اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحليات

مبادرة بن سلمان لإنهاء الحرب في اليمن.. هل تمارس واشنطن ضغوطا على الرياض؟ ولماذا الان؟

قالت وسائل إعلام سعودية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد خلال لقائه مع مستشار الأمن الوطني الأمريكي جاك سوليفان، “مبادرة المملكة لإنهاء الصراع في اليمن“، فما هذه المبادرة وفيما تختلف عن سابقتها؟

المبادرة السعودية

بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” مساء الأربعاء 29 سبتمبر/أيلول 2021، أكد ولي العهد السعودي خلال لقائه سوليفان، “مبادرة المملكة لإنهاء الصراع في اليمن“، والتي تتضمن وقف إطلاق نار شاملاً تحت مراقبة الأمم المتحدة، ودعم مقترح الأمم المتحدة بشأن السماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.
وتشمل المبادرة السعودية كذلك فتح مطار صنعاء الدولي للرحلات من وإلى محطات مختارة، إضافة إلى الرحلات الإغاثية الحالية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي.
وناقش ولي العهد، خلال اللقاء الذي حضره أيضاً المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينغ، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى الوضع في اليمن. فيما دعا الطرفان إلى “تكثيف الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل للأزمة اليمنية”، وفق الوكالة.
وشدّد اللقاء بين بن سلمان وسوليفان على أهمية مشاركة جماعة الحوثي بـ”حسن نية” في المفاوضات السياسية، مع الحكومة اليمنية الشرعية تحت إشراف الأمم المتحدة.
فيما تأتي زيارة المسؤول الأمريكي للسعودية، على وقع تواصل معارك جديدة ضارية حول مدينة مأرب الاستراتيجية شمالي اليمن، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية وعناصر جماعة الحوثي، وسط مقتل عشرات من الطرفين.

لماذا الآن؟

يقول موقع Responsible Statecraft الأمريكي إن الحاجة إلى إجراء محادثات جادة لإنهاء الأزمة في اليمن ازدادت إلحاحاً مؤخراً لدى الأمريكيين، وذلك بعد التعديل ذي الصلة الذي تقدم به النائب الأمريكي رو خانا على قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي والذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول.
ويقتضي تعديل خانا، في حال إقراره، إنهاءَ كل أنواع الدعم الأمريكي للأعمال العسكرية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، ويشمل ذلك إيقاف دعم الصيانة والتزويد بقطع الغيار للقوات الجوية السعودية، التي تعد ثلاثة أرباع طائراتها أمريكية الصنع. ويشير النجاح في تلك المساعي إلى استياء الكونغرس من تواطؤ الولايات المتحدة المستمر في الحرب السعودية على اليمن.
ويبدو أن هذه هي الرسالة التي نقلها سوليفان إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما يقول الموقع الأمريكي، كشيء على غرار: “انظروا، ضغط الكونغرس علينا يتزايد، لن نتمكن من كبحهم إلى الأبد، عليكم أن تجدوا طريقة للخروج من اليمن”.
وبحسب الموقع فإنه ليس من المستبعد أن سوليفان ذكّر ولي العهد والمسؤولين السعوديين بأن بايدن جاد بشأن البيان الذي أدلى به خلال خطابه الأول فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهو أن الولايات المتحدة عازمة على إنهاء أي دعم للعمليات العسكرية السعودية الهجومية في اليمن، ومنها مبيعات الأسلحة ذات الصلة.
كما يشير تقرير الموقع إلى أن سوليفان كان مطالَباً بالتوضيح للسعوديين أنهم إذا أرادوا الحفاظ على دعم الولايات المتحدة، فعليهم السماح بدخول الوقود إلى ميناء الحديدة والتوقف عن تعطيل دخول السلع الأساسية الأخرى. كما يجب على السعوديين أيضاً السماح بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.

ما الضمانات التي ستحصل عليها السعودية لوقف الحرب؟

يجادل التقرير أيضاً بأنه ربما قدَّم مستشار الأمن القومي الأمريكي عرضاً إلى السعوديين بأنهم إذا أنهوا حملتهم العسكرية في اليمن، فإن الولايات المتحدة ستكون على استعداد لمساعدتهم في تأمين حدودهم الجنوبية، أما إذا أصروا على استمرار قصف اليمن وحصارها، فيجب على الولايات المتحدة إنهاء بيع جميع الأسلحة والمعدات العسكرية للسعوديين.
يُشار إلى أن سوليفان كان قد وقَّع سابقاً على خطابٍ، حشد له السيناتور بيرني ساندرز في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وكان الخطاب يحث قيادة الكونغرس على إنهاء أي مشاركة للولايات المتحدة في الحرب السعودية على اليمن.
كما وقَّع على الخطاب نفسه أعضاء حاليون آخرون في إدارة بايدن، مثل نائبة وزير الخارجية الأمريكي الحالية ويندي شيرمان، ورئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ساماثنا باور.

ليست المبادرة الأولى للسعودية

وقد تكون أهمية هذه المبادرة أنها جاءت بتأكيد وتبنٍّ مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسعوديين. وكانت الرياض قد أعلنت في مارس/آذار الماضي، عن مبادرة لوقف إطلاق النار في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة، حيث أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أن المبادرة تسعى لإنهاء دوامة العنف، كما تريد إعادة فتح مطار العاصمة صنعاء من أجل تحسين الإمداد بالبلاد، وتخفيف الحصار السعودي على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون؛ من أجل استيراد الوقود والغذاء.
لكن في معرض ردّهم على المبادرة تلك، صرح الحوثيون بأن الاقتراح السعودي لا يتضمن جوانب جديدة؛ وبالتالي أعلنوا عن رفضه. وقال كبير المفاوضين، محمد عبد السلام، إنه مستعد لمزيد من المحادثات مع الحكومات في الرياض وواشنطن ومسقط في عُمان؛ من أجل التوصل إلى اتفاق سلام. كما ذكّر بأن “فتح الموانئ والمطارات حق وجودي للشعب ولا ينبغي إساءة استخدامه كشرط لإبرام الاتفاقيات”.
وفي رده على رفض الحوثيين تلك المبادرة، صرح ولي العهد السعودي، في مقابلة بثتها وسائل الإعلام السعودية الرسمية في 27 أبريل/نيسان الماضي، بأن بلاده ترفض وجود “أي تنظيم مسلح خارج عن القانون” على حدودها، داعياً جماعة “أنصار الله” الحوثية إلى وقف إطلاق النار في اليمن والدخول في تفاوض.

وأشار إلى أن الأزمة الحالية ليست الأولى من نوعها في تاريخ البلدين، معتبراً أن سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014 كانت “انقلاباً على الشرعية وأمراً غير قانوني”.
وأضاف محمد بن سلمان: “نتمنى أن يجلس الحوثي حول طاولة المفاوضات مع جميع الأقطاب اليمنية؛ للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن أيضاً مصالح دول المنطقة”.
وتابع: “الأرضية مقدمة من السعودية لوقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قِبل الحوثي والجلوس حول طاولة المفاوضات”. وأشار في النهاية إلى أنه لاشك في أن هناك “علاقة قوية” بين الحوثيين والنظام الإيراني، لكنه أعرب عن تمنِّيه أن تراعي الجماعة مصالح اليمن قبل أي شيء آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى