مقالات

مذبحة العند.. والتقديرات الخاطئة

مذبحة العند هي جريمة بشعة وهي إسقاط للتقديرات الخاطئة، من أن هناك عدو رئيس وهناك خصم ثانوي، وهي توكيد أن الاثنين على درجة واحدة من الخطر.  

مائة قتيل وجريح ذهبوا بضربة بالستية واحدة، استهدفت صباح اليوم طابوراً صباحياً للجنود، مصدرها الحوثي حسب التقديرات حتى الآن، وأن لا دفاع آمن يضمن سلامة الجنوب كما هو حال الشمال، دون تشكيل جبهة سياسية موحدة، تغربل المفاهيم وتعيد صياغة التحالفات، على أساس إنهاء الحرب وهزيمة مشاريع حملتها، أيا كانوا من الحوثي وحتى مليشيات الإصلاح. 

من المهم إدراك أن الانكفاء على الذات جنوباً، لا يوفر ضمانات تجنب تداعيات الحرب شمالاً، وأن الطرفين الدينيين، يمكن لهما في نقطة ما أن يتفقا على أهداف محددة، على رأسها إجهاض القضية الجنوبية، وإزاحتها من ساحة المواجهة وطاولات التفاوض.  

مثل هكذا ضربة إجرامية كتلك التي حدثت اليوم في العند، ما كان لها أن تتم بمثل هذه الخسائر البشرية الكارثية، لولا اختراقات عميقة حدثت، ولولا تعاون استخباري جرى بين الجماعتين المذهبيتين، وربما نذهب بعيداً باتجاه تساهل إقليمي يتخطى الحدود، والهدف أن الانتقالي بمشروع استعادة دولة ما قبل 90، غير مرضي عليه وخصم للجميع، بمن فيهم قوى الإقليم. 

هناك حالة غضب في مناطق الشمال، يقابله قراءة لا مبالية من الجنوب -وكأن نصف الخارطة محمية بتوازن رعب نووي-، وما يضاعف المخاطر هو عدم مد جسور العمل المشترك، في عمق المليشيات المسلحة، مما يعطي تلك المليشيات مساحة للحركة، والتخطيط بأريحية وبلا ضغوط لتدمير سلام الآخرين. 

ستتكرر ذات المذابح وسيتسع التعاون المعلوماتي بين الحوثي والإصلاح، طالما أن هناك من يضع كل الشمال بملايينه في سلة عدائية واحدة، ولا يعمل مع الناس المضارين الواقعين تحت الاحتلال، على قاعدة تنمية المشتركات، وخوض مواجهة ضد عدو وإن كان برأسين، يظل واحداً، موحد الأهداف وخصماً مشتركاً. 

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك 

زر الذهاب إلى الأعلى