنها اعتُقلت بينما كانت في طريقها مع زمليتين لها وصديق إلى جلسة تصوير. 

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الأربعاء، أنّ محاكمة عارضة الأزياء اليمنية الشابة انتصار الحمادي الموقوفة منذ أكثر من أربعة أشهر، بدأت في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين هذا الشهر. 

وتعمل الحمادي المولودة لأب يمني وأم إثيوبية، كعارضة أزياء منذ أربع سنوات، ومثّلت في مسلسلين تلفزيونيين يمنيين عام 2020. 

وقال أفراد من عائلتها لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنّها المعيل الوحيد لأسرتها المكوّنة من أربعة أفراد، بمن فيهم والدها الكفيف وشقيقها الذي لديه إعاقة جسدية. 

ومنذ 2014، خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. 

زر الذهاب إلى الأعلى