تنتفض محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن للتخلص من المؤامرة والتسلط الاخواني، ومنذ أيام تتواصل التظاهرات رفضا لسياسة القمع والتجويع التي تفرضها السلطة المحلية بقيادة المحافظ بن عديو المحسوب على حزب الاصلاح الاخواني.
* صحوة بعد الخيانة
صحوة شبوة جاءت على اثر تسليم حزب الاصلاح الاخواني لمديرية بيحان لمليشيا الحوثي الشهر الماضي، وهو ما اعتبروه مؤامرة تم حياكتها في وقت مبكر خيث تعرض منتسبو النخبة الشبوانية للاختطفات والاخفاء القسري من قبل قوات الامن التابعة لسلطة بن عديو كما تعرض عدد من الضباط الجنوبيين للإقصاء والتهميش قبل ان يتم تسليم مديريتي العين وبيحان واجزاء من عسيلان لمليشيا للحوثي.وفي والوقت الذي يقوم فيه قائد اللواء 21 مشاة جحدل حنش الموالي لتنظيم الإخوان، بالتجهيز المسبق لقواته في محاولة لاقتحام معسكر العلم، يتواجد القيادي الحوثي “أبو علي الحاكم”، المدرج على لائحة العقوبات الدولية، في بيحان، ما يؤكد تكامل الادوار بين الجماعتين. وظهر “الحاكم”- الرجل الثاني في الجماعة- في حشد داخل بمديرية بيحان، في محافظة شبوة، جنوب شرقي ، بعد أربعة أسابيع على سيطرة الجماعة على المنطقة.وأفصح القيادي الحوثي، في كلمة وثقها أحد الحاضرين بعدسة هاتفه المحمول، عن نية جماعته احتلال كامل مناطق شبوة، وصولا الى منشأة بلحاف على الشريط الساحلي لبحر العرب.
* المؤامرة قائمة
مصادر عسكرية جنوبية حذرت من ان المؤامرة قائمة لتسليم بقية مديريات شبوة لجماعة الحوثي لتكون المخافظة بوابة الاجتياح الحوثي للجنوب.
وخرج عدد من العسكريين الجنوبيين لاول مرة يحثون على انقاذ شبوة واحباط مؤامرة الاخوان.
وحذروا من بقاء قرار شبوة السياسي والأمني والعسكري تحت سيطرة ميليشيا الإخوان .ويأتي ذلك في وقت انخرط تنظيم الإخوان، في جولة تصعيد جديدة ضد قوات التحالف، في منطقة “العلم” بعد أسابيع من تسليمهم بيحان للمليشيا الحوثية، على طبق من ذهب.
ويقول محللون، إن سيطرة الحوثي على بيحان دون قتال لم تكن مفاجئة، بقدر ما هي انعكاس لمشروع واضح المعالم ومحدّد الأهداف ترعاه وتعمل على تنفيذه أطراف إقليمية تتخذ من الجماعتين (الإخوان والحوثيين) وكلاء محلّيين وأدوات لتنفيذ مآربها في اليمن.
وفي السياق دعا أركان حرب محور عتق واللواء ٣٠ مشاه، العقيد الركن علي عمر الحاتلة، الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بسرعة إنقاذ شبوة من هذا العبث مما يخطط لها بعد تسليم مديريات بيحان الثلاث لميليشيا الحوثي الإنقلابية من قبل سلطة شبوة الإخوانية . واكد الحاتلة في تسجيل مرئي جديد، جاهزية المحور للتحرك من أجل إنقاذ هذه المحافظة من عبث الإخوان قبل أن “يقع الفأس بالرأس”.
من جهته كشف العقيد عبدالكريم العياشي قائد الكتيبة السادسة في اللواء 19 مشاه وأحد القادة المشاركين في تحرير بيحان 2017، ان ال عياش و ال اسلم وال عمر تعرضوا لطعنة غادرة من قبل سلطة الاخوان في شبوة التي سلمت مناطقهم للحوثيين.
وأكد في تسحيل مرئي له ان الاخوان يستنزفون المملكة ويسعون لتسليم شبوة كاملة للحوثي. واوضح بان قبيلته ال عياش في مديرية عين قدمت 9 شهداء يوم دخول الحوثي الى مديريات بيحان في سبتمبر المنصرم، علاوة على شهداء اخرين من القبائل الأخرى.
مدير مكتب قائد محور عتق واللواء 30 مشاة، العميد الركن ناصر علوي النسي، هو الاخر أكد أن خيانة قيادة الإصلاح المدنية والعسكرية وتسليم مديريات في شبوة للحوثيين موثقة.
وأشار الى أن سقوط مديريات بيحان الثلاث تم خلال فترة زمنية قصيرة جدا ودون أي مقاومة تذكر.
