أخبار العالماخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةتعزمأربمحلياتمقالات

هدنة الشهرين في اليمن.. امتحان لميليشيات الحوثي والأمم المتحدة

الأثر المباشر يبدأ عمليا وفورا في رفع الحصار عن مدينة تعز و انزياح ثقل المعاناة والأزمات عن كاهل المواطنين فيما يتعلق بالمشتقات والغاز المنزلي وتراجع برامج التحشيد للجبهات.
الإعلان عن دخول سفن وفود جديدة إلى ميناء الحديدة تزامنا مع هدنة أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد ضمن ترتيبات مفترضة تشمل مطار صنعاء وميناء الحديدة إضافة إلى رفع الحصار عن تعز تمثل محكا جديدا وامتحانا متجددا لمدى جدية والتزام مليشيات الحوثي ومصداقية الأمم المتحدة.
يجب أن تنعكس مجمل الترتيبات والإجراءات إيجابا وبصورة فورية ومباشرة على الأوضاع المعيشية والأزمات الخانقة التي راكمتها وتاجرت بها المليشيات وخصوصا أزمات الوقود والمشتقات والغاز المنزلي علاوة على الحريات الأساسية والحياة العامة في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات وفي المقدمة صنعاء.

قابل الحوثيون هدنة التحالف من طرف واحد استجابة لدعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي لإنجاح المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض بالتصعيد العسكري تجاه مأرب على مدى أيام بما فيها الدفع بتعزيزات بشرية وقتالية إلى الجبهات الجنوبية والغربية للمحافظة وشنت هجمات عنيفة في الجبهة الجنوبية. علاوة على تصعيد الهجمات العابرة للحدود واستهداف المنشآت الحيوية ومواقع إنتاج النفط في السعودية. وانحصرت المواقف الأممية والدولية في خانة التنديد الروتيني.
عزلت المليشيات الحوثية نفسها عن الأجواء الإيجابية التي بعثتها وتوفرها فرصة المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي وإعلان التحالف عن إيقاف العمليات في الداخل اليمني لإنجاح المشاورات، وذهبت تتخبط بين إعلانها “مبادرة” تكتيكية سرعان ما أعلنت إسقاطها خلال بضعة أيام لم تشهد أي تغيرات بل على العكس كان التحشيد والتصعيد واشتعال جبهات مأرب عنوانها الرئيس.
وبالوصول أخيرا إلى “الموافقة” على هدنة شهرين بحسب بيان المبعوث الأممي، فإن العبرة ستبقى في الإلتزام والتنفيذ الفوري وعلى وجه الخصوص مباشرة رفع الحصار وفتح الطرقات والمنافذ عن وفي مدينة تعز المنسية منذ اتفاق ستوكهولم المرعي والمنسي أمميا. بالإضافة إلى انزياح ثقل المعاناة والأزمات عن كاهل المواطنين فيما يتعلق بالمشتقات والوقود والغاز المنزلي والغلاء الفاحش وغيرها من الأوليات الكاشفة للتوجهات والسياسات الآنية والجدية والجدوى من عدمها.
ليست الهدنة والترتيبات التي ترسيها إلا فرصة للتخفيف من المعاناة الجماعية عن اليمنيين ويجب أن يكون هذا الهدف محل رصد ومراقبة حتى لا تذهب المكاسب المرحلية للهدنة كسابقاتها في غايات وترتيبات عسكرية لمصلحة المليشيات. ومن الواجب التذكير في هذا السياق بأن مسؤولية الأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي لا تقتصر على صياغة المبادئ والاختراقات المرحلية الوجيزة كمكسب سياسي يغطي عورة الفشل المزمن، بل تمتد إلى فرض التنفيذ ومراقبة كافة تفاصيل ويوميات المسارات المشمولة وسلوك مليشيات الذراع الإيرانية التي تشدد الاستهداف المتواصل للحقوق والحريات الخاصة والعامة و سياسات القمع والقهر والمصادرة والنهب والتجنيد والتحشيد وبحيث لا تتحول الجهود الدولية والأممية إلى منصة أخرى للتستر على أغراض “المليشيات الإرهابية”.

زر الذهاب إلى الأعلى