هل اتخذ التحالف قرار بردع مليشيات الحوثي وبدء الحسم العسكري في اليمن؟
استهدف طيران التحالف العربي مواقع وأهداف لمليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، ليؤكد جاهزيته للوصول إلى المدى غير المتوقع من المليشيات.
لغة السلام التي يحرص عليها التحالف والجهود والمبادرات التي تصدر عن قياداته ودوله لم تكن يوما إلا دليل قوة ومرونة من أجل الوصول إلى سلام يجنب اليمنيين الحرب والانقلاب غير أن تعنت المليشيات وانقيادها خلف أطماع التوسع والسيطرة الميدانية قد يفرض على دول التحالف استخدم القوة لمواجهة التعنت .
وما شهدته العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الخميس، من عملية عسكرية دقيقة ضد أهداف عسكرية حوثية يؤكد أن خيارات الردع ليست بعيدة عن تطورات المشهد العسكري والتحالف تحلى بأعلى درجات ضبط النفس خلال الأشهر الماضية دعما للمسار السياسي رغم استمرار المليشيات في جرائمها بحق المدنيين واستهداف الأعيان المدنية في المملكة .
وهذا ما أكدته قيادة القوات المشتركة للتحالف في بيانها الصادر، حيث أكدت أنها مارست خلال الأشهر الماضية أعلى درجات ضبط النفس أمام الانتهاكات الإنسانية الجسيمة والأعمال العدائية الوحشية المتعمدة والممنهجة من قبل المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
وأوضحت قيادة القوات المشتركة، أن سياسة ضبط النفس كان هدفها دعم الجهود والمبادرات الأممية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن .
وخلال الأشهر الماضية تمسكت مليشيات الحوثي بمواقفها الرافضة لكل مبادرات ودعوات السلام سواء من قبل المبعوث الأمريكي أو المبعوث الأممي أو المبادرة السعودية وقدم قادة المليشيا اشتراطات تنسف أي محاولة للوصول إلى تسوية سلمية للملف اليمني.
وتسعى المليشيات إلى شرعنة انقلابها من خلال وضع اشتراطات بفتح المطارات والموانئ أمام تدفق الدعم العسكري الإيراني بدون قيود أو رقابة من دول التحالف أو من الجانب الأممي .
كما تطالب المليشيات بوقف العمليات العسكرية للتحالف العربي في الوقت الذي ترفض أي وقف لإطلاق النار في الجبهات وتصر المليشيات كذلك على مواصلة عملياتها العسكرية الغاشمة في مأرب وشبوه وعلى مستوى كل الجبهات .
وتقابل المليشيات الحوثية كل جهود التهدئة من قبل التحالف العربي والشرعية بأعمال عدائية وانتهاكات جسيمة وجرائم حصار وتنكيل بالمدنيين كما حصل في مديرية العبدية بمحافظة مأرب والتي تعرضت لحصار استمر أسابيع وتم اقتحام القرى وارتكاب جرائم مروعة بحق المدنيين.
استهداف التحالف لمقرات عسكرية حوثية في صنعاء حمل رسالة تحذيرية قوية وضعت قيادات المليشيا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانصياع للسلام وقبول المبادرات الدولية، وإنهاء الحرب أو إرغامها على السلام بالقوة العسكرية.