هل حطم مقتل ايرلو رغبة ايران بتوسيع حربها في اليمن؟

مثل مقتل القيادي في الحرس الثوري الايراني حسن ايرلوا، ضربة موجعة بعد أن أرسلته طهران لليمن بطريقة مخطط لها لتنفيذ مخططها في اليمن، وتقديم التجربة الايرانية للحوثيين فيما يخص ادارة الحرب والتخطيط للهجمات، وتنفيذ طرق العمل العسكري وتنظيم قوات الحوثيين بشكل يساعد ايران على استخدام اليمن وفق اجندتها .

يمن الغد / تقرير _ عبد الرب الفتاحي

عملية النقل الطارئة التي حدثت للسفير الايراني إلى بلاده وبشكل شابه الغموض، بعد أن رجحت مصادر مقتله في اليمن .

عام وشهرين استمر فيها حسن ايرلوا في اليمن وظهر في العديد من المناسبات والزيارات واللقاءت، ايرلو كان له نشاطا عسكري ورجحت الكثير من المصادر أن يكون السفير الايراني في اجتماع عندما لفى مصرعه ،بعد غارات مكثفة شهدتها صنعاء في الاسابيع الماضية من قبل طيران التحالف ..

حاولت ايران مساعدة الحوثيين في نقل الخبرات العسكرية ومدتهم بالسلاح والمال ،لتنفيذ مشروعها خلال العشر السنوات الماضية بعد تدخلها مباشرة في اايمن ، لكنها بعد ان عززت مثل هذه الشراكة والتحالف مع الحوثيين فإنها اعتبرت اليمن هي مساحة معركها الاستراتجية امام دول، ترى طهران اليها على أنها تختلف عنها ولديها من المشاريع ما يصطدم مع توجهاتها وأجندتها.

وتدخلت ايران منذ وقت مبكر في اليمن خاصة مابعد اعادة رسم مخططها في المنطقة العربية ،وفي الدول التي توجد فيها جماعات شيعية وانتهجت ايران سياسة ساعدتها على فرص وجودها الجديد في اعادة تمركز توجه معادي للدول العربية، وانخرطت جماعات ايران المسلحة في فرض وجودها في السيطرة والحكم عن طريق العنف وممارسه سلطة مذهبية عنيفة في اليمن والعراق ولبنان .

مساعي ايران في الهيمنة على المنطقة العربية واليمن وتدخلها في واقع الصراعات، هو ما دفعها لتعيين حسن ايرلو في 18 اكتوبر 2020 كسفير إلى اليمن ، بينما ايرلوا هو في الاصل قيادي في الحرس الثوري الايراني وفي فيلق القدس.

سعت ايران منذ البداية إلى اعتبار أن دورها هو في ان تكون اليمن هي مصدر المواجهة المفتوحة مع خصومها ،فاليمن هي التي وصل فيها الوضع لنوع من المواجهة الاقليمية المفتوحة، وعلى أكثر من صعيد . تريد ايران فرض أوراق ضغط أو تثبيت رسائلها العسكرية والسياسية عبر البوابة اليمنية.

غارة قتلت ايرلو

يرجح الكثير من الخبراء أن القائد العسكري الايراني. تعرض لغارة أدت لمقتله في 18 من هذا الشهر .

وزارة الخارجية الإيرانية علقت على مغادرة سفيرها لدى حكومة صنعاء للأراضي اليمنية وإعادته إلى طهران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده: “أصيب السيد حسن إيرلو، منذ أيام بفيروس كورونا بحاجة لعناية طبية عاجلة، ونظرا للحاجة إلى العناية الطبية العاجلة، قامت وزارة الخارجية باتصالات مع بعض الدول، من أجل نقله إلى إيران لتلقي العلاج”.

وقال زاده إلى أن الاتصالات “أدت في النهاية إلى تهيئة الاستعدادات اللازمة في سبيل انتقال السفير، وعملية نقله إلى إيران جارية حاليا”.

فيما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الحوثيين طلبوا من السعودية السماح بمغادرة سفير إيران عبر أجواء اليمن.

يرجح سفيان هاشم راجح وهو خبير سياسي أن ايرلوا تعرض لغارة استهدفته مما أدى لمقتله، وان الحوثيين وايران أخفوا مثل هذه الحادثة، لان مثل هذا الاستهداف يعد تحولا مهما في الصراع .

ويعتقد سفيان ان طبيعة عمل ايرلوا لم يكن دبلوماسي بقدر ماكان نشاطه يرتبط بمهام عسكرية، وترتيب ايران لطبيعة دورها في اليمن من خلال وضع تصورها وتنفيذ خيارات سياسية وعسكرية تؤديها من خلال تحكمها بمسار الحوثيين .

وشدد أن مقتل ايرلو خلق لدى الايرانيين شعور بالخيبة .فخسارة قيادة عسكرية يعني أنها في طريقها لتكون الطرف الخاسر في اليمن ،فحلفاوة يمرون بظروف صعبة عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

سقوط حلم ايران

يصف حاميم ناصر ناجي اكاديمي يمني مقتل ايرلو بإنه فرض معادلة جديدة على أكثر من ملف . سواء تعلق الأمر بطبيعة الدور الايراني أو اجندتها وتصورها !وكذلك تعزيزها لمشروعها الذي حددته في التدخل في المنطقة العربية، بما يخدم طبيعة الفوضى الذي وفرته وعملت من أجله .

وقال ” ايران دفعت بكل امكانياتها لتغير شكل المنطقة ،وهي مازالت تمارس وصاية على الدول التي استطاعت تدميرها وفرض جماعاتها في السيطرة عليها .”

وأضاف أن مقتل ايرلوا هو بمثابة خسارة ايران لمعركتها في اليمن، فالرجل كان معين من قبل خميني ليكون أكثر اشرفا على الوضع اليمني والتأسيس لوضع تكون الحرب في اليمن، مساحة للخيارات الايرانية في أكثر من ملف.

ويرى ان حسن ايرلو لم يكن شخصية عادية بل من القيادات العسكرية التي كانت على مستوى قريب، من مراكز القرار في ايران سواء الديني والعسكري ووجوده في اليمن كان دليل على الطريقة التي تدير به ايران، جماعة الحوثي وخياراتها للحرب في هذا البلد .