وظهر العميد النسي في تسجيل مرئي تحدث فيه عن حملة الإقصاء والتهميش التي مارستها قيادات الإخوان العسكرية في شبوة بحق الضباط والقادة العسكريين من أبناء المحافظة واستبدالهم بعناصر مستجدين منتسبين إلى حزب الإصلاح قال إنه تم منحهم م رتبا عسكرية غير قانونية.
وقال العميد النسي، إن منع الضباط المؤهلين عسكريا والمحترفين وهم أصحاب رتب عسكرية كبيرة من أداء دورهم في مناصبهم، وسيطرة الإخوان على القرار العسكري هو سبب كل الهزائم والخذلان الذي شهدته وتشهده محافظة شبوة.
ودعا العميد النسي الرئيس هادي لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد كل المتورطين بتسليم المديريات الثلاث للمليشيات الحوثية.
وحذَّر العميد النسي قيادة التحالف العربي من مخطط الإخوان المسلمين الذي يستهدف إفشال جهود التحالف وحربه ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وكان قائد اللواء 19 مشاة بيحان سابقا، العميد ركن علي صالح الكليبي، كشف في تسجيل مرئي، الخميس الفائت، أن ما جرى في شبوة ضمن مخططات الإخوان ضد التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وأوضح العميد الكليبي، أن عشرات الآلاف ضحوا بأرواحهم لتحرير شبوة في ديسمبر 2017 بدعم سخي من التحالف العربي وتحديداً السعودية والإمارات، ليتم تقديمها الآن لقمة صائغة لمليشيات الحوثي مجدداً.
وأشار إلى أن تسليم مديريات بيحان لمليشيا الحوثي جاء بعد إضعاف الوحدات العسكرية القوية والتخلص من القيادات العسكرية الصادقة.
وأضاف: ”سقوط المديريات دون إطلاق أي رصاصة، لم يكن نتيجة هزيمة عسكرية، بل كان ناتجاً عن قرار سياسي من حزب الإصلاح”.
* غصب لأجل بيحان
وتشهد شبوة احتجاجات شعبية متواصلة منددة بعبث السلكة الاخوانية في المحافظة.
المعتصمون منذ ايام في مديرية نصاب تعهدوا باستمرار اعتصامهم والتصعيد خلال الايام القادمة حتى تحقيق مطالبهم الحقوقية المشروعة كاملةً دون انتقائية.
ونددوا بالممارسات اللامسؤالة التي تنتهجها السلطة الحزبية في محافظة شبوة.
وتسائل المعتصمون عن الاجندات التي تخدمها بعض التحركات المشبوهة كونها تتعارض مع مصالح شبوة العليا وضرورة الحفاظ على لحمة ابنائها وتماسك نسيجها الاجتماعي ومنها ستخدام العنف المفرط مع الاحتجاجات السلمية.
وأشار المعتصمين الى التطور الخطير الذي أحدثته قوات تتبع امنية شبوة حين توجهت صباح الثلاثاء نحو معسكر العلم الذي تتواجد فيه سرايا عسكرية من قوات النخبة الشبوانية منذُ اعوام كما تتخذ منه قوات تحالف دعم الشرعية مقراً لها.
وفي هذا الصدد ادان المعتصمون هذه التصرفات الاستفزازية ضد قوات التحالف العربي والنخبة الشبوانية واعتبروها تخبط وفقدان بوصلة اتجاه معركتها الحقيقية .
ولفتوا الى ان العدو الحقيقي هو الحوثي الذي يسيطر على بيحان ان كانت سلطات شبوة تريد الدفاع عنها.
ويواصل أبناء هدى اعتصامهم في المنطقة مطالبين بإنقاذ شبوة وتحرير بيحان من مليشيا الحوثي والاخوانيه ومحاكمة قيادات السلطة الإخوانية في المحافظة على خيانتها .
وتعهد المعتصمون في مديرية حبان منطقة هدى بمواصلة الاحتجاجات السلمية، مطالبين بعودة قوات النخبة الشبوانية ودعم القوات المسلحة الجنوبية لتطهير المحافظة الحوثي.
ودعوا التحالف العربي، إلى إنقاذ شبوة، من المؤامرة (الإخوانية- الحوثية).
كما طالبوا بإنقاذ العملة من التدهور وتخفيض أسعار السلع
.
وفي مديرية عرماء طالب المعتصمون التحالف باعاده قوات النخبه الشبوانيه للمحافظة وتحرير مديريات بيحان من مليشيات الحوثي.
كما أكد المعتصمين السلميين على استمرار العمل التصعيدي في الإطار السلمي للمخيم .
من جهتها اوضحت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية بمحافظة شــــبوة، أن الحكومة لم تســتجب لمطالب المعلمين وظلت تماطل منذ العامين الماضيين.
ودعت النقابة منتسبؤديها في بيان لها إلى وقفات احتجاجية في جميع مديريات المحافظة حتى تنفيذ مطالبهم الذي وعدت الحكومة بتلبيتها في العام 2019م.